التقارير

قضية فلسطين للواجهة مجددا بعد ان عرضها العرب للبيع

1717 2021-03-07

 

د.علي الطويل ||

 

عقود عديدة مضت والصهاينة دائبين بكل قواهم لطمس القضية الفلسطينية بكل حيثيتها وترسيخ احتلالهم لهذه الارض وبطرق شتى ، ، وما تحتويه  من قدسية دينية ، وحقوق للشعب الفلسطيني ، واراضي مغتصبة ، واموال منهوبة ، وشعب مشرد ومخيمات متناثرة، وكل ذلك جرى ويجري بتواطئ معلن وغير معلن من حكام بعض الدول العربية المعروفة بتبعيتها للسياسة الامريكية والاسرائيلية ، فقد عمل هؤلاء الحكام على بيع القضية الفلسطينية بالتدريج وبطريقة ناعمة وهادئة وبنفس طويل دون اثارة حفيظة الشعوب حول هذه القضية ، فكانت ماسمي بمحادثات السلام العربية التي اسفرت عن توقيع اتفاقية كامب ديفيد التي رفضها العرب وقاطعوا مصر كعقوبة على توقيعها للصلح مع إسرائيل، ثم تسللوا واحدا واحدا لاعادة العلاقة معها ، ثم جائت مفاضات اوسلوا ليكون الموقف اقل حدة مما سبقه ، وانتهت  هذه المفاوضات التي استمرت سنوات بتوقيع اتفاقية اوسلو او مااطلق عليه اتفاقية غزة اريحا ، او ما اصطلح عليه الاعلام ب الارض مقابل السلام ، وهذه لمن يتمعن فيها يكتشف عظيم الخيانة العربية للارض الفلسطينية ، وكأن الارض ملك اسرائيل تمنحه مقابل سلام زائف ، وفي هذا الاتفاق بان العار الكبير والخيانة العظمى للحكام العرب الذين دعموا هذه المفاوضات فتم فيها منح الفلسطينيون سلطة ذاتية على مناطق مقطعة سميت سلطة  الاراضي الفلسطينية ، وكأن الامر فتح كبير .

 ثم توالت المؤمرات وتوالت المواقف الخيانية تتضح شيئا فشيئا حتى توجت بمقترح صفقة القرن التي كان محورها امريكا واسرائيل من جهة والسعودية والامارات من جهة اخرى،  وهذه الصفقة هي عملية لبيع للقضية الفلسطينية وطمسها نهائيا والى الابد ،ولكن رغم اصرار هذه الاطراف على هذا الامر لم تتحقق مؤامراتهم لاسباب كثيرة ومنها عجزهم عن اقناع الكثير من الاطراف المتعلقة بهذه الصفقة بالامر ،وعدم انخراط اخرين فيها ، ومنهم العراق الذي لولا  وجود الممانعة لدى كثير من الاطراف في داخله ،  ومنها المرجعية والمقاومة  والحشد ، والا لكان الان ضمن قطار صفقة القرن ، ومن اسباب الفشل كذلك رفض المقاومة الفلسطينية المدعومة ايرانيا ، ووجود حزب الله ، ووجود ايران الرفض والمقاومة ، وايران القوية ،  ادت كل هذه الاسباب الى عرقلة وتوقف قطار صفقة القرن ، فكانت الابراهيمية هي الحل لدى هذه الاطراف ، والابراهيمية مقترح الرئيس الامريكي السابق ترمب ، حيث اختزل جميع تلك المؤامرات بمؤامرة ناعمة مخادعة لاتثير حفيظة المسلمين ولا تغضبهم ، وهي بعبارة مختصرة مشروع لدخول اسرائيل للمنطقة بشكل سلس وناعم عن طريق خدعة  دمج الاديان في دين واحد وهي دين ابراهام ، بحجة السلام والوئام والتكامل ، وكالعادة تسابق العرب للتهليل والتصفيق وفتحوا خزائنهم للدعم ، فكانت الامارات السباقة بذلك لتبني اول( معبد ) لدين ابراهام وبتكلفة باهضة ناهزت عدة مليارات من الدولارات ،

ان هذه الاستعراض التاريخي هو لغرض توضيح المواقف بين من يريد بيع القضية وبين من يتبناها ، فبعد عد زيارة البابا هذا اليوم للمرجعية الرشيدة في عاصمة التشيع ، وطرح السيد السيستاني للقضية على مسامح راعي المسيحية في العالم لم يبقى محال للشك  ان الشيعة بمرجعياتهم وقواهم الوطنية لايمكن ان يتخلوا عن قضية فلسطين ،  ويعبر موقف المرجعية اليوم  عن تبني لهذه القضية وعدم التفريط بها او نسيانها ،لانها لاتعني السعوديين ولا الاماراتيين او العرب فقط  ، وانما هي ارض مقدسة لكل المسلمين ، وتخصهم  جميعهم  ولا يحق لاحد بعينه ، ان يدلو فيها، وقد عبر طرح مرجعية النجف لقضية فلسطين  عن ان الشيعة في العراق وفي ايران وفي كل مكان لن يتخلوا عن هذه القضية ، وان المرجعيات الدينية والدينية السياسية  لها موقف واحد وثابت ومتطابق  تجاه قضية فلسطين ومحورها القدس الشريف ، وان ذلك من ضمن الثوابت الشرعية لدى عموم الشيعة ولايمكن المساومة عليها او التفريط بها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك