التقارير

عدم رضوخ المسؤول للأمريكان يجعله مؤيداً للإرهاب..الفياض أنموذجا!!


 

د. رعد هادي جبارة ||

 

   القرار الصادر عن وزارة الخزانة الأمريكية بوضع اسم الصديق فالح الفياض في قائمة الأشخاص المتهمين بالارهاب والمشمولين بالعقوبات الأمريكية  يعتبر سابقة خطيرة ،و اعتداءّ سافراً على الدولة العراقية ، وجاء توقيته في أواخر أيام حكومة ترامب الراعية للارهاب، فدونالد هو ذاته أبرز محرّض على الشغب والتمرد ،حتى ضد الكونغرس الامريكي، مما أدى الى وقوع القتل و الفوضى في داخل امريكا و خارجها.

     وليس دفاعاً عن الفياض؛ إنما لا بد من القول إن القرار المذكور لم يكن مدعّماً بأدلة قانونية، ولا مسنَداً بمستندات مقبولة قضائياً، ولا هو قرار منطقي، وليس له أساس من الصحة.

    والغريب أنه جاء بعد الحكم الصادر عن قاضي محكمة الرصافة الشجاع بجلب القاتل الفاشل ترامب الى المحكمة في العراق عبر الانتربول لغرض تقديمه للمحاكمة و إنزال العقاب العادل به، بعد اعترافه العلني عبر شاشات التلفزة و تغريدات تويتر بأنه هو الذي أمر بقتل المواطن العراقي جمال جعفر آل إبراهيم و المواطن الايراني قاسم سليماني، وستة من رفاقهما في 3 كانون الثاني 2020 و كانوا خارجين للتوّ من مطار بغداد الدولي المدني بسيارتين مدنيتين، و بملابس مدنية، و كانوا في مهمة مدنية ،في دولة مستقلة ذات سيادة ، مما يستدعي جلب القاتل الغادر وتقديمه الى المحاكمة .

    والعجيب حقاً ان أياً من الرؤساء الثلاثة [رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب] لم يصدر عنه أي رد فعل أو موقف مدافع ،عن شخص يجتمع معهم عدة مرات في الأسبوع، ،و اليوم انعقد اجتماع رسمي بينه وبين رئيس الجمهورية،و هو رئيس هيأة رسمية عسكرية تابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة، و هذه الهيأة لم تتدخل بتاتاً في احداث ساحة التحرير و المطعم التركي و المحافظات، و لوكانت قد تدخلت لأنهت كل شيء خلال يوم أو بعض يوم، بل كان الكثير من المؤمنين يعتبون على هذه الهيأة، ويعتبرون عدم تدخلها في احداث ساحة التحرير قد شجع البلطجية والشواذ والعصابات الخارجة عن القانون واللصوص واصحاب السوابق الجنائية وقُطّاع الطرق، على ممارسة القتل والتمثيل بالمواطنين، وإثارة القلاقل، و سلب الأمن ،وقطع الطرقات و سرقة المحلات، و تعطيل الجامعات، وغلق المدارس وحرمان الطلاب والطالبات من الدراسة، وضرب الاقتصاد الوطني، وممارسة الرذيلة و الاعمال المنافية للشرف و العفة في السرادق، و الخيم و المطعم، مع الفاسدات و الباغيات و الشواذ، طيلة 11 شهراً، مما ألحق اضراراً فادحة وخسائر كبيرة بالشعب العراقي، وحطّم الاقتصاد الوطني، وأضرّ بمصالح الناس، وعرقل دراسة أبنائهم ، وكل هذه الممارسات الفوضوية و اعمال الشغب والبلطجة تطلق عليها وزارة الخزانة الأميركية و أذناب سفارتها بأنها "احتجاج سلمي!! و تحقيق العدالة !!

   و الملفت للنظر أن الفياض نفسه سبق و أن زار أمريكا العام الماضي، زيارة رسمية ،و لم تعتبره واشنطن مشجعاً للارهاب! فما عدا مما بدا؟؟!!

 و هل عندما يرفض مسؤول عراقي الركوع والرضوخ للامريكان يغدو ارهابياً؟؟

     وفي الحقيقة أنني لا تربطني به سوى علاقة صداقة قديمة؛ توقفت أو تباطأت عندما امتنعتُ عن التواصل معه، حينما تولى مناصب رسمية في بغداد، فلم أشأ التواصل معه ، لأنني توكلتُ على الله فقط، ولا أحتاج إلا إليه في الدنيا والآخرة، ولم أطمع بأي منصب أو مغنم منه ولا من غيره كبار المسؤولين والزعماء في بغداد و المحافظات، الذين كانوا زملاء أو أصدقاء لي ،ومع ذلك وجدتُ من اللازم و الضروري أن أسجّل هذه الملاحظات،لله وفي الله.

   ولا شك ان قرار وزارة الخزانة الأمريكية ضد الفياض يكشف التدخلات السافرة في شؤون العراق_ خلافاً لميثاق الأمم المتحدة _ ويعد اعتداءً ظالماً على شخصية وطنية ،بل على كرامة الدولة العراقية ،و هذا القرار سيخدم الفياض انتخابياً .

  وصدق الله اذ قال جل ثناؤه:

{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}

[ البقرة/ 120]

☆باحث و دبلوماسي سابق.

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك