التقارير

اللادولة في العراق ..!


 

محمد صادق الهاشمي ||

 

    المشهد السياسي واضح، وأكثر إيضاحًا منه المستقبل في ظل الصراع المكوناتي والحزبي، وعلى النحو التالي:

١- الكرد بعد المفاوضات الحثيثة لإقرار الموازنة مقابل سيل من الاقتراحات لتسليم النفط إلى الاتحادية؛ يرسمون مشهد اللادولة، علما أنّ كل المقترحات باءت بالفشل.

    بعد سيطرة البارزاني على القرار الكردي، لا نعتقد أنَّ ملامح الدولة العراقية تكتمل، لا سيّما السيد مسعود يترسخ في عقله السياسي العملي الانفصال السياسي بعد الانفصال الاقتصادي، وهو يسير بخطى حثيثة نحو اللادولة، خصوصًا وهو يترقب تطورات إقليمية ودولية في المنطقة؛ قد تفتح له الأبواب نحو دولة نفطية كردية: (سورية، والإقليم) يكون هو النواة فيها.

٢- المكون السني موقف قادته منشطر، ومتنازع، إلا أنه يتجه إلى الأقلمة الكلية والمناطقية.

    (الأقلمة الكلية) هي أنّ أغلب القيادات السنية تتجه إلى (فيدرالية سياسية) يكون القرار السني بها خارج تأثيرات القرار الاتحادي، ويكون ارتباطهم بالحكومة الاتحادية؛ لأجل المال والوزرات التي تسخر لمصالحهم الخاصة.

    أما (الأقلمة المناطقية) فخلاصتها أنَّ السنة يتجهون إلى أنْ يحتل كل منهم مدينته، وعلى وفق الآتي:

أولًا: السيد الحلبوسي، يركز على الأنبار؛ بالاعتماد على: الإمارات، الكويت.

ثانيًا: السيد أبو مازن ومن معه، يتجهون إلى تأسيس إقليم صلاح الدين؛ بالاعتماد على: السعودية.

ثالثًا: النجيفي، يتجه إلى الموصل؛ بالاعتماد على: تركيا.

رابعًا: الآخرون بقيادة الحزب الإسلامي وسليم الجبوري،  توجهوا إلى ديالى؛ بالاعتماد على: قطر.

ومِنْ ثَمَّ فإنَّ قادة السُّنَّة كلهم يتجهون إلى اللادولة.

٣- الشيعة تحت واقع مختلف تمامًا، إذ إنَّ واقعهم هو الآتي:

أولًا: الأحزاب الكبيرة منشطرة، ومتواصلة بانشطارها،  وإن أظهرت الاتفاق.

ثانيًا: القرار السياسي الآن بيد حكومة الكاظمي، أمّا القيادات البقية فتقف متفرجة.

ثالثًا: (الجوكر) يحاول السيطرة على محافظات الجنوب.

ومِنْ ثَمَّ فإنَّ هذا مشهد بارز وواضح نحو اللادولة.

٤- القواعد الأميركية تجد مساحات لوجودها في ظل الخلافات وسيطرة الكاظمي على القرار،  وهي ماضية نحو ترسيخ اللادولة.

وهنا عدد من النِّقاط:

أولًا: أميركا ودول الخليج، أدركوا أنهم لا يمكن لهم ترسيخ احتلالهم في العراق؛ إلا في ظل اللادولة.

ثانيًا: المكونان السني والكردي، كذلك يتأثران بالمشروع الأميركي الذي يتجه بالعراق نحو اللادولة، فضلًا عن ترسيخه لمشاريعهم.

ثالثًا: المكون الشيعي، قولًا مع الدولة، إلا أنهم يرسخون اللادولة؛ من خلال صراعاتهم، وخلافاتهم، ومصالحهم، وهم بوضع لا يمكنهم الاتفاق على برنامج يخلق الدولة، وإن ادعوها في خطابهم، والقدر المتيقن من ممارساتهم نحو اللادولة؛ أنهم لم يتفقوا على برنامجٍ موحدٍ وضوابط، وشروط، وأسس... بل بعضهم يرى الدولة عبارة عن القدر الذي يحقق مصالحه.

رابعًا: الباقي من الدولة، هو مشروع (خط الكاظمي)؛  الذي يمضي نحو اللادولة، أو الدولة العلمانية.

خامسًا: محافظات الجنوب تهيمن عليها تظاهرات اللادولة: تشل حركتها، تقطع الطرق فيها، تحرق الجثث، تتجذر فيها، تطالب بإسقاط الحكومات المحلية التي تمثل بقايا الدولة؛ لفرض واقع اللادولة!،

لكن يعتقد بعضهم أنَّ السلاح الفالت هو اللادولة!، وينسى أنّ الأطراف كلها تسعى إلى إنهاء الدولة!.

    قد يعتقد بعضهم أنَّ هذه رؤية متشائمة، وأرجو أنْ تكون متشائمة، ولكن!، دلُّوني ولو بدلالة واحدة على الدولة؛ حتى ندلّكم على دولة لا تتمكن من إقرار موازنة، وتدعوا الى اقرار اموال البعثيين وتصادر اموال الشهداء والسجناء، ولا تدين احتلالًا يقتل شعبها!.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك