بهاء الخزعلي||
بايدن يأمر بسحب القوات الأميركية من الشرق الأوسط، الولايات المتحدة تصدم حلفائها..!
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الرئيس الأميركي جو بايدن يأمر الكونغرس، بسحب بعض القوات الأميركية من الشرق الأوسط، لإعادة التمركز باتجاه آسيا والصين.
حيث سحبت الولايات المتحدة ثلاثة بطاريات باتريوت من دول الخليج، إحداها من قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية، كذلك خفضت عدد قواتها من ٩٠ ألف إلى ٥٠ ألف في منطقة الشرق الأوسط، وسيتم سحب القوات المتبقية لاحقا، وحفاظا على استمرار تدفق النفط السعودي، شكلت فريق عمل من خبراء عسكريين يدعى (تايغرز تيم) لحماية المنشآت النفطية السعودية.
وبحسب الرؤية الأميركية التي أوضحها جيمس فارول مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، وكبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط، أن الحكومة الأميركية قامت بذلك لعدت أسباب منها.. .
*ضرورة إعادة التمركز لمواجهة التوسع الصيني، وإعادة التموضع بنشر قوات في آسيا لما تراه الولايات المتحدة من خطر وجودي قادم من الصين، وذلك الخطر لا يمس الولايات المتحدة فقط بل حتى الحلفاء في الشرق الأوسط، لذلك توجب على الولايات المتحدة إعادة التموضع لمواجهة ذلك الخطر.
*كذلك هذا القرار يأتي بعنوان إعادة التركيز بالأولويات ولا يعتبر ذلك تخلي عن الحلفاء في الشرق الأوسط.
*كذلك الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط سيستمر مستقبلا، وبايدن ينفذ برنامجه الانتخابي الذي وعد به ناخبيه في الانتخابات الماضية.
● أما كرؤية تحليلية لنا فالرسائل التي قد يقرأها الحلفاء والخصوم في الشرق الأوسط عديدة ومنها. . . .
*التقليل من أهمية الخليج يأتي بسبب أن الولايات المتحدة تستورد من المكسيك نفط أكثر مما تستورد من الخليج، ولأن الولايات المتحدة الأمريكية تعي مدى أهمية الخليج بالنسبة للتجارة العالمية، ستعمل على تقليص القوات الأمريكية وليس سحبها بالكامل.
*قد يعتبر ذلك القرار من الحلفاء وكذلك الخصوم بأن الولايات المتحدة بدأت بالتخلي تدريجيا عن حلفائها.
*كذلك يعتبر ذلك القرار تراجع بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وأن الوقت قد حان للتركيز على حل مشاكلها الداخلية، استعدادا لأي خطر قادم من الصين يهدد مكانتها العالمية.
*أيضا يعتبر ذلك القرار عملية مناغمة من الولايات المتحدة الأمريكية لاسترضاء إيران للعودة إلى الاتفاق النووي.
*أيضا يعتبر ذلك القرار رسالة إلى دول الخليج لبدأ الاعتماد على نفسها من الآن فصاعدا، لمواجهة أي خطر قادم في ظل عدم الاستقرار في المنطقة، وكذلك تفعيل دور الكيان الصهيوني لقيادة تلك الدول في تحالف مضاد لمحور المقاومة.
*كذلك التوقيت يعتبر ذلك القرار في ظل تزايد عمليات المقاومة اليمنية، ضغط على السعودية لتغيير ابن سلمان، خصوصا بعد سحب بطارية الباتريوت من قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية، وكذلك تشكيل فريق عمل(تايغرز تيم)لمساعدة السعودية للحفاظ على أمن منشآتها النفطية فقط.
*كذلك في ظل ازدياد الديون العالمية التي تجاوزت ٣٥٠ ترليون دولار والدولة الوحيدة الغير مدانة هي الصين، ومع الرؤية الصينية بتغيير النظام العالمي الأحادي وتأكيدها أنها ستصبح قوة عسكرية واقتصادية عالمية في عام ٢٠٤٩، قد تكون أغلب دول العالم مدانة اقتصاديا إلى الصين بمبالغ مالية كبيرة وقد يؤثر ذلك على القرارات السياسية لتلك الدول.
● الخلاصة:
استبقت الولايات المتحدة ذلك القرار بعدت قرارات منها ضم قوات الكيان الصهيوني لقيادة القوة الوسطى الأميركية، السعي باتفاقية إبراهام بين الكيان الصهيوني ودول الخليج، ذلك كله كان تمهيدا من الولايات المتحدة لتحويل قيادة حلفائها في المنطقة للكيان الصهيوني، للحفاظ على أمن ذلك الكيان وهو أول الثوابت الأميركية في سياساتها لإدارة الشرق الأوسط، وقد يصل عدد القوات الأميركية المتواجدة في الشرق الأوسط ما بين ٢٠ إلى ٣٠ ألف مقاتل لاحقا، يتم نشرهم وتوزيعهم في مناطق استخراج الطاقة وحقول النفط والممرات التجارية، للحفاظ على استمرار استغلال الموارد الطبيعية لدول الشرق الأوسط من قبل الولايات المتحدة، وكذلك السيطرة على بعض طرق التجارة واستخدامها كورقة ضغط تحسبا لاحتمالية المواجهة بين الصين والولايات المتحدة.
https://telegram.me/buratha