✍️ * د. إسماعيل النجار ||
🔰 ليست كل المعارك التي تدور والحروب التي تشتعل حول العالم بإختلاف إهدافها في بداياتها ووسطها وعند إنتهائها تُقاس نتائجها بعدد الضحايا وحجم الأضرار إنما بما فَرَضت على العدو من معادلات وما حقَّقَت من إنجازات سياسية وأهداف يتم تجيِرها لمصلحتها وتستفيد منها على طاولة المفاوضات.
[ عملية سيف القدس التي إنطلقت منذ أيام لَم يَكُن الهدف منها تدمير مبنىَ في المستوطنات الصهيونية أو قتل جندي أو تدمير دبابة بقدر ما هيَ خلق معادلة جديدة ورسم خطوط حمراء وتكريسها مع هذا العدو المغرور المتغطرس الذي وصلت الأمور معه الى السقف الذي لا يُحتَمَل وأكدَ بما لا شك فيه أن المفاوضات معه هيَ مضيَعه للوقت وخسارة للشعب والقضية الفلسطينية، وأن الحل الوحيد النافع لهذه القضية والضار لهذا الكيان هوَ البندقية لأنها الوحيدة التي تجبره على الركوع وتخفيض نبرة الصوت إتجاه الفلسطينيين.
[ إسرائيل التي تمآدت كثيراً وبشكل مبالغ فيه في إجرائآتها ضد الفلسطينيين داخل أراضي ال ٤٨ والضفه الغربية وقطاع غزة، إستفادت وعلى مدىَ ٧٣ عام من الدعم الأميركي الأوروبي الغربي لها، وتواطئ وخذلان وضعف الأنظمَة العربية، وتجاوب قيادة منظمة التحرير مع الوساطات العربية نتيجة الحصار والضغط السياسي والعسكري التي عانت منه هذه المنظمة طيلة فترة الكفاح الفلسطيني وصولاً إلى إعلان قيام السلطة في أريحا.
[ التَحَوُل الكبير في حياة الكيان الصهيوني بدأ مع بروز نجم المقاومة الإسلامية في لبنان، وضياع هيبتها بدءََ من اول مواجهة عسكرية بينهما من الرصاص المسكوب، وعناقيد الغضب، وتصفية الحساب، وغيرها من الجولات العسكرية التي حصلت وأجبرت هذا الكيان على الإندحار من جنوب لبنان عام ٢٠٠٠ من دون مفاوضات أو شروط مسبقَة وحرب تموز عام ٢٠٠٦ كانت القشة التي قسمت ظهر البعير الصهيوني السعودي الأميركي،
[ المقاومة الفلسطينية في قطاع_غزة إستفادت من التجارب الكبيرة للمقاومة اللبنانية ومن الدعم العسكري واللوجستي والتقني والمادي الذي قدمته لهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله، وراكمت القوة وأصبحت تمتلك الخبرات والقدرات لإدارة نفسها بنفسها آخذةً في الحسبان نشوب حرب مع الكيان الصهيوني تكون شرسة وطويلة الأمد يكون فيها القطاع محاصَر من الأشقاء العرب والصهاينة على حدٍ سواء،
وبالفعل حصَلَت جولات عسكرية عِدَة لَم تكُن غزة في تمام العدة لها لكنها انتصرت،
[ ألأسبوعين الماضيين وبعد محاولة العدو الصهيوني إخلاء منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جَرَّاح بالقوة! كان للمقاومة الفلسطينية الكلمة الفصل وسط صمت وتواطئ عربي إتجاه قضية القدس،
وتحديداً دولة الإمارات التي تعمل ليلاً نهار من أجل تهويد المدينة وطرد الفلسطينيين منها.
**أعلنت قيادة العمليات الفلسطينية المشتركة في غزة إطلاق عملية (سيف القدس) وكان الهدف منها خلق معادلات وتوازنات جديدة، ورسم خطوط حمراء أمام كيان الإحتلال في القدس الشرقية،
وبالفعل هذا ما حصل...
توقف إخلاء المنازل من قاطنيها بالقوَة وتم تأجيل العملية وسط إطلاق المقاومة لرشقات صاروخية مدروسة في العنوان والنوع والعدد حَوَّلت المستوطنين الصهاينة من نمور إلى مجموعات من الجزذان الخائفه المرعوبة المزعورة يصرخون ويتراكضون نحو الغُرَف المحصَنة والملاجئ العميقة.
[ماذا حققت عملية سيف القدس المباركة؟]
[ الإنجاز الأوَّل :
وقف عملية إخلاء المنازل التي كانَ مقرراً مصادرتها.
[ ثانياً : فرض معادلة البرج مقابل البرج.
[ ثالثاِ : فرض معادلة محاولة إخلاء كل منزل سيقابله حرب.
[ رابعاً : توحيد الشعب الفلسطيني بكل أطيافه والتفافه حول المقاومة.
[ خامساً : إعادة تذكير العالم في حل الدولتين التي كانت إسرائيل تضرب به عرض الحائط وتزيد من الإستيطان.
[ سادساً : كشف كَذِب وإدعاء حكومات الكيان بموضوع التفوق والسيطرَة على غزة وعدم زوال الكيان حيث تكَوَّنَت في هذه المعركة لدى المستوطنين قناعة بأن كيانهم يتعرض لخطر الزوال بعد السيناريو المُصَغَر الذي يجري الآن والذي هو صورة طبق الأصل عن الحرب الكبرى القادمة مع دول المحور قاطبةً.
[ سابعاً : خلق قناعة لدى المستوطنين الصهاينة بضرورة حَل الدولتين، أو البحث عن مكان آمن للعيش فيه ومغادرة الكيان الكرتوني المعرض للإنهيار.
[ ثامناً : إستفادة المقاومة من الأخطاء وكشف نقاط ضعف جيش العدو وضرب سمعة منظومات القبة الحديدية وغيرها التي يتباهى ويكذب على شعبه بها هذا الكيان.
♦ [ أما على المستوَى الدولي والخارجي حققت المقاومة الفلسطينية عدة أهداف من حملتها العسكرية (سيف القدس) أهمها :
[ فرض إعادة الملف الفلسطيني إلى ظهر الطاولة بمقدمَة كل الملفات الأخرى في الشرق الأوسط كافة وإهتمامات العالم بالملفات الدولية الأخرىَ.
[ ثانياً : تَيَقُن جميع مَن يدعمون الكيان الغاصب أن الصمت الفلسطيني إنتهى والقدس خطاً أحمر فاقع اللون.
[ ثالثاً : إبعاد شبح الحرب بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على الخط الفاصل بين لبنان وفلسطين لسنوات طويلة.
[ رابعاً : إبتعاد الشعوب العربية عن أنظمتها بعدما كادت أن تصبح قضية فلسطين خبراً عابراً لا يهتم له أي مواطن عربي.
[ عملية سيف القدس كانت بَتَّارَة إلى حَد قطع اليد الإسرائيلية نهائياً في القدس وإنشاء الله ستكون عملية تحرير فلسطين القادمة هي الأخيرَة والحاسمة بقطع رأس الثعبان الصهيوني وقطع ذيله العربي العبري المُطَبِّع والمُتَطَبِّع وعلى رأسه دويلَة الصهينة الإماراتية البحرينية السعودية بإذن الله.
#القدستنتصر
✍️ * د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت
https://telegram.me/buratha