كندي الزهيري ||
شكل انتصار الثورة الإسلامية في إيران صدمة كبيرة إلى درجة جعلة الدول العظمى في هستيريا و ديكتاتورية ،وصنع قرار غير عقلاني بأمر منهم دخل النظام البعثي العراق وبأموال خليجية ، حربا لم يجني منها الا الخراب ولم يجني منا الشعب العراقي سوى الفقر والدم .
ما لم يعلن بان هناك صراع اخر على جهة أخرى من العالم تحديدا بين بريطانيا وأمريكي ،حيث تنظر بريطانيا بأن يتم التعامل مع ايران سياسيين من أجل الحصول على ( لين ايراني) وبعدها يتم احتواء الثورة، لكن امريكا تصر على القوة والعصى وهذا ما ضهر في الوثائق السرية الاي تم الكشف عنها من قبل بريطانيا .
■ الوثيقة السرية البريطانية :
إنها أهمية إيران الاستراتيجية لبريطانيا وعموم الغرب، كما تكشف وثائق سرية بريطانية.
وتشير الوثائق، إلى أن التباين في الرؤيتين البريطانية والأمريكية تجاه إيران يعود إلى أيام حرب الأعوام الثمانية، من 1980 حتى 1988، بين إيران والعراق.
انتهت الحرب بعد موافقة آية الله الخميني، زعيم الثورة الإسلامية في إيران، على قرار دولي بوقف إطلاق النار والتفاوض قائلا مقولته الشهيرة في 18 يوليو/ تموز عام 1988 "الموت والشهادة أهون علىَّ من هذا، كم أنا حزين، لأنني تجرعت كأساً من السم حين وافقت على القرار".
تكشف الوثائق عن أن الولايات المتحدة كان لديها هاجس هو انتصار إيران في الحرب. فعملت جاهدة، عسكريا واقتصاديا، للحيلولة دون ذلك.
● مخاطر العمل المتسارع:
فقبل أن تنتهي الحرب بعامين، لاحت للأمريكيين مؤشرات على إمكانية أن يتحول الهاجس إلى حقيقة.
وكان أهم المؤشرات هو استيلاء إيران على شبه جزيرة الفاو العراقية في شهر مارس/آذار عام 1986.
وحسب الوثائق، فإن الأمريكيين رأوا أن هذا التطور العسكري أعطى إيران "قوة دفع نفسية" جعلتها "لا تبدي إشارة إلى أنها مستعدة لعدم المضي في الحرب".
البريطانيون نبهوا الأمريكيين إلى أن الضغوط الاقتصادية لن تفيد في التعامل مع الإيرانيين لأنهم معتادون على شد الحزام وحياة التقشف.
واستمر هذا الوضع حتى استعاد الجيش العراقي الجزيرة في شهر أبريل/نيسان 1988، أي قبل شهور قليلة من وقف الحرب بالقرار الأممي.
وفي 19 و20 من شهر مارس/ آذار عام 1986، جرت في واشنطن مباحثات أمريكية بريطانية بشأن الحرب. وبدا خلالها واضحا للبريطانيين أن الأمريكيين يخططون للتدخل بطرق، منها القوة العسكرية، لمنع انتصار إيران.
وكان موقف وزارة الدفاع البريطانية واضحا وهو، حسب الوثائق، رفض الاتجاه الأمريكي والإصرار على عدم المشاركة مهما أصر الأمريكيون على المضي فيه.
وفي تقرير عن المباحثات، قالت الوزارة: "كانت الزيارة مفيدة للغاية، خدمت هدفنا في تأكيد مساندتنا الأساسية لسياسة الأمريكيين في الخليج، ولكن أيضا في التعبير عن قلقنا من المخاطر التي ينطوي عليها العمل العسكري المتسرع أو المبالغ فيه".
وأوصت بأنه "لا يجب علينا خاصة أن نُجر إلى دعم عمل عسكري لا يمكننا التحكم فيه، أو أنه في حالة اندلاع أزمة، ربما نضطر لأن نُخيِّب توقعات الولايات المتحدة بشأن المساندة". وأيدت الخارجية البريطانية هذه التوصية.
● اسباب المعضلة:
بعد ذلك بشهر، زار وفد من إدارة الشرق الأوسط بالخارجية البريطانية واشنطن، وكتب جي إتش بويس، رئيس الإدارة، عن هذه الزيارة قائلا إن الأمريكيين "طلبوا دراسة عسكرية مشتركة لسير الصراع في الخليج مستقبلا... وتنسيق المساعدة الأمنية لدول الخليج".
وخلص البريطانيون من المباحثات إلى أن الأمريكيين "يتجهون بشكل متزايد للاعتقاد بأن إيران سوف تنتصر في الحرب كلما طالت، لذلك فإن السياسة الأمريكية وُجهت نحو بذل كل ما هو ممكن لدعم العراق على الأقل لحين ظهور مؤشرات على لين في عناد إيران".
وقال بويس إن وضع العراق، سياسيا وعسكريا، كان، من وجهة نظر الأمريكيين، سبب المعضلة.
ويضيف أن الأمريكيين: "اعترفوا بأنه في ضوء أوجه القصور في القيادة السياسية والعسكرية بالعراق، فالذي يمكن أن تفعله الولايات المتحدة فعليا قليل. فالعراق، على سبيل المثال، لديه كل الأسلحة التي يحتاجها. ولذا فإنهم (الأمريكيون) يركزون اهتمامهم على محاولة كبح إيران".
● كيف رأى الأمريكيون سبل تحقيق هذا الهدف:
لقد سعوا أولا إلى وقف تسليح إيران "حتى لا تتمكن من شن هجمات أكبر بوتيرة أكبر".
ويقول تقرير بويس إن "أملهم الرئيسي هو وقف تدفق الأسلحة إلى إيران. ورغم أنهم (الأمريكيين) حققوا بعض النجاح في تبطيء تدفق الأسلحة من السوق السوداء، فإن الأسلحة تتدفق من أوروبا الشرقية وكوريا الشمالية وسوريا وليبيا والصين بمعدل متزايد إلى إيران".
وتكشف الوثيقة عن أن الأمريكيين فكروا في ضربات عسكرية تشل إيران.
ويقول بويس "على الجانب العسكري، اعتقدوا (الأمريكيون) أن هجوما شاملا وبارعا من الجو على المنشآت الحيوية الاقتصادية في إيران قد يغير السلوك الإيراني. غير أن افتقاد العراق إلى العزم والتصميم العسكري، والعناد السياسي الإيراني لم يجعلا هذا خيارا مبشرا للغاية".
تقرير لوزير الخارجية البريطاني السابق جيفري هاو: معظم دول الخليج تعترف بأن وجود إيران وسلوكياتها السياسية حقيقة يجب التعامل معها.
وتحدث بويس عن الفارق في التفكير بين البريطانيين والأمريكيين قائلا إن الأمريكيين "لم يتمكنوا من أن يجدوا سيناريو معقولا ذا مصداقية يُمكّن من ضمان نجاة العراق مستندا على ثقل مستقل قادر على مواجهة قوة إيران".
https://telegram.me/buratha