متابعة ـ عمار الجادر ||
كي لا ننسى فصل من فصول النظام السابق
ولد ناظم كزار لازم العيساوي عام 1940 من اسرة تنحدر من لواء العمارة وتحديداً قضاء الميمونة ووالدته من عشيرة ال ازيرج (العمارة) تركت اسرته العمارة عام 1937 وعمل والده في صنف الخيالة (كتيبة خيالة سعد) ومقرها في خان بني سعد اكمل الابن ناظم الدراسة الابتدائية في المدرسة المامونية ببغداد والدراسة المتوسطة في الغربية المتوسطة والدراسة الاعدادية في الثانوية المركزية ثم تحول الى الدراسة المسائية ليعمل ويساعد والده في اعالته اسرته حيث عمل ناظم مراقبا على خط الانتاج في معمل سكائر عبود اما الاب فقد كان مديرا لمعمل شهداء الجيش التابع لوزارة الدفاع وكان الاب برتبة (نائب ضابط) وفي عام 1958 تخرج ناظم من الاعدادية وبمعدل عالي وتم قبوله في كلية الطب !
تم فصله من كلية الطب لاسباب سياسية بعدها انتقل الى كلية الهندسة التي فصل منها ايضا مع 14 من زملائه هذا كله مع بداية العهد الجمهورية خريف عام 1958 م التحق بعدها ب معهد الهندسة الصناعي العالي ( الجامعة التكنولوجية لاحقا) والذي تخرج منه بعد ردة تشرين عام 1963 تم اعتقال ناظم كزار وتم الحكم عليه بالسجن ل 10 سنوات وتنقل خلال تلك الفترة ما بين عدة سجون سجن السليمانية والموصل والفضيلية واصيب خلال تلك الفنرة بالتهاب رئوي حاد وقبل سجنه كان ناظم كزار قد ضرب بالكرسي حاكم التحقيق علاء الخياط وادماه وذلك اثناء جلسات التحقيق معه مما زاد من مدة محكوميته بعد ان تولى الرئيس عبدالرحمن عارف الحكم تم اطلاق سراح ناظم ومجموعته وناظم كزار لم يتزوج وبقي اعزب وأطلق عليه رفاقه في الحزب لقب (ابو حرب) بعد حركة 17 تموز 1968 شغل كزار منصب عضو قيادة شعبة الاعظمية ...
جرى اختيار ناظم كزار مديراً للأمن العام وتم منحه رتبة لواء وهو بذلك اول مدني يمنح رتبه لواء ! واوكلت اليه مهمة حماية امن الثورة وتصفية خصومها واختار لهُ مساعد من اهالي الحلة هو حسن المطيري كان الرئيس احمد حسن البكر رافضاً لاختيار ناظم كزار لكن النائب صدام حسين اصر على هذا الاختيار !
وقد اختار كزار قصر الرحاب الملكي الذي شهد مجزرة مقتل الملك فيصل الثاني واسرته اختاره ليكون مقراً لتعذيب خصومه وفي هذا المكان وعلى يد كزار تم تصفية العشرات بل المئات من خصوم البعث كان كزارأول من جلب أحواض الأسيد (التيزاب) الى مبنى قصر النهاية لإذابة أجساد المعتقلين ، وهو أول من استورد آلات تقطيع الأطراف من (ألمانيا الشرقية) !
كان يستخدم أساليب لا تخطر على البال،من بينها استخدام مطارق الحديد الثقيلة في تكسير وتهشيم عظام المعتقلين ،واستخدام الطبر الحاد في تقطيع مفاصلهم ..
حبس المعتقلين عن التبول بعد شد أعضائهم بصورة محكمة ،وإجبارهم على شرب عدة زجاجات من ( البيرة) بالاضافة لقلع العيون وقطع الاذان واللسان !
كما كان يقوم بجلب مرضى السل لغرض البصاق في أفواه المعتقلين ،لنقل المرض الى أجساد المعتقلين
· محاولتهِ الانقلابية
بدأ ناظم كزار بتدبير إنقلاب داخل حكم البعث في يوم (٣٠ حزيران ١٩٧٣) بعدما بات يشعر بالقلق من صعود صدام السياسي والأمني المفاجئ، ومحاولته الهيمنة والإستفراد بمقاليد السلطة خصوصاً بعد سيطرة التكارتة على أمور الحزب ومقدرات الدولة، وإن الرئيس أحمد حسن البكر كان أضعف من الوقوف بوجه طموحات صدام المتنامية ولكون صدام كان يطلق على كزار انتقاصا مِنْهُ لقب (ال شروگي) ! لذا قرر كزار القيام بأنقلاب ليتسلم هو مقاليد الامور وقد استغل كزار سفر الرئيس البكر إلى بولونيا وبلغاريا، وكان من المقرر أن يعود إلى البلاد في يوم السبت 30 حزيران 1973، لكن طائرته تأخرت لمدة ثلاث ساعات عن موعدها المحدد، ،
وصلت طائرة البكر إلى مطار بغداد الدولي عند الساعة السابعة والدقيقة الخمسين، وجرى استقبال رسمي له حضره اركان النظام والوزراء، وسلم البكر عليهم فرداً فرداً، ثم توجه مع نائبه صدام حسين إلى سيارة كانت تنتظره على مدرج المطار، حيث اقلتهما وغادرا المطار معاً !
كان ناظم كزار يراقب ما يحدث في المطار من خلال شاشة التلفاز، غير ان تأخر طائرة البكر، وانتقال التلفاز إلى بث وقائع تخرج طلبة جامعة بغداد في ملعب الكشافة مما اثار الشكوك لدى كزار وجماعته بأن محاولتهم قد تم كشفها فحاول الفرار مع مجموعة معه باتجاه الحدود الإيرانية عن طريق منفذ زرباطية واخذ معه كرهائن كلاً من وزير الدفاع الفريق حماد شهاب ووزير الداخلية اللواء الركن سعدون غيدان اثناء الطريق ما بين الكوت ومنفذ زرباطية تصدت طائرات مروحية لموكب كزار وحاولت اعاقته واثناء ذلك حاول وزير الدفاع حماد شهاب التملص أو الهرب من وثاقه لكنه لم يفلح عندما أطلق عليه الرصاص من جهة مجهولة أما وزير الداخلية سعدون غيدان الذي حاول الهرب بعد فك وثاقه فقد أصيب بإطلاقات في كتفه وظل هامدا على الأرض ،فاعتقد كزار انه لقي حتفه !!
لم يستطع كزار مقاومة سلاح المروحيات الكثيف ،وتم تطويق كزار وجماعته ،وقد جرح كزار قبل اعتقالهم ،ونقلت الطائرات كزار وجماعته إلى قصر النهاية ،حيث تجمع حوله عدد من قيادة البعث منهم : عزة الدوري ،وطه الجزراوي ،ونعيم حداد ،وغانم عبد الجليل ،ومحمد محجوب ..
في البداية بصق طه الجزراوي في وجه كزار ،ورفسه على صدره ،وانهال أعضاء القيادة بضرب كزار بأقدامهم ،وهو ملقى على الأرض وينزف بشدة ،فتح كزار عينيه ،وقال لهم : (تعرفون من أنا وبالعامية ( هاي تاليتهة ).وتعرفون جهودي في حماية الحزب والثورة ،وتعرفون صلتي الوثيقة ب صدام ،وأنا لم اخطأ ولم أخن) ..وقبلً أن يواصل كلامه هجم عليه سعدون شاكر وبرزان التكريتي يضربانه على وجهه ورأسه بإقدامهما ويحاولان إسكاته وتم كي جسده بالمكواة الكهربائية وتقطيع بطيء للحم جسده بالسكاكين الى إن خيلَ للجميع إن كزار لفظ أنفاسه الأخيرة لكنه فجأة فتح عينيه وقال : عرفتُ كل شيء عن صدام إلا شيئاً واحداً وهو الجهة التي تقف وراءه ! ولفظ أنفاسه الأخيرة وذلك يوم 2 تموز سنه 1973وسلمت جثته الئ اهله وتم دفنه في مقبره النجف الاشرف
https://telegram.me/buratha