متابعة ـ صابرين البغدادي ||
· (مباركة -متأخرة- في صدور كتاب جديد في النقد الثقافي لأستاذي حسين القاصد)
عباس الشمري
لم ينشغل النقد الثقافي بأنساقه عن الجمالي، بل ترك الجماليات بتعمد وإصرار، إذ رآها قناعا تمرر من خلالها أنساق مضمرة ضارّة، الفحولة وغيرها، وتولدت على إثر هذه العداوة التي يكنّها النقد الثقافي لكل ما هو جمالي-بوصفه خادعا- قطيعةٌ بين النقد الأدبي والنقد الثقافي -في مفهموم الغذّامي تحديدا- وصار النص المكثف جماليا أكثر خطورة من النص الهابط؛ لأن وراء جماله نسقا مضمرا يسوّغ عرفا أو يشرّع حكما أو يغذّي عرْقا أو يغالط منطقا.
وتكاد تمشي أقلام النقاد على سطور الغذامي ذاتها، حتى ندر العثور على مسار جديد يعيد النظر في هذه القطيعة بين الجمالي والثقافي، ولا تعدو المحاولات التي جاءت بعد الغذامي أن تكون تكميلا أو تأصيلا أو محاورةً للريادة فحسب، أما البحث عن جماليات النصوص بأدوات ثقافية فهذا جديد وجريء، جاء به الناقد الدكتور حسين القاصد في كتابه (النقد الثقافي- رؤية جديدة) ونقّب في الشعر العربيّ حتى عثر على صورة ثقافية (فلسفية، توضيحية، نفسية) وتشبيه ثقافي وإيقاع ثقافي، وهذا كشف لا يمثل امتدادا إجرائيا للنقد الثقافي، بل إعادة نظر في منطلقات النقد الثقافي وأسسه، وفي الوقت نفسه يقدّم إدانة للتعتيم النسقي الذي مورس بالضد من النصوص الشعرية كلها، وإعادة الاعتبار للنصوص العالية فنيا، وكذلك النصوص التي سكتت أمامها البلاغة والنقد الفني والنقد الثقافي على حدّ سواء، مع أنّ الكتاب نقد ثقافي ولكنّ الجزء الثاني من العنوان (رؤية جديدة) تكمن فيه أهمّيّة الكتاب وفرادته، والجرأة في إضاءة مناطق عبرتْها النقود كلها، ولم تشهد نورا إلا عن طريق هذه الرؤية الجديدة. أدعو لقراءة الكتاب الذي صدر قبل أيام قليلة عن دار الصادق بطبعة أنيقة، فقد شرّفني القاصد بقراءته والاطّلاع على أفكاره قبل إرساله إلى الطبع.
· سبق عراقي جديد
د. أسماء أديب
في سبقٍ يُعد الأوّل من نوعه يأتي كتاب ( النقد الثقافي رؤية جديدة)، لدراسة بعض الصور البلاغية بمنظور نقدي جديد يدحض به مسلماتنا القديمة، ويغرقنا معه في بحر النقد الثقافي، إذ يتناول الدكتور القاصد في هذا المنجز الصور الشعرية التي رسمها الشعراء، ودراستها في ضوء ثقافتهم ولغتهم وفلسفتهم دراسةً نقديةً ثقافيةً.
لقد قدّم الناقد المبدع حسين القاصد بحثًا مهمًا، أضاء لنا البُعد الثقافي للصور الشعرية عن طريق أبنيتها الدلالية والتعبيرية والتصويرية، وكشف الستار عن بعض المفاهيم والمسلمات المتداولة، فما لنا إلّا ان نبارك للدكتور هذا التفرّد والإبداع ونتمنى المزيد من الانجازات النقدية.
https://telegram.me/buratha