سامي التميمي ||
بعد أغتيال أنور السادات تولى رئاسة مصر حسني مبارك في 14 أكتوبر 1981. بأستفتاء شعبي بعد ترشيح مجلس الشعب له. عندما كان صوفي أبو طالب رئيساً موقتا ً لمصر .
وكان أنفراجاً كبيرا ً للعزلة العربية على مصر . وتمكن ساستها بذكاء وحنكة من أعادة العلاقات العربية والأقليمية والدولية بوتيرة متسارعة . وخصوصا مع العراق الذي كان يمثل قوة سياسيةوأقتصادبة وعسكرية في المنطقة .
وكان بحاجة الى السلاح والخبرات والتكنلوجيا العسكرية لأنشغاله بحرب ضروس مع أيران كلفت الشعبين الجارين المسلمين الكثير من الأرواح والأموال والوقت .
وكانت زيارات الملك حسين ملك الأردن وحسني مبارك وعلي عبدالله صالح للعراق بين فترة أخرى للدعم المعنوي والخبرات وتسهيل طرق وأمداد التسليح . وكان حكام الخليج داعمين بالمال والسلاح .
وكانت دعوات الزيارة من قبل رؤوساء (مصروالأردن واليمن والسعودية) . بأستمرار ولكن خوف وحذر صدام كان كبيرا . كانت زياراته لتلك الدول تكون سرية ومفاجئة وتصاحب طائرتة الخاصة سرب من القاصفات الروسية TU وسرب من الطائرات ميراج ( Mirage )وطائرات سوبر أيتندار الفرنسية . (Etendard) .
خطط جهاز المخابرات العراقي وجهاز الأمن الخاص بأمر من صدام بأن تكون هناك زيارة لمصر ولكن التوقيت يضعه صدام . أرسلت المخابرات العراقية قبل ثلاثة أشهر مجموعاتها لزيارة بعض الدول العربية والأسيوية والأوروبية وبعدها السفر لمصر الأستقرار فيها ورصد طريق المطار وقصر القبة وبعض القصور وبعض الأماكن التي من المؤمل زيارتها . وكانت (ساعة الصفر) متفق عليها بين صدام وعزة الدوري وعلي حسن المجيد وبعض المقربين . وكان الأعلان بين الدولتين مصر والعراق على أن تكون زيارة عزة الدوري فقط لمصر . وفعلا ظهر على شاشة التلفاز العراقية التوديع الرسمي لعزة الدوري . وعندما وصلت الطائرة فوق مطار القاهرة بنصف ساعة أتصل نائب الرئيس المصري والمفروض هو من يقوم بأستقبال عزة الدوري النائب للرئيس العراقي حسب البروتوكلات الدبلوماسية الدولية . فتفاجئ بالخبر على لسان عزة الدوري وقال له ( بأن صدام معي في الطائرة ) .وفعلا كلمه وسلم عليه صدام .
وعندها أخبر نائب رئيس الوزراء المصري الرئيس حسني مبارك بأن صدام وعزة الدوري على نفس الطائرة . فأستغرب حسني مبارك وقال له ( بتقول أيه ) . فما كان من حسني مبارك إلا أن يلغي جميع ألتزاماته ويتدارك الأمر ووصل الى المطار على رأس المستقبلين بوقت قصير ومحرج للغاية . وكان ذلك بتاريخ 28نوفمبر 1988 .
وصعقت جميع الأجهزة الأمنية المصرية بذلك الخبر . وأتفق الجميع على أخفاء تلك المعلومات ولكنها تسربت بعد الخلاف الحاد بين بغداد ومصر بخصوص غزو الكويت .
https://telegram.me/buratha