متابعة ـ شغاف كاظم الموسوي||
الوقت- قد يصل الأمر ببعض الناس أحياناً إلى جنون العظمة، بسبب عدم القدرة على إدراك فشلهم الذريع، أو تقبّل قدراتهم المتدنيّة، وهذا بالضبط ما حدث مع الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، استناداً إلى تصريحات وزير الخارجيّة الأمريكيّ السابق، ريكس تيلرسون، الذي أوضح في وقت سابق، أنّ ترامب هو شخص معتوه، وهذه أكبر المخاطر التي تواجهه، فيما اعتبر بعض المثقفين الأمريكيين أنّ فوز ترامب بكرسيّ الرئاسة في البلاد كان حدثاً يماثل اغتيال الرئيس الـ 35 لأمريكا، جون كينيدي، وأحداث 11 أيلول2011.
· جنون العظمة
على مدى سنوات ظلت الصحف والمواقع الإخباريّة العالميّة تتحدث عن عدم لياقة ترامب عقلياً كي يصبح رئيساً، لأنّه يعاني من اضطراب عقليّ خطير، يتمثّل في اضطراب “الشخصيّة النرجسيّة”، وهي حالة نفسيّة تعطي المريض شعوراً مبالَغاً فيه بأهميته، فضلاً عن الحاجة الماسة إلى زيادة الإعجاب والاهتمام، كما يؤدي المرض إلى اضطراب في العلاقات، ويخدر شعور التعاطف مع الآخرين.
وبما أنّ الرئيس الأمريكيّ من النوع المتهور، فقد كشفت مواقف تعامله مع الصحافيين الذين يوجهون أسئلة صعبة أو محرجة، حجم النرجسيّة في شخصيّته، بالإضافة إلى ذلك طرائقه الغريبة في التعاطي مع الموظفين الذين لا ينحنون إجلالاً له، أو مع السياسيين أو وسائل الإعلام الذين لا يشترك معهم في خندق سياسيّ واحد.
إضافة على ذلك، اتهم محللون نفسيون ترامب بجنون العظمة، معتبرين أنّ شخصيته معادية للمجتمع، بسبب وحشيّته وإجرامه على الساحة الدوليّة، دون إبداء أيّ أسف أو ندم على الأشياء الساديّة والمخرّبة التي يقوم بها، ناهيك عن كذبه ونفاقه المستمر، وهجومه الشرس على معارضيه بأقبح وأبشع الشتائم، عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، خاصة تويتر.
كذلك، يضع بعض المثقفين ترامب في صف واحد مع أبرز المستبدين، كالقائد النازيّ، إدولف هتلر، والزعيم الفاشيّ، بينيتو موسوليني، بسبب الطريقة الوحشيّة التي يتعامل بها مع شعوب ودول العالم، بدءاً من ارتكاب الجنايات والعقوبات بحقهم واحتلال أراضيهم ومروراً بنهب مُقدراتهم وثرواتهم وليس انتهاءً عند تدمير بلدانهم وأحلامهم، كما وصف البعض ترامب بأنّه “نمرود” العصر الحديث الذي تمادى في إجرامه، مبشرين بنهاية مُذلّة له لا تقلّ فظاعة عن ما ارتكبه بحق الأبرياء والمقهورين.
· زيادة النّفي تأكيد
كثرة النّفي التي رافقت الأخبار المتعلقة بأسباب دخول ترامب إلى المستشفى العام الماضي، زادت الشكوك حول هذا الموضوع، حيث ادّعى الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، أن سبب زيارته المفاجئة التي قام بها إلى المستشفى العام المنصرم لم يكن بسبب إصابته بسلسلة “جلطات دماغية”، زاعماً أنّ هذه الادّعاءات لا تعدو كونها أنباء مضلّلة.
وما ينبغي ذكره، أنّ ترامب قام بزيارة مفاجئة إلى مركز “والتر ريد” الطبيّ في نوفمبر 2019، وقد أثارت تلك الزيارة المفاجئة تكهّنات بشأن الاحتماليّة الكبيرة في أن يكون الرئيس الأمريكيّ قد واجه مشكلة صحية خطيرة، على الرغم من ادعاء البيت الأبيض حينها أنّه كان يجري فحوصات طبيّة.
والمثير في الأمر أنّ شبكة cnn الأمريكيّة، كشفت قبل يومين، أنّ نائب الرئيس، مايك بنس، وُضع على أهبة الاستعداد لتولّي صلاحيات ترامب مؤقتاً، في حال اضطر للخضوع إلى تخدير طبّي في ذلك الحين.
واضطر الرئيس الأمريكيّ للجوء إلى تويتر، بعد أن أثارت الشبكة الأمريكيّة تكهّنات على وسائل التواصل الاجتماعي، نقلاً عن كتاب لم يكشف عن مصدره، مفادها أنّ ترامب أصيب بجلطة دماغية، ما اضطره وقتها للانتقال إلى المستشفى، الأمر الذي دفع بترامب، الثلاثاء الماضي، لكتابة تغريدة ادّعى فيها، أنّ هذا الأمر لم يحدث وأنّ ما ذكر هو أخبار مضلّلة.
وبحسب زعم طبيب ترامب الخاص، شون كونلي، فإنّ الرئيس الأمريكيّ لم يتعرّض أو يخضع للتقييم فيما يتعلق بحادث “جلطة دماغية”، أو أي حالة طارئة في القلب، معتبراً أنّ ما نقلته بعض وسائل الإعلام غير صحيح، وتظاهر كونلي أنّ الرئيس ترامب لا يزال بصحّة جيّدة، وأنّه ليست لديّه أيّ مخاوف بشأن قدرته على الحفاظ على جدول أعماله كما هو مقرّر، متوقعاً أن يظلّ مؤهّلاً للقيام بمهامه، بحسب تقريره الأخير.
https://telegram.me/buratha