التقارير

أعتداءات التحالف الامريكي - الاسرائيلي -الرجعي على العراق خلال عام ٢٠٢٠


 

د . جواد الهنداوي * ||

 

                 رسميّاً ، بين العراق و امريكا  ليست علاقة صداقة وانّما علاقة تحالفات استراتيجية ، مواضيعها ( و اقصد مواضيع التحالفات ) ، الاقتصاد والأمن والسيادة والتعليم و ... كما انَّ الخطاب الامريكي الرسمي يلهج ،ليل نهار ،بذكر " أمن و استقرار المنطقة " و  " استقرار العراق " . وللإشارة ،دون الإسهاب ، اعتدنا ومنذ سبعينيات القرن الماضي على الخطاب  الامريكي - الغربي وهو يبتدأ و ينتهي بذكر " أمن و استقرار المنطقة " ، ولكننا عِشنا ، والمنطقة ، ولم نرْ لا أمن و لا استقرار . او بتعبير آخر ،  أَ وصَلَنا الحرص الامريكي على أمن و استقرار المنطقة الى الحالة المُزرية التي تواجهها اليوم شعوب و دول المنطقة . مصطلح " استقرار العراق " دخلَ حديثاً في الاستعمال و الاستخدام في الخطاب الامريكي و الغربي ، و تزامنَ مع الدخول العسكري و السياسي الامريكي في العراق ، ولكن ولتاريخ اليوم ، لم يشهد العراق الاستقرار ، و لربما ، وللأسف الشديد ، وضع العراق الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي اليوم افّضل من ان يكون عليه غداً  .

       لمْ و لنْ يثمرْ التحالف الاستراتيجي - الامريكي بنتائج أيجابية على العراق ، والسبب هو أنَّ امريكا تتعامل مع العراق ليس وفقاً للمصالح العراقية الامريكية ، وانماّ وفقاً للمصالح الاسرائيلية ، و ترغب و تسعى الى أنْ يصبحُ العراق كما تُريده اسرائيل . هذه هي مشكلة امريكا تجاه العراق و تجاه المنطقة ،سياستها مرهونه بالمصالح والاستحقاقات الاسرائيلية .

        على ضوء هذه الرؤية تعاملت امريكا مع العراق ، في الماضي وفي الحاضر ، وهذا ما يُفسّر قيام الحليف الاستراتيجي للعراق بتكرار شّن الاعتداءات العسكرية على العراق و انتهاك سيادته ، دون اعتبار لصفة والتزامات الاتفاقيات التي تجمع المتحالفيّن .

        لنأخذ ،على سبيل المثال لا الحصر ، الاعتداءات التي شنّتها الطائرات والقوات الامريكية على العراق خلال عام ٢٠٢٠ ، والتي أُعلنَ عنها رسمياً ومن الطرفيّن الحليفيّن ( امريكا و العراق ) :

         قُبيل بدء عام ٢٠٢٠ بيوميّن ،ايّ بتاريخ ٢٠١٩/١٢/٢٩ ،شنّت القوات الجوية الامريكية هجوماً على  مقرات اللواء ٤٥ و ٤٦ للحشد الشعبي ، في قضاء القائم ، و راح ضحية الهجوم ٢٥ شهيد ونحو ٥٠ جريح .

      وحينها دعا السيد رئيس الوزراء الى اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني لمتابعة تداعيات اعتداء الحليف الامريكي .

      دَشّنَ الحليف الامريكي عام ٢٠٢٠ بأعتداء سافر على العراق بأغتياله الشهديّن سليماني و المهندس وذلك بتاريخ ٢٠٢٠/١/٣ ، على مقربة من مطار بغداد الدولي ، اعتداء مع سبق الإصرار على سيادة و كرامة العراق دولة وشعب ، اعتداءٌ دالٌ على تهّور و استهتار الرئيس ترامب و ادارته المعنيّة ، و يكشف وبوضوح اكثر صفة الارهاب التي تجمع داعش والتحالف الامريكي الاسرائيلي الرجعي . الاعتداء يكشفُ ايضاً أكذوبة الحرص الامريكي  على " امن و استقرار المنطقة " ، و على " استقرار العراق ". المصلحة الاسرائيلية هي التي اقتضتْ ارتكاب هذه الجريمة ، و قدرات  امريكا سياسياً و عسكرياً في العراق سُخّرتْ من اجل المصلحة الاسرائيلية ، ايّ تم توظيف تسهيلات اتفاقية التحالف الامريكي العراقي لأجل الغدر والإرهاب و انتهاك كرامة وسيادة العراق !

الاعتداء كشفَ ايضاً بأنَّ الحليف الامريكي لمْ و لن يعرْ ايّ اهتمام او اعتبار للعراق حين يقرر و ينفّذ ما تتطلبه المصلحة الاسرائيلية على ارض العراق !

   في ٢٠٢٠/٣/١٣ ، قام الجيش الامريكي بقصف خمسة مقرات للحشد الشعبي والجيش العراقي و مغاوير الفرقة التاسعة عشر للجيش في مناطق جرف الصخر .

     في ٢٠٢٠/١٠/٤ ،قصفت القوات الامريكية مقر اللواء ١٩ للحشد الشعبي في الأنبار ، و أعلن البنتاغون بانَّ هذه الضربات كانت دفاعية و تمثل رداً مباشراً و متناسباً على التهديد الذي تشكّله التشكيلات الشيعية على القواعد الامريكية .

      أختتم الرئيس ترامب أعماله العداونية تجاه العراق بالعفو الرئاسي لأربعة مجرمين ينتمون الى منظمة بلاك ووتر " الإرهابية " وليس الأمنية ، والذين نفذوا مجزرة النسور في بغداد في ٢٠٠٧/٩/٢٠ ،و راحَ ضحيّة هذه المجزرة ١٧ شهيد و ٢٠ جريح و معظمهم من النساء و الأطفال ، أُطلق سراح هؤلاء القتلة بعد ان قضوا خمسة سنوات في السجن بعفو رئاسي ،بدلاً من ان يقضوا ٣٠ عاماً في السجن مثلما عاقبتهم محكمة اتحادية امريكية ،لادانتهم بتهمة القتل المتعمد ،وليس بتهمة مخالفتهم قواعد الاشتباك .

      قرار ترامب استخفاف بالعراق الحليف دولةً و شعباً ،

و استخفاف ايضاً بحقوق الانسان وبالديمقراطية و بالقضاء الامريكي ، وضوء اخضر للجندي الامريكي في العراق او في دولة اخرى بعدم التردد في القتل ،وله رئيساً يحميه .

       اعتداءات الحليف الامريكي  على العراق دولة وشعب ، والتي ذكرناها لعام ٢٠٢٠ على سبيل المثال ، تساهم في تقويض الدولة وليس في تعزيز الدولة ،تساهم  في تقويض ثقة العراق شعباً وحكومة بالطرف الامريكي ، وتُقدّم للشعوب وللدول الاخرى مثالاً و مشهداً حيّاً عن دور امريكي سئ وسلبي مع حلفاء و أصدقاء امريكا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك