التقارير

هل ستَنجَح إسرائيل بِجَر إيران إلى حرب معها لتوريطها في المنطقة؟


 

✍️ * د. إسماعيل النجار ||

 

🔰 إسرائيل وإيران عَدُوَّان لدودان لا حَل وسط بينهما ولا آفاق مفتوحه لهدنة رغم المسافات ألتي تفصلهما عن بعضهم البعض جغرافياً.

**الجَهورية الإسلامية ألتي إقتَرَبَت منذ سنوات طويلة جغرافياً من حدود فلسطين ألتي يحتلها الصهاينة من خلال دعم حزب الله وتمويله وتسليحه إلتَفَّت أيضاً حَول حدود فلسطين الشمالية الشرقية لجهة الجولان السوري المُحتَل حيث أصبَحَت على تماس مع جنوده من الجهتين اللبنانيَة والسورية، ورغم المحاولات الإسرائيلية الكبيرة لمنع هذا الحضور في المنطقة عبر الضربات الجوية والصاروخية المكثفَة داخل الأراضي السورية، إلَّا أنها فَشِلَت من تحقيق ذلك الأمر ألذي جعلها تتقدَم نحو الحدود البرية والبحرية الإيرانية بخطوة مماثلة من داخل أذربيجان ألتي منحت تل أبيب ترخيصاً ببناء مراكز رصد وتجسس ومتابعه سِرِّيَة على أراضيها منذ سنوات بحمايتها الشخصية لتعمل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية،

كما أنشأت قاعدة صاروخية وجويَة كبيرة على سواحل أرتيريا التي تقع على البحر الأحمر وفي جزيرَتَي تيران وصنافر، كما أصبَح لها تواجد كبير في جزيرة سوقطرَة اليمنية، ناهيكَ عن قاعدة عسكرية سريٍَة على الأراضي السعودية قيد الإنشاء وأصبحَت في طَور التشطيب النهائي، كما يوجد لإسرائيل مراكز تجسس الكترونية إسرائيلية متطورَة في دولة الأمارات (العربية) وإقليم كردستان العراقي لتحيط بذلك بالجمهورية الإسلامية بشكل دائري منذ عدة أعوام.

**أَنَّ ما يُقلِقُ الكيان الصهيوني المجرم في المنطقة همآ إيران وحزب الله مجتمعَين ومنفردَين، كونها تستشعر منهما بالخطر الوجودي الحقيقي، وخصوصاً أن التجارب العسكرية ألتي خاضتها تل أبيب مع المقاومة في لبنان جعلتها تتَهَيَّب خَوض أي معركَة معه لتَتَجَنَّب الضَرَر والهزيمة مرَّة أخرَىَ.

**على الصعيد الإيراني لَم تحصل سابقة إن حصلت مواجهة مباشرة بين الدولتين رغم التهديدات الكثيرة التي يطلقها الطرفين؟

فإسرائيل صَدَّعَت رأسنا وهي تهدد بضرب المفاعلات النووية الإيرانية وتدميرها بالكامل ولم تتجَرَّء أن تفعل شيئاً.

وألجمهورية الإسلامية الإيرانية بدورها كآلَت لإسرائيل من التهديد والوعيد بقصف تل أبيب وحيفا وتسويتهما بالأرض ما يُملئ صفحات صُحَف العالم، لكن في الواقع حتى اليوم لَم  يصطدِم يهودا مع علي فعلياً، فكل ما نسمعه ضجيج وتهديد وما نراه على الأرض حرب بالوكالة في كل مكان لدى جميع الأطراف.

**إسرائيل بالأمس أعلنَت وبشكلٍ صريح أنها هي مَن قصفت السفينة العائمة الإيرانية مقابل سواحل جيبوتي، وأبلغت واشنطن بذلك! واليوم تعلن عن مسؤوليتها العلنية عن زرع متفجرات داخل مفاعل نَطَنز وإخراجه عن العمل لمدة سنة كاملة على الأقَل!

♦️ هنا يَكمُن السِرّْ؟

**لماذا الآن وبهذا التوقيت أعلنت تل أبيب مسؤوليتها عن عمليتين مباشرتين ضد المصالح الإيرانية؟

ولماذ أستعملت هذا التوقيت بالذات الذي يترافق مع مفاوضات فينا غير المباشرة مع إيران عبر أل (٤+١) وإلى ماذا تهدف إسرائيل من كل هذا التصعيد؟

**بالواقع نحنُ نرى أن لإسرائيل عدة أهداف إستراتيجية تختبئ خلف هذا الإعلان أولها تعطيل المفاوضات ونسفها نهائياً،

وثانيها إحراج إيران أمام الشعب الإيراني والعالم لتجبرها على الرَد العلني على إسرائيل التي تُحضِر له إسرائيل رَد مباشر لتشتعل الحرب في المنطقة بالتنسيق مع محمد بن سلمان لإحراج الأميركيين وإجبارهم التخلي عن المفاوضات ودخول الحرب ضد إيران بهدف ضربها، مع علم تل أبيب المُسبَق أن ساحتها الداخلية ستشتعل وستصبح على فوهَة بركان سيقذف بمستوطنيهم الى لُجَج النار بلا رحمة، حينها ستنفذ طهران كل تهديداتها بتسوية تل أبيب وحيفا بالأرض هذا إذا لَم يسبقها حزب الله على فعل ذلك.

**القيادة الإيرانية الحكيمة قرأَت الرسائل الإسرائيلية جيداً وأكٍَدَت أنها لَن تنجَر إلى حرب بتوقيت تل أبيب  وهي تمتلك الوقت والقوة لترد في المكان والزمان المناسبين، مع العلم أن إيران لها تاريخ ذهبي في هذه التجارب وبآع طويل للرد المباشر وليس بالوكالة وتمتلك القدرة على الصبر لإمتلاكها النفس الطويل الذي يحرق أعصاب حكام إسرائيل أكثر من نيران الصواريخ والعبوات الناسفة.

**الإسرائيليون قلقون جداً من نجاح المفاوضات ويسعون لإفشالها رغبةً منهم بتحقيق مصالحهم.

وواشنطن بدورها تسعى لتحقيق تقدم في المفاوضات مع طهران أيضاً طمعاً بكسب الوقت أمام الصين وروسيا لتحقيق مصالحها أيضاً ولن تنجَر خلف تل أبيب مهما فعلَت لأن المصالح العليا الأميركية تعلو كل المصالح الإسرائيلية مهما بلغت أهميتها وليسَ العَكس،

**من هنا المراهنة على وقف المفاوضات والإنجرار خلف الرهانات الإسرائيلية هيَ أضغاث أحلام صهيونية لَن تتحقق لأن الطرفين الأميركي والإيراني مصالحهما العليا تلتقي بالإتفاق، وأن كل ما دونه من أفعال تبقى في إطار التخريب لكن إيران سترد عليها لاحقاً وبهدوء وفي الزمن الذي لَم تتوقعه تل أبيب وفي المكان المؤلم لها وأصبَحَ لازماً على إيران بعد كل ما حصل وبسبب غليان الشعوب العربية والإيرانية  تلقين هذا الكيان درساً لا ينساه عاجلاً أم آجلاً.

 

✍️ * د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك