التقارير

القاهرة سيدة الأعياد

2778 2021-07-28

 

د.أمل الأسدي ||

 

سُمي العيد عيداً ؛لأنّه يعود كل عام بفرح مجدّد،ولكل شعب من الشعوب أعياد خاصة به،ومناسبات عديدة يحتفي بها الناس،ويتوارثون طقوسها وتفاصيلها من جيل إلی جيل،وتشكِّل هذه الطقوس جزءا مهما من هوية الشعوب،وجزءا راسخا في الذاكرة الجمعية،وكلما تطورت الحياة وتغيّرت لوازمها،تجد الناس يستحضرون هذه الطقوس،ويحييونها،ويحتفون بها،ويذكرونها حتی وإن  كانت محاولات طمسها قائمة لأسباب سياسية أو غيرها،ومن ذلك أعياد المسلمين ومناسباتهم المتعلقة بأهل البيت التي ارتبطت بطقوس شعبية،وسنن قائمة،وحكايات وتفاصيل تبقی حاضرة الذكری في كل عيد أو مناسبة.

وحين تقلِّب كتب التأريخ ، وتتصفح وريقاته القديمة لاتجد معنًی للعيد ولاتری صورةً له إلاّ في مصر!

وحدها القاهرة كانت سيدة الأعياد!!

هناك يأتي العيدُ مصحوبا بالبهجة والسرور والترف والشعر والموسيقی، ومن هذه الأعياد عيد الغدير، إذ كان الخلفاء الفاطميون يقيمون طقوسا رائعة في هذا العيد، بقي عبقها ثائرا الی يومنا هذا،وبقيت متفردة لايشابهها شبيه،ولايماثلها مثيل،فهم ينزلون بأنفسهم ليشاركوا الناس الاحتفالات،ويبثوا البهجة والسرور في النفوس ، حتی صار الشعراء والأدباء والعلماء يقصدون مصر من الأقاليم الأخری كي يتنعموا بعطايا الخلفاء الفاطميين وكي يشهدوا الاحتفالات في العيد.

ومن أبرز الطقوس الفاطمية في عيد الغدير:

- تزويج اليتامی

- توزيع الكسوة علی الفقراء

- تفريق الأموال والهبات علی سائر الناس(العيدية) ولاسيما الأطفال.

- نحر الماشية.

- عتق الرقاب .

-الاستماع الی الشعراء الوافدين.

-الاستماع الی القراء والمنشدين.

-إعداد الأسمطة(الموائد الفخمة) في القصور والمساجد.

فالعصر الفاطمي يشكل العصر الذهبي لمصر،ولم تكتسب القاهرة هذا الزهو وهذه الثيمة في الأعياد وفي شهر رمصان المبارك إلا من الدولة الفاطمية،والغريب أن أثر هذه التمظهرات انتقل الی البقاع المجاورة، وامتد زمانه إلی يومنا هذا،ومن ذلك ظاهرة الفانوس الرمضاني والاحتفاء بالشهر الفضيل بمزيد من الاهتمام والحظوة،فسياسة الفاطميين ونهجهم كان مميزا وناجحا وهو مزج الشعائر الدينية والمناسبات الدينية بالظواهر الاجتماعية،وهذا يكسبها لونا آخر،ويمنحها رسوخا وبقاءً في الذاكرة،ويلبسها ثوبا شعبيا محببا، ويجعلها جزءا رئيسا من الهوية الاجتماعية والدينية،فإن لم يستطع الشعب إحياءها كاملة،فهو يذكرها ويسرد تفاصيلها سردا ممتعا متوجا بالفخر.

كل عام وأنتم بخير

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك