التقارير

الجريمة المنسية..!

2684 2020-09-17

 

متابعة ـ عمار الجادر||

 

هل سمعتم عن مجزرة  شركة النصر ٢٠٠٦م.

المجزرة الطائفية لموظفي شركة النصر في التاجي (سبايكر الصغرى).

 

 الساعة كانت تشير الى الثانية والنصف بعد منتصف ظهيرة يوم الاربعاء 21 حزيران 2006 وقد أنتهى الدوام الرسمي في شركة النصر التابعة لوزارة الصناعة في منطقة التاجي وتوجه مئات الموظفين المتعبين الى الحافلات (خطوط النقل) التي تنتظرهم في ساحة مفتوحة داخل حدود الشركة لتنقلهم الى اسرهم واطفالهم الذين ينتظرونهم في مناطق الشعلة والثورة والشعب والحسينية وشارع فلسطين...وقبيل انطلاق الحافلات تقتحم ساحة الشركة اربعة سيارات نوع كيا مكتظة بالمسلحين ، حيث ترجلوا مباشرة لتسيطر كل مجموعة منهم وتحت تهديد السلاح على حافلة مليئة بالموظفين فيقتادوهم الى مزارع الطارمية القريبة من مكان الشركة ، وسرعان ما تم اطلاق سراح عشرات الموظفين السنة من خلال أدلاء بين الموظفين انفسهم ، ليبقى ما بين 180 - 160 موظفا شيعيا في قبضتهم.تم تقسيم هذه الاعداد الكبيرة على شكل مجاميع ، كل مجموعة 20 - 30 فردا ، اقتادوهم لضفاف نهر دجلة وانهوا حياتهم برصاصة في الرأس والقوا بجثامينهم في النهر الجاري ، تماما كالمشهد الذي رأيناه في سبايكر ، ولانهم يملكون معلومات شخصية عن جميع الموظفين ، فقد عزلوا بعض المعروفين بروحهم الشيعية الصميمة ، ومنهم أبو حيدر الموسوي وهو من أهالي شارع فلسطين ، حيث أخضعوهم لتعذيب بشع قبل ان يقتلوهم ويرموا اجسادهم الطاهرة في نهر دجلة.

ولقد عثر على جثمان أبو حيدر بعد ايام طافيا قرب الكاظمية وقد تم تثبيت يده اليمنى على جبهته بواسطة الدريل!!مرت تلك المجزرة الطائفية البشعة مرور الكرام...وطوي هذا الملف الدامي وتناساه الراي العام وتجاهله الساسة دون ان يتم التحقيق فيه حرصا على اللحمة الوطنية النتنه.ولأسابيع طويلة كنت اتوقف وأبكي كلما مررت هناك امام مشهد النسوة والاطفال والرجال الذين ينتظرون على ضفاف نهر دجلة في منطقة المحيط بالكاظمية أملا برؤية جثامين احبتهم طافية على نهر سيكون شاهدا يوم القيامة على الفظائع التي أرتكبتها العصابات السنية بحق شيعة العراق.

 حرس الشركة الذين لم يعترضوا المسلحين ونسبة غير قليلة من الموظفين كانوا من ابناء الطارمية نفسها وغالبيتهم مشترك أو يعرف من شارك بالمجزرة الطائفية ، وبالاضافة للدافع الطائفي وراء المجزرة كان تنظيم القاعدة السني يريد ان يبسط سيطرته بشكل كامل على الشركة من اجل تمويل عملياته وهذا لن يتم له بوجود منتسبين شيعة فيها.* المنطقة التي شهدت الواقعة كانت خاضعة لسيطرة الفرقة التاسعة في الجيش العراقي وكان اللواء المتواجد هناك كله تقريبا من منطقة المشاهدة والدليم والفلاحات ولهذا لم يتدخلوا لانقاذ الشيعة الذين تعرضوا للخطف من قبل اخوتهم واولاد عمومتهم!!علما ان تلك المجزرة لم تكن الاولى حيث سبقتها الكثير من العمليات الارهابية الفردية التي استهدفت شيعة من موظفي الشركة.* كان بين المختطفين موظفات شيعيات تعرضن للخطف والاغتصاب والقتل... ولم يتحدث احد عن هذا الموضوع كي لا يخدش اللحمة الوطنية التي يرخص لاجلها الدم والشرف!!* الى اليوم لم يفتح تحقيق جدي في هذه المجزرة الكبيرة وما زال عشرات الجناة الذين ارتكبوها طلقاء لم يتم تعقبهم والقصاص منهم ، وما زالت الغالبية من ذوي شهداء شركة النصر يعيشون في وضع شبيه بالوضع المأساوي الذي يعيشه اليوم ذوي شهداء سبايكر تجاه احبتهم ، فلا هم أحياء ترجى عودتهم ولا أموات كي يعيشوا ما تبقى من حياة في هذا الوطن الجحيم من دونهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك