في الوقت الذي كانت الدول الاوروبية الثلاث ، فرنسا وبريطانيا والمانيا، تزعم انها تناقش، ضمن مجموعة 4+1 الى جانب روسيا والصين، مع ايران ، سبل احياء الاتفاق النووي، نفذ الكيان الاسرائيلي هجوما ارهابيا ضد منشأة نطنز النووية، كان من الممكن ان يترتب عليه تداعيات خطيرة، بهدف افشال المناقشات التي كانت ترمي الى الغاء الحظر الامريكي ضد ايران وعودة امريكا الى الاتفاق النووي.
اوروبا، التي حاولت تجسيد دور الشرطي الجيد، خلال السنوات الثلاث الماضية، لم تحرك ساكنا ولم تندد بالهجوم الارهابي النووي "الاسرائيلي" فحسب ، بل اكتفت ببيان، كان بمثابة تشجيع للكيان الاسرائيلي اكثر منه توبيخ، وذلك عندما أعلن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو، كالعادة عن قلق الاتحاد ازاء ما جرى في منشأة نطنز، واضاف :"الأهم بالنسبة إلينا هو الحصول على حقائق. وبناء على هذه الحقائق سنستطيع البت في كيفية بياناتنا اللاحقة والخطوات التي سنقوم بها"!!.
اللافت ان الاتحاد الاوروبي الذي كان يحاول "الوصول الى الحقائق بشأن الهجوم على نطنز، ليتخذ خطواته اللاحقة على ضوئها"، إتخذ خطوة في غاية النفاق والصلف، عندما اعلن فرض حظر على عدد من قادة حرس الثورة الاسلامية وقوى الامن الداخلي على خلفية قضايا حقوق الانسان!!.
النفاق الاوروبي، الذي انكشف خلال السنوات الثلاث الماضية وبشكل مخز، لاسيما في تقاسمه الادوار مع امريكا ترامب بالامس، واليوم مع امريكا بايدن، فيما يخص الاتفاق النووي، لم يقف عند هذا الحد، بل ظهر بشكله البشع والمقزز، عندما ردت ايران على الارهاب "الاسرائيلي" المتمثل باستهداف منشأة نطنز، بالبدء بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمائة، من اجل الاستخدامات الطبية، حيث "نددت" الرئاسة الفرنسية على الفور بالقرار الايراني، زاعمة انه يشكل "تطورا خطيرا" يستدعي "ردا منسقا" من جانب فرنسا والمانيا وبريطانيا وامريكا وروسيا والصين!!.
الرد الايراني بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمائة، رغم انه جاء ردا على الارهاب "الاسرائيلي"، وفضح كذب وصلف زعماء الكيان الاسرائيلي من انهم اخروا العمل بمنشاة نطنز 9 اشهر، الا انه جاء في جانب كبير منه، ردا على النفاق الاوروبي، وكذلك على محاولات بايدن البائسة استخدام الحظر الترامبي كورقة ضغط ضد ايران.
الرد الايراني الصاعق، سيمثل درسا في غاية الاهمية لامريكا واوروبا والكيان الاسرائيلي، مفاده ان زمن السكوت ازاء الغطرسة الامريكية، والنفاق الاوروبي، والعدوانية "الاسرائيلية" المتوحشة، قد ولى، كما سيكون درسا في غاية الاهمية لكل شعوب ودول العالم، ان بالامكان الرد على الغطرسة الامريكية والنفاق الاوروبي والوحشية "الاسرائلية".. وهذا ما فعلته ايران.
https://telegram.me/buratha