بهاء الخزعلي||
كشف الإعلام الحربي للمقاومة اللبنانية حزب الله، فيديو طوله (21) ثانية، حدد فيه عدد من المواقع العسكرية الأسرائيلية، ونقاط السيطرة والقيادة، وكذلك شركات للصناعات العسكرية، في داخل الأحياء السكنية للكيان الصهيوني.
( تتحجج بأهداف عسكرية داخل المدن عندنا، أنت في عندك أهداف ذات طابع عسكري وأمني داخل المدن، و هاي مقابيل هاي )، هذا ما خاطب به صادق العهد السيد نصر الله، قيادة العدو الإسرائيلي المتبجحة بقدراتها الإستخبارية، مؤكدا على ضرورة توازن قوى الردع في المرحلة الحالية، و كاشفا مدى الضعف الأمني والإستخباري للكيان الغاصب.
وسط التخوف والفشل الإسرائيلي، والتطور النوعي الحاصل بالقدرات الإستخبارية للمقاومة اللبنانية حزب الله، نسعى بنظرة تحليلية توضيح بعض الجوانب لضرورة الكشف عن ذلك التقرير المصور.
* الجانب المعنوي أو الحرب النفسية: أن يكون هناك قدرة لحزب الله على أمتلاك هذا البنك من الأهداف، يتبين لنا من أن هذه الأهداف هي نماذج متنوعة من الأهداف، ومن الطبيعي والمنطقي أن تكون هناك أهداف أخرى لم يتم الكشف عنها، كما أن نسبة التخوف لدى المواطن الإسرائيلي، قد يعزز خلق رأي عام ضد نتنياهو، وكذلك على صعيد الداخل اللبنانية هذا التقرير يرفع من الروح المعنوية لجمهور المقاومة، بعد تعرضهم لعدت هجمات من الداخل اللبناني في الأونة الأخيرة.
* الجانب العسكري: الأهداف التي وردت في التقرير تحدد عدت أتجاهات مختلفة للعدو، كقيادة المنطقة الشمالية، قيادات الألوية المتعلقة بالمعركة على الجليل، المنظومات الرادارية، شركات الصناعات العسكرية الجوية و الصاروخية، كل ذلك يدل على أن هذه المواقع مدروسة ومخطط لها، وستكون جميعها معرضة للإستهداف من سلاح المقاومة.
* البعد التكتيكي: حين يكون الأهداف قيادة الجيش الأسرائيلي، وكذلك قيادة المنطقة الشمالية، وقيادة الألوية الشرقي والغربي في منطقة الجليل، وكذلك المنظومات الرادارية، هذا يعني أن أي مواجهة محتملة على الجبهة الشمالية، ستكون الأهداف المعنية للقيادة والسيطرة في الجبهة الشمالية، تحت نيران المقاومة وسيتم أستهدافها بالمباشر، خصوصا وأنها أصبحت مكشوفة ومحددة بأحداثيات دقيقة.
* الجانب الأستعلامي: لدى إسرائيل (200) شركة ناشئة في مجال (Cyber Security)، حددت هدفها بأن تكون واحدة من أقوى خمسة دول في العالم بذلك المجال، حصلة على أموال طائلة من بيع منتجات فايروس (بيغاسوس) للسعودية، وكذلك بيع منتجات خاصة للبرنامج الأمني (عين الصقر) في الأمارات، كذلك العلاقة الإستراتيجية بالولايات المتحدة الأميركية، التي تسيطر على الفضاء من خلال عدد أقمارها الصناعية.
كل هذه المعطيات لم تمنع نجاح حزب الله، بأيجاد ثغرة أمنية معلوماتية في هذه المنظومة الأمنية المتكاملة، وهذا يعني أن معادلات الردع، لم تعد تقتصر على الجانب العسكري في الميدان فقط، بل أمتدت الى ساحة العلم والتكنولوجيا، مما يدل على الإمكانية التكنولوجية المتطورة لدى حزب الله، وكذلك الفشل الواضح للمنظومة الأمنية للكيان الصهيوني.
وهذه الجوانب توضح لنا شكل المنظومة المتكاملة لموازنة الردع، في حال حصول أي مواجهة محتملة ما بين حزب الله والكيان الصهيوني، و أن لم تحصل تلك المواجهة في الوقت الحالي، فيكفي أن هذا التقرير يعتبر بمثابة فضيحة لنتنياهو، الذي كان دائما يتحجج بوجود مخازن سلاح لحزب الله في الأحياء السكنية، واليوم يكتشف العالم أجمع أن حكومته تمتلك مواقع عسكرية، وشركات للصناعات العسكرية ومنظومات رادارية في الأحياء السكنية، و قرب المؤسسات الصحية والخدمية، و أنقلب السحر على الساحر.
https://telegram.me/buratha