✍🏻 عبدالملك سام ||
"النظام العالمي الجديد" كما أسماه جورج بوش الأب ، و "الشرق الأوسط الجديد" كما اسمته كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ، و "العصر الأمريكي الجديد" كما اسماه دونالد ترامب ! فلا رأينا "الجديد" سوى المزيد من الظلم والأضطرابات والخراب !
v عالميا .. هذا النظام منذ نشأته لم يأت بالخير أبدا ، والعالم كان ومازال وسيظل يعاني طالما أستمر هذا النظام الملعون .. نظام قام على تشريع نهب ثروات الشعوب وبالقوة بأعتباره "حق" كما صرح أكثر من رئيس أمريكي ؛ فنظرتهم تقوم على أساس أن الله "ظلم" شمال الكرة الأرضية (هم) عندما كدس الثروات في جنوبها (الشعوب الأخرى) ، وهو ما لمح اليه بيل كلينتون وقاله جورج بوش الأبن صراحة في عدة مناسبات !
v عربيا .. أنقسم الموقف إلى توجهين ، الأول أختار لنفسه لغة العقل والمنطق وأتخذ القرار بأن يقاوم ويبني قوته لمواجهة هذه الأطماع الغير إنسانية . أما التوجه الثاني فقد أختار أن يخالف العقل - وإن أعتقد أن موقفه فيه دهاء وسياسة - لينطلق في المداهنة والقبول بالتبعية والتي تحولت فيما بعد إلى خنوع وخضوع مطلقين لكل القرارات الأمريكية حتى لو كانت ضد مصالح شعوب المنطقة .
كلا التوجهين حاولا أن يستقطبا أكبر عدد من الناس لكي يحققا أهدافهما ، فأزداد الطرف المقاوم قوة وأستقلالا ، بينما تحول الطرف المستسلم للأرادة الأمريكية إلى تابع وعميل ، وكلا الطرفين خسرا ثروات طائلة سواء كانت تلك التي نتجت عن الحصار الأقتصادي والسياسي ، أو تلك التي كانت تجبى من الأنظمة الخانعة خوفا على مصيرها من النظام الأمريكي الذي بات يستطيع التوغل بعمق داخل مؤسسات هذه الدول . وفي عصر العصا والجزرة الأمريكي لم يسلم أحد من الأبتزاز خاصة بعد أن مهد النظام الأمريكي لفكرة الصراع البيني الذي أتخذ عدة أشكال لعل أخطرها هو الصراع الطائفي .
v يمنيا .. هناك حرب مصغرة لما يدور في المنطقة ، وقد كاد الأمر يحسم لمصلحة خراب وتقسيم اليمن تمهيدا لنهب ثرواته وأحتلال أرضه وأستعباد شعبه ، ولولا ظهور تيار مناوئ ذو فكر راجح وقوي لكانت الأمور تدهورت نحو الاسواء ، وعلى ما يبدو فإن تنفيذ المخطط الأمريكي بحذافيره بات شبه مستحيل ، ولم يعد بإمكان النظام الأمريكي سوى أن يقبل بأن يستخدم اليمن كوسيلة لحلب الأنظمة العميلة التي قبلت العمل القذر الذي أوكل اليها ، وما القرار الأمريكي الأخير - رغم حماقته - بألصاق تهمة الأرهاب على الطرف المقاوم للأحتلال ألا وسيلة لزيادة وتيرة ضخ الأموال العربية بأتجاه الأعداء .
v شخصيا .. أرى أننا بصدد خطوة ربما تكون الأخيرة وإن أخذت بعض الوقت ، بعدها سيقوم النظام الأمريكي بمحاولة مخادعة محور المقاومة بالجزرة ، بينما سينقلب بشكل أكبر ضد الأنظمة العميلة التي ما عادت تملك الكثير لتعطيه ، ونحن بصدد مرحلة جديدة ستشهد الكثير من الاضطرابات داخل الدول الخانعة ، وستستمر لعبة العصا والجزرة وإن تغيرت الأطراف . يجب أن يتخذ محور المقاومة خطوات جريئة وكبيرة ليخرج من دولاب اللعبة الأمريكية ليكون الفعل لا ردة الفعل ، وعلى الشعوب أن تعي خطورة ما يدور حولها من مؤامرات وأن تتحد مع ما يلبي تطلعاتها ويضمن استقلالها وحريتها وتحقيق أهدافها وإن كان الطريق يبدو وعرا ، فالأمور بخواتيمها .
https://telegram.me/buratha