متابعة ـ جدل فاضل الصحاف ||
يقول الخبراء إن حالات تفشي فيروس كورونا في الهند قد تؤدي إلى إطالة أمد الوباء، من خلال السماح لسلالات فيروسية أكثر خطورة بالتحول والانتشار، وربما التهرب من اللقاحات.
وتقول نيويورك تايمز إن الولايات المتحدة ستبدأ في تقييد السفر من الهند في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لكن القيود المماثلة على القادمين من الصين التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب في الأيام الأولى للوباء أثبتت أنها غير فعالة.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور أشيش جها، عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون، قوله: "يمكننا حظر جميع الرحلات الجوية التي نريدها، ولكن حرفيا لا توجد طريقة لإبقاء هذه الطفرات شديدة العدوى خارج بلدنا".
· ما هي السلالات؟
تغير فيروس كورونا بشكل دائم مع انتشاره بين البشر، مما خلق فرصا لظهور طفرات جديدة يمكن أن تكون أكثر قابلية للانتقال أو حتى مميتة.
أحد السلالات شديدة العدوى، والمعروفة باسم B.1.1.7، عانت منها بريطانيا في وقت سابق من هذا العام، حتى انتقلت واستقرت بالفعل في الولايات المتحدة وأوروبا.
وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن طفرة B.1.1.7 أكثر عدوى بنسبة 60 في المئة، وأكثر فتكا بنسبة 67 في المئة من الشكل الأصلي للفيروس. السلالة الأخرى المقلقة هي P.1 التي تنشر الفوضى في جميع أنحاء أميركا الجنوبية.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، سجلت الهند أكثر من 400 ألف حالة جديدة في يوم واحد، وهو رقم قياسي عالمي، على الرغم من أن الخبراء يقولون إن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير مما يتم الإبلاغ عنه.
كما تشهد بيرو والبرازيل ودول أخرى في جميع أنحاء أميركا الجنوبية موجات مدمرة.
وعلماء الفيروسات غير متأكدين من سبب الموجة الثانية في الهند. فقد أشار البعض إلى طفرة محلية تسمى B.1.617، لكن الباحثين خارج الهند يقولون إن البيانات المحدودة تشير إلى أن سلالة B.1.1.7 قد تكون السبب.
· اللقاحات
في كثير من أنحاء العالم، لا يزال من الصعب الحصول على اللقاحات، خاصة في البلدان الفقيرة. ففي الهند، تم تطعيم أقل من 2 في المئة من السكان بشكل كامل، بحسب نيويورك تايمز.
وقال الدكتور جها: "إذا أردنا وضع هذا الوباء وراء ظهورنا، فلا يمكننا ترك الفيروس ينتشر في أجزاء أخرى من العالم".
وتشير الدلائل الأولية إلى أن اللقاحات فعالة ضد الطفرات، على الرغم من أنها أقل تأثيرا على بعضها.
وقالت الدكتورة سيلين غوندر، طبيبة الأمراض المعدية وعالمة الأوبئة في مستشفى بلفيو في نيويورك: "في الوقت الحالي، تظل اللقاحات فعالة، لكن هناك اتجاه نحو فعالية أقل".
يقول صانعو اللقاحات إنهم مستعدون لتطوير جرعات معززة من شأنها مواجهة الطفرات، لكن مثل هذا التطوير لن يفيد كثيرا الدول الفقيرة التي تكافح بالفعل للحصول على اللقاحات الحالية.
ويقول الخبراء إن أفضل طريقة لتجنب ظهور سلالات خطيرة هي الحد من الإصابات الجديدة، وتطعيم معظم البشر في أسرع وقت ممكن.
وعلى الرغم من أنها أكبر منتج للقاحات في العالم ليس لدى الهند ما يكفي لتحصين سكانها مما يقوض خطة لتكثيف وتوسيع برنامج التطعيم.
وقال الدكتور مايكل دايموند، اختصاصي المناعة الفيروسية بجامعة واشنطن في سانت لويس، إنه كلما طال انتشار فيروس كورونا، كلما زاد التحور، مما قد يهدد الأشخاص الذين تم تلقيحهم في نهاية المطاف؛ مضيفا أن الحل الوحيد هو حصول دول مثل الهند على لقاحات كافية.
وأشار دايموند إلى أنه "من أجل وقف هذا الوباء، علينا تطعيم العالم بأسره. ستكون هناك موجات جديدة من العدوى مرارا وتكرارا ما لم نقم بالتطعيم على نطاق عالمي".
https://telegram.me/buratha