بهاء الخزعلي||
إدارة بايدن و على طريقة أحجار على رقعة الشطرنج، تريد تهيئة المسرح في المنطقة، لتحديد الأدوار في المرحلة القادمة مع مقبولية حلفائها ورفض خصومها.
* ترى إدارة بايدن أن المرحلة القادمة، لا تتحمل وجود شخص مثل محمد إبن سلمان، على رأس السلطة في السعودية، لذلك صرح بايدن أن الأتصال بالسعودية سيكون بالملك سلمان وليس بولي العهد، وقد يصل التغيير الى أبعد من ذلك، قد نشهد بروز شخصية مثل محمد إبن نايف لتولي الحكم في المملكة، وذلك ما سيحدده التقرير الإستخباري، لقضية أغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي سيكشف عنه من قبل إدارة بايدن في موعده المحدد.
* رفع حركة أنصار الله من على قائمة الأرهاب حسب المفهوم الإميركي، والعمل على إنهاء الحرب في اليمن وإيصال المساعدات لهم، بداعي الأكذوبة الأميركية لحقوق الأنسان، ما هي الا عكاز تتعكز عليه الولايات المتحدة لمصادرة الأنتصار اليمني، و للحصول على تنازلات من صنعاء بالحوار بعد ما فشلوا بالحصول عليها بالحرب والقتل والحصار.
* تأخر أتصال بايدن بنتنياهو، يؤكد على عدم الرغبة لبايدن بالتعامل مع نتنياهو، لكن ضمان أمن أسرائيل، هو ثابت من الثوابت الأميركية في المنطقة، لذلك نلاحظ على الرغم من الخلاف ما بين بايدن وترامب، لم يعمد بايدن لتغيير قرار ترامب، بضم الكيان الصهيوني الى قيادة القوة المركزية الوسطى.
* أما بالنسبة لضمان أمن إسرائيل، عمدت الولايات المتحدة على دفع بعض عملائها، في الداخل اللبناني لتأجيج الموقف وتدويل القضية اللبنانية، وعدم الرضا بالأتفاق بين الأحزاب اللبنانية خيار سياسي لا يمكن العودة عنه، ويعمد ذلك لجر لبنان الى البند السابع، و يضيق الخناق على حزب الله، و يضعف حظوظهم بالمشاركة السياسية في الحكومات القادمة، وذلك يبعث الطمأنينة للداخل الإسرائيلي.
* أما بالنسبة للعراق فالقضية واضحة وضوح الشمس، بدفع الولايات المتحدة لعملائها في العراق، بالعمل على المطالبة بفدراليات و أقاليم وتجزأة البلاد، وكذلك شن هجمات أعلامية واضحة ضد الحشد الشعبي، بداعي زعزعة الأمن في البلاد، وذلك الأستهداف بسبب ما يمثل الحشد وفصائل المقاومة، من تهديد للمشروع الصهيوأميركي في المنطقة، و كذلك خوفا من أن يكون الحشد في مرحلة لاحقة، هو الضمان الحقيقي لحماية الممرات التجارية، في مبادرة الحزام والطريق في حال توصل العراق الى أتفاق مع الصين.
* أوعزت الولايات المتحدة لزيادة عديد قوات حلف الناتو في العراق، ل 4000 مقاتل بعدما كان عددهم 500 مقاتل فقط، وذلك يعتبر ألتفاف على قرار البرلمان العراقي، بوجوب خروج القوات الأجنبية من العراق، و ليس بخفي على المراقبين، أن قوات التحالف الدولي وحلف الناتو، كلاهما تقودهما الولايات المتحدة، وذلك يؤكد على الرغبة الأميركية فالبقاء لأمد طويل في العراق، ناهيك عن الرغبة الأوربية لنقل قواتها على الحدود التركية، تحسبا لصراعاتها المستقبلية مع الأتراك.
* أما بالنسبة للأتفاق النووي الإيراني، فأن ما قامت به أدارة بايدن، بسحب الطلب بتشديد العقوبات على إيران الذي قدمه ترامب لمجلس الأمن، و هم على دراية بأمكانية نقض ذلك من قبل روسيا والصين الحليفين لإيران، ما هي الا نصف خطوة يراد بها إستدراج إيران لتقديم التنازلات، وضم بعض الملفات الأخرى كالبرنامج الصاروخي و الحد من دعم محور المقاومة، الى جانب الملف الرئيسي (الأتفاق النووي) على طاولة الحوار.
* أما بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن ما جاء بإيقاف العمل بالبروتوكول الأضافي، ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، كفيل لأثبات إمكانية إيران لصنع القنبلة النووية، في حال لم ترفع العقوبات عنها، وكذلك تثبت الرفض القاطع للجمهورية الإسلامية، بضم أي ملف أخر للمفاوضات مع الملف النووي، أما بالنسبة لأستقرار الأمن الأقليمي، فمن الممكن أن يحل بأتفاقيات ثنائية بين دول المنطقة، بأستثناء الكيان الصهيوني من تلك الأتفاقيات بحسب الرؤية الإيرانية، وبأعتبار الكيان الصهيوني هو كيان غاصب وعدو أزلي للجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة.
https://telegram.me/buratha