التقارير

متى و كيف بدأ استخدام البصمات كدليل جنائي؟!

1878 2020-12-03

 

متابعة ـ سرى العبيدي ||

 

في حزيران ١٨٩٢ تم استدعاء الشرطة في إحدى قرى الأرجنتين بعد ما عثرت (فرانشيسكا روهاس) الأم ذات الـ ٢٧ عاماً على طفليها مقتولين داخل بيتها ،كانت جريمة بشعة ارتكبت في بلدة صغيرة ، لكن بسببها حصل تطور مذهل في علم الأدلة الجنائية.

قالت (فرانشيسكا) أنها كانت خارج البيت ولما رجعت وجدت الطفلين مقتولين ، وبسؤال الشرطة لها عما إذا كانت توجه الاتهام لشخص معين، قالت إنها تعرف القاتل و أنها رأته وقت وصولها .. و قد اتهمت صديق لها اسمه (بيدرو فلاسكوز).

قالت (فرانشيسكا) إن (فلاسكوز) هددها أكتر من مرة قبل ذلك إنه سيقتل أولادها لو بقيت مصممة على رفضها الزواج منه.

تم القبض على (فلاسكوز) و وجهت له تهمة القتل فأنكر، وقال أنه يعرف (فرانشيسكا) و لكن لا علاقة له بجريمة القتل .

لجأت الشرطة للحل الوحيد الذي كان سائداً في ذلك الوقت مع ضعف الأدلة و هو التعذيب إلى حد الإنهاك ،فيتعب ثم يعترف بالجريمة.

استخدمت الشرطة كل الطرق مع (فلاسكوز) من ضرب وتغطيس الوجه في المياه ولكنه بقي مُصراً على الإنكار برغم التعذيب الشديد. ما أدهش المحقق (إدواردو ألفاريز) المسؤول عن القضية .. لأنه لم يسبق لأي متهم أن أنكر بعد كل ذلك التعذيب.. و كان يمكن للبريءأن يعترف ليتخلص منه.

(ألفاريز) كان محققاً عبقرياً ، وقرر أن يزور مسرح الجريمة من جديد ، عله يجد دليلاً ما..

لم يترك (ألفاريز) مكاناً في البيت إلا وفتش فيه .. بحث في كل أرجائه.. لكن للأسف كانت النتيجة صادمة له ، و قرر أن يعود لمكتبه وقبل خروجه من باب البيت لمح شيئاً جعله يفكر خارج الصندوق.

لاحظ (ألفاريز) وجود بقعة دم تحمل بصمة أصابع على إطار باب البيت .. وقف أمامها وفكر: هل يمكن الاستفادة من هذا الدليل؟؟ و تذكر أنه سأل (فرانشيسكا) عما إذا كانت قد لمست أي من الجثتين أو بقع الدم في المكان؟؟ ، فكانت إجابتها: لا .

تأكد (ألفاريز) إن البصمة تخص القاتل، و لكن كيف سيتصرف ؟؟ ..لم يكن متوفراً أي تقنية لتظهير البصمات في نهاية القرن الـ ١٩ ، ولكنه قرر المبادرة وقام بخلع الجزء الذي يحتوي على بصمة الدم من الباب لمقارنتها ببصمات (فلاسكوز)!! ..

كانت فكرة ثورية بالمعنى الحرفي للكلمة.

كان (ألفاريز) مقتنع جداً أن الحل بين يديه ولكن التنفيذ؟؟!!

(خوان فوسيتتش) {والمرفقة صورته مع المقال}.. ضابط شرطة وصديق (ألفاريز) ومستشاره بالإضافة إلى كونه عالم أنثروبولوجيا (علم الإنسان) ، كان قد درس بصمات الأصابع بالإضافة لكتب (فرانسيس جالتون) صاحب الأبحاث في علم الوراثة وعلم الإنسان ،وقرر (فوسيتتش) أن يحلل البصمات!!

أخذ نسخة من بصمات (فلاسكوز) العشرة ولكن كان التركيز على بصمة واحدة لمقارنتها مع البصمة التي على الباب ، و ابتكر (فوسيتش) طريقة لتسهيل ترتيب بصمات الأصابع و هي طريقة مازالت تـُستخدم حتى اليوم .. هي طريقة (أنماط البصمات).

فالبصمات واحدة من ثلاثة أنماط :

(حلقات .. منحنيات .. دوامات)

و بالمقارنة اتضح إن بصمة (فلاسكوز) و البصمة على الباب من نفس النمط (منحني) .. و تابع (فوسيتتش) التدقيق في تفاصيل البصمات عن طريق عدسة مكبرة يقارن بين نقط وتفرعات البصمتين!! ،و توصل أخيراً إلى النتيجة :

... (فلاسكوز) بريء !!..

فلا تطابق بين البصمتين!!.

قامت الشرطة باحضار (فرانشيسكا روهاس) ثانية وفتحت تحقيقاً معها فأصرت على أقوالها الأولى واتهمت (فلاسكوز) ،فكان من الطبيعي أن يأخذ (ألفاريز) بصماتها ليقارن بينها وبين بصمة الباب.

بعد مقارنة بصمات (فرانشيسكا) بالبصمة الغامضة حصل التطابق :

(فرانشيسكا روهاس) هي اللي قتلت طفليها!!

لماذا ارتكبت جريمتها البشعة؟؟

ولماذا حاولت إلصاق التهمة بـ (فلاسكوز)؟؟

اعترفت أن (فلاسكوز) لم يكن صديقها الوحيد .. بل كان لديها صديق أخر وكانت تحبه بجنون و مستعدة لتنفيذ أي شيء ليبقى معها، ولما طلبت منه أن يتزوجها .. قال أن مشكلته الوحيدة معها هو وجود أطفالها .. فقررت أن تتخلص من الطفلين لتتزوجه!!!

قُدِّمت (فرانشيسكا روهاس) للمحاكمة بتهمة قتل طفليها وحُكم عليها بالسجن مدى الحياة.

وهكذا ... بسبب بصمة غير مقصودة من (فرانشيسكا) وذكاء (إدواردو ألفاريز) وعِلم (خوان فوسيتتش) حصل تحول ثوري وتاريخي في عالم مكافحة الجريمه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطنة
2020-12-03
معلومة لطيفة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك