التقارير

قطعوا نياط القلب !!

2478 2021-08-08

 

زيد الحسن ||

 

عندما اصبح التحنيط متاحاً للطبقات المتوسطة والدنيا في مصر القديمة، بدأ المحنطون في قطع قلوب الطبقات الدنيا سراً حتى لايشاركوا الطبقات العليا في الحياة الاخرة، حيث كان القلب يعتبر مقر الروح و وسيلة الى الوصول الى الحياة الاخرى.

لم يترك الانفلات بالعراق شيئا لم يصله ويتجذر به، حتى اصبحت لدينا قناعات اننا نصرف ايامنا ونستعد للرحيل، كارهين هذه الحياة وزاهدين الزهد كله في اعمارنا، ايامنا الرتيبة يتخللها فواجع ومصائب، لايمكن للانسان من تحملها، وعجيب امرنا نتحمل ونصبر بل و نبتسم بعد ثوانِ من كل فاجعة.

الانهيار في المؤسسة التعليمة شماعة الوباء جاهزة لتعليق هذا الفشل على الوباء، لكن مايحصل ولربما ما يتغافله البعض ان شبابنا يتوجهون نحوا الهاوية، ونراهم بأم العين، بل الادهى و الامر لايمكننا السيطرة عليهم احياناً، المخدرات في كل مكان وفي ابسط المقاهي، وانظار الحكومة ضعيفة جداً بل انها قد تساوم من اجل مكسب، لان الفساد اصبح الاعم والفائز والغالب، احداث من عمر الثانية عشرة الى الثامنة عشرة يتناولون المخدرات في وضح النهار وفي المناطق السكنية وبحماية الشرطة لو حصل شجار في المقهى.

( التارتان ) هذه التسمية حديثة العهد، وهي ايضا مكسب من مكاسب الفشل الحكومي، الدولة العاجزة عن القضاء على البطالة وفتح العمل وعن بناء الاماكن الترفيهية والملاعب النظيفة، تركت بعض المستثمرين من عشاق المال الحرام يضعون السم في العسل لشبابنا اليوم، ملعب ( تارتان ) لكنه في الحقيقة منتجع (للاركيلة ) وشرب المخدرات والعاب القمار، وياسادة هذه الاماكن التي اتحدث عنها في مدننا الفقيرة فقط وتحديداً في جانب الرصافة، لاننا من الطبقة المتوسطة و الدنيا في المجتمع رغم نفي اهلنا هذا الامر، اذهبوا الى هذه الاماكن و دققوا النظر فيها ستجدون الادهى و الامر، ستجدون سماسرة و فتوات الحارات المصرية في الافلام، وهم يبيعون الاولاد جميلي الطلعة فيما بينهم، اقسم برب الكون انها كارثة الكوارث، وتحدث يومياً ومازالت تحدث، ولاحل حكومي جذري ينقذ الشباب، وان اراد الاهل التصدي لهذه الاعمال فالف عدوا سيواجهون وربما سيتهمون انهم مثيرو للشغب وقاتلي الحرية.

صالات القمار الكبيرة في الفنادق الفارهة الفارعة الشاهقة في كل شيء، من نصيب علية القوم و البعض من رجالات الدولة، فيها تدار و تحاك المؤامرات الوسخة والمنحطة، منها تصدر اوامر القتل والتنكيل والتخويف، ولها حصانة والبعض من التقديس، لن يقدر عليها رجل شرطة ولا راهب او قديس، ارباحها مهولة وستدخل في موازنة البلد هذا طموحها وسيتحقق لانه هدف من اهدافهم.

خذوا كل شيء بربكم، خذوا الاموال والكراسي، خذوا الوزارات وابعدوا عنا المآسي، قلوبنا معقودة بقلوب ابنائنا الشباب، فهم الوتين وهم نياط القلب والروح، وهم مانرجوا ان نتركه من اثر قبل ان ننتقل الى الحياة الاخرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك