عدنان علامه ||
لم يكترث ترامب لمشاعر أهالي الشهداء العراقيين الذين قتلتهم يد الغدر ظلماً وعدواناً في ساحلة النسور بتاريخ 16 أيلول/سبتمبر 2007 كما لم يكترث لمشاعر الشعب العراقي الذي كان ينتظر العدالة . ولا يستبعد أن تكون مجزرة ساحة النسور ذات طابع عنصري.
وشرح الخبير القانوني العراقي، طارق حرب، أمس الأربعاء، قضية عفو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عناصر شركة أمنية أدينت بقتل عراقيين.
وقال حرب لـRT، إن "عناصر شركة بلاك ووتر لم يحاكموا في المحاكم الأمريكية لأنهم قتلوا عراقيين، بل تمت محاكماتهم لأنهم خالفوا قواعد الاشتباك، ولم يلتزموا بمعايير حددت في عمل الشركة والقانون الأمريكي".
وأضاف، أن "العفو كان عن جريمة واتهام أمريكي، ولم يكن باتهام عراقي، لذا أصدر العفو عنهم".
وأصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العفو الكامل عن 4 عناصر سابقين في شركة "بلاك ووتر" العسكرية الخاصة أدينوا بارتكاب مجزرة خلفت 17 شهيداً بين المدنيين في بغداد عام 2007.
وفي التفاصيل ؛ بتاريخ 16 أيلول/سبتمبر 2007 أطلق العاملون في شركة "بلاك ووتر" الأمنية النار على مدنيين عراقيين مما أسفر عن إستشهاد 17 وإصابة 20 في "ساحة النسور" في بغداد دون أي سبب أو مبرر .
ومن أهم ردود الفعل على العفو :-
قالت الخارجية العراقية: سنعمل عبر القنوات الدبلوماسية لحث الإدارة الأميركية على إعادة النظر في قرار ترامب.
وأضافت أن قرار ترامب العفو عن مدانين بقتل عراقيين يتجاهل كرامة الضحايا.
وقالت كتائب حزب الله: "نطالب بضرورة العمل الجادّ لإخراج القوّات الأميركيّة من العراق لمنعِ تكرار جرائمها بحقّ شعبنا" .
من جانبه، قال الباحث حيدر البرزنجي إن "ترامب لا حق له بالتقرير نيابة عن عائلات الضحايا والعفو عن المجرمين وهو مضاد لحقوق الإنسان والقانون. وفي القانون العراقي لا يتم العفو عنهم إلا إذا قررت العائلات العفو. وأشجّع عائلات الضحايا على تقديم طلب ضد ترامب عندما تبدأ إدارة بايدن".
ورأى الكثير من العراقيين الإدانة بأنها "مناسبة نادرة يتم فيها تحميل مواطنين أمريكيين مسؤولية الجرائم التي ارتكبت أثناء الغزو وبعده". ولكنهم إستهجنوا قرار العفو.
ووصف مواطنون تحدثت إليهم صحيفة "الغارديان" تصرف ترامب بعفوه عن القتلة قبل رحيله عن البيت الأبيض، بأنه "صفقة قاسية" وإهانة.
وقال عادل الخزعلي، الذي قتل والده في الهجوم، بأنه صدم من الأخبار، وعلق: "لا وجود للعدالة، وأطلب من الأمريكيين الوقوف معنا. فقدت والدي ومات الكثير من النساء والأطفال الابرياء أيضاً".
وأضاف: "أطلب من الحكومة الأمريكية إعادة النظر بالقرار لأن هذا قرار المحاكم الأمريكية التي ستفقد مصداقيتها. ولا حق لترامب في العفو عن قتلة الأبرياء".
ويعتبر قرار ترامب من ناحية إستهتاراً بمشاعر العراقيين بشكل عام وَمشاعر أهالي شهداء ساحة النسور بشكل خاص؛ ومن جهة أخرى يضع الحكومة العراقية في موقف لا تحسد عليه. فهل ستستمر بالتماهي مع المشاريع الأمريكية، أم هل ستأخذ موقفاً وطنياً مميزاً يحفظ كرامة الشهداء وكرامة الشعب العراقي وتؤكد لترامب والإدارة الأمريكية بأن دماء العراقيين ليست مجانية؟
ولا بد من التذكير بأن أولياء دم الشهداء سيكون لهم موقف تاريخي بعد أن قتل ترامب أبناءهم مجدداً من خلال إصداره قرار عفو عام عن القتلة؛ وهو بذلك صادر حق أولياء الدم بإصدار العفو.
وإن غداً لناظره قريب
24/12/2020
https://telegram.me/buratha