عدنان علامه ||
· رئيس أركان العدو الصهيوني يعترف بأن كيانه هو البادئ في أي عدوان ويهدد محور المقاومة
لفتني أمس كلام رئيس أركان جيش العدو أفيف كوخافي في المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، حيث نصب نفسه وكيانه بالأوصياء على دول العالم. وساتناول عدة محاور تناولها مع التعليق على المضمون :-
1- الإعتراف الصريح بأن الكيان الغاصب هو البادئ دوماً بالعدوان.
"هذه الدول ليست لها النية لشن هجمات ضدنا وكل عملياتها ضدنا تأتي في سياق الرد على نشاطات نقوم بها نحن".
آمل التدقيق في العبارات المستعملة بدقة عالية في تصريح كوخافي؛ فالعدوان الذي شنه ويشنه الكيان الغاصب يعتبره نشاطاً ( مشروعاً)، وأما الرد على العدوان بشن هجمات مدانة). وهذا إعتراف صريح بأن الكيان الغاصب هو المعتدي دائماً.
2- إعطاء الأوامر لإدارة بايدن في كيفية التعامل َمع الملف النووي الأمريكي.
*"يجب عدم العودة للإتفاق النووي حتى لو تم تحسينه؛ بل تشديد العقوبات على إيران" *
إن الكيان الغاصب يحاول بكل الوسائل فرض أجندته على إدارة بايدن في ملف الإتفاق النووي بعدما أبدى بايدن أستعداده للعودة إلى كافة المعاهدات الدولية التي انسحب منها ترامب دون وجه حق. وقد تمت العودة إلى إتفاقية "ستارت 3" وقد وافق أمس مجلس الدوما بالإجماع على عودة أمريكا. وأنتم أحكموا على اللهجة المستخدمة والتي لا تليق بخادم أن يكلم سيده بهذه الطريقة.
3- التهديد بشن عدوان على إيران،وتعيين كيانه وصياً على مراقبة إنتشار النشاط النووي في إيران
إحتلت إيران القسم الأكبر من خطاب رئيس أركان العدو حيث صعد من لهجة خطابه ضد إيران حتى ظن المشاهدين بأن العدوان على إيران بات قوسين أو أدنى. فقد ألغى كوخافي عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة؛ ونصّب كيانه الوصي الأوحد الذي يحق له أن يحدد المستوى المسموح لإيران إمتلاكه من اجهزة الطرد المركزي. وسأعرض ما قاله لنعود سوياً إلى الخطر الحقيقي الذي تمثله الترسانة النووية لدى العدو الصهيوني دون أي رقيب او حسيب :-
أ- إن إيران تمتلك كمية من اليورانيوم المخصب تخرق ما يتجاوز المسموح به، وطوّرت أجهزة طرد مركزي تسمح لها بتطوير قنبلة نووية في غضون عدة أشهر وحتى عدة أسابيع".
ب-" نعمل على وضع خطط وسيناريوهات للتعامل مع محاولات إيران تطوير قنبلة نووية"
ج- وأكد كوخافي أنه أصدر تعليمات إلى الجيش الإسرائيلي "لوضع عدد من الخطط العملياتية فيما يتعلق بإيران، غير أن قرار تنفيذها يبقى في يد المستوى السياسي بالطبع.
لا أدري من منح كوخافي تلك السلطة التي سمحت بمصادرة صلاحيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لإيران المستوى من كميات الأورانيوم التي يجب ان تحوز عليه. وهنا لا بد من الإشارة بأن هذا التهويل الصهيوني المقصود من قرب إيران إمتلاك قنبلة نووية هو مجرد هراء من ناحية علمية بحتة. وهدفه صرف الأنظار عن الترسانة النووية التي يخزنها العدو الغاصب دون أي رادع قانوني أو أخلاقي يمنعه من إنتاج الأسلحة النووية خارج إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
ولا بد من الإشارة بأن خطر تسرب الإشعاعات النووية من مفاعل ديمونا بات يهدد المنطقة برمتها بعد تزايد العيوب في ذلك المفاعل. وقد أوردت صحيفة "هآرتس" العبرية بتاريخ 26.06.2019 أن دراسة حديثة كشفت وجود 1537 عيباً في أسس الألمنيوم في مفاعل ديمونا النووي، وزعم التقرير، أن العيوب التي عثر عليها في المفاعل، لا تعتبر خطيرة، وأن خطر حدوث تسريباً نووياً محدود للغاية.
وآمل مطالعة التقرير المرفق لمعرفة حقيقة التصنيع النووي في كيان العدو الغاصب مقابل الإدعاء بإمكانية إيران تصنيع قنبلة نوووية لا تتوفر شروط إنتاجها:-
https://www.aljazeera.net/encyclopedia/issues/2015/6/2/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A
4- "الإعلان عن قيام محور للعدوان مقابل محور المقاومة" .
وأشار كوخافي في إستعراض للقوة مع زيادة دول التطبيع بجانب كيان العدو، وكجانب أساسي من الحرب النفسية إلى أنه "في مواجهة المحور الذي يمتد من إيران مروراً بالعراق وسوريا ولبنان، تبلور تحالف إقليمي قوي يبدأ من اليونان وقبرص ومصر والأردن ودول الخليج العربي، حيث تقف "إسرائيل" داخل هذا التحالف".وقد تناسى كوخافي أمريكا بعد أن أضاف ترامب الكيان الغاصب إلى غرفة عمليات أمريكا في المنطقة. فظن أنه يستطيع أن يشن عدواناً على دولة بحجم إيران دون أخذ موافقة دولية.
ولا بد من التذكير بما قاله أكثر من قائد عسكري إيراني" في حال فكر الصهاينة بشن أي عدوان على إيران فلن تجد الطائرات في حال عودتها مكاناً تحط فيه.
5- تهديد لبنان وغزة بالعدوان بنفس اللهجة المتغطرسة
وتطرق كوخافي في كلمته إلى الترسانة الصاروخية لـ "حزب الله" مدّعياً: "يعيش السكان في نطاق أهداف الجيش الإسرائيلي ، داخل ساحة المعركة"، زاعماً أن "ضرب منصة إطلاق صواريخ في لبنان سيمنع المس بالعشرات من مواطنينا. واجبنا هو ضرب كل منصات إطلاق الصواريخ وكل الصواريخ، لا توجد دولة في العالم مهددة من هذا العدد من الجبهات المختلفة كما هو حال إسرائيل . يحتم علي واجبي أن أذكر مواطني إسرائيل أنه عند اندلاع حرب ستسقط هنا صواريخ كثيرة جداً، في المقابل سنشن هجوماً واسعاً".
ويبدو أن كوخافي قد تأثر بمحاكاة "لعبة الحرب" قبل عرضها في المؤتمر وتأييد وزيري خارجية الإمارات فظنّ أن الحرب" كلعبة أتاري"؛ فأخذته أحلامه بعيداً، متناسياً أن نتائج المحاكاة تختلف حسب إختلاف المدخلات. وقد تخطى كوخافي طروحات نتنياهو ريثما يحظى بمكانة اكبر لديه.
وقد لاقت تصريحاته إنتقاداً مبطناً من وزير الخارجية غابي أشكنازي الذي دعا، في المؤتمر نفسه، إلى عدم مواجهة الأميركيين بشكل علني.
وفيما اعتبر خبراء، من بينهم، رئيس الشعبة السياسية في وزارة الأمن سابقاً، اللواء احتياط عاموس غلعاد، كلام كوخافي تحدٍ لواشنطن. وسجل معلقون ملاحظات على كلمة كوخافي، أبرزها أن كلامه يحمل رسائل تحدي لواشنطن، ويبث إشارات ضعف لطهران، فيما انتقد معلقون تغييب كوخافي للصعوبات الحقيقية في الجيش الإسرائيلي، أي الحافزية وفقدان ثقة الجمهور بالجيش.
إن جیش العدو الآن في وضع لا يحسد عليه؛ فتصريحات كبار قادة الألوية البرية قد أكدوا في أكثر من مناسبة ان الجيش غير قادر على المواجهة مع حزب الله في أية مغامرة قادمة. بالإضافة إلى ان الجبهة الداخلية مفككة.
وهكذا يصبح رئيس أركان العدو خير مصداق للآية الكريمة : * {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} (البقرة-206)
وإن غداً لناظره قريب
27/01/2021
https://telegram.me/buratha