✍️ * د. إسماعيل النجار ||
🔰 مَن جَرٍب لِمجَرَّب كان عقله مخَرَّب،
**أَلَم يؤن الأوان لكي نتعلَّم ونفهم!؟
أَلَم تكفينا سبعون عام لكي نستوعب الدرس ونرى ما تحت ضوء الشمس بوضوح؟
[ الكثير أو البعض مِنَّا لا زال متيقناََ أن القِوَى الكُبرَى كأميركا وروسيا هُم أعداءََ لبعضهم البعض،
وأنَّ خلافاتهم السياسية والإقتصادية لا حلول أبدية لها ولا تنتهي وربما تتَسبب بإشتعال حرب ضروس بينهما قَد لا تُبقي ولا تذر!
[ بينما الحقيقة غير ذلك كلياََ،
إذ لا عداوة بينهما على الإطلاق إنما منافسة على زعامة العالم ومحاصصَة إقتصادية وسياسية نحنُ كعَرَب نُشَكِلُ جزءََ من جبنتها،
لأننا قررنا أن نكون أتباع مُلحَقين لهذا الطرف وذاك، ونسينا أو تناسينا عن قصد أو غير قصد أن هذا الأمر كانَ نتيجة ذُلَّنا وخيانتنا لشعوبنا وأوطاننا وأنبطاحنا أمام ألدُوَل العُظمَى!،
[ فلَو أننا إجتمعنا كعرَب وتوَحدنا كقُوَّة وجمعنا ثرواتنا وشحذنا هِمَمَنا بمساحة بلادنا الجغرافية التي تزيد عن ١٢ مليون كلم مربع، وبإمكانياتنا وثرواتنا الضخمة التي لا تملكها الدوَل العُظمَىَ، لكنا اليوم نحن القوة الكُبرى الأولى التي تهيمنُ على العالم،
[ ولكن طبيعة تركيبة أجسادنا الكيميائية ليسَ جميعناََ إنما بعضُنا من النغول الدخيلة على هذه الأمة، هيَ تركيبة حقيرة تستهوي التِبَعيَة والمهانة والذُل،
ولأن أصولهم من العبيد المُستَرَقين اللذين عُتِقوا برحمَة مُحَمَّد عليه افضل الصلاة والسلام فهُم لا زالوا يَحِنون الى عبوديتهم القديمة لأنَ الحرية بالنسبة إليهم لا تعني شيء فقد إعتادوا الرِق والضرب بالسياط!، [ وعلى رأس هؤلاء : آل سعود وآل خليفة وآل زايد وآل ثاني.
[ أما روسيا وأميركا اللذآن يختلفان في الإعلام فقط، يتفقان تحت الطاولة علينا في كل صغيرة وكبيرة؟.
[ فمنذُ إن أعلنت العصابات الصهيونية نفسها دولة عام ١٩٤٨،
إجتمعَ الإتحاد السوفياتي على مستوَىَ القيادة الرفيعه وتشاور في أمر دولة إسرائيل، فقَرَّرَ الإعتراف بها،
الإتحاد السوفياتي كانَ لديه إعتقاد أن اليهود السوفيات اللذين هاجروا الى فلسطين سيكونوا حلفاء أوفياء له.
وبمعرفته السابقة بحجم ثرواتنا وغبائنا كانَ لا بُد له من الحصول على نصيبهُ من هذه الثروة كدولة عُظمَىَ،
إنَّ وجود اسرائيل بنظر الإتحاد السوفياتي يعني صراع عربي يهودي، يعني حروب، يعني حاجَة العرب اليهم، يعني بيع أسلحة بلميارات الدولارات.
[ وبالفعل هذا ما حصل،
خلال فترة الصراع العربي الصهيوني لَم يعطي الإتحاد السوفياتي العرب أو دُوَل الطوق سلاحاََ كاسراََ للتوازن لكي لا تُحسَم المعركة ويتوقف تدفق المال العربي للخزينة السوفياتية،
[ حتى أنهم بكثير من القضايا المصيرية التي تعني العرب لَم يكونوا بمستوَىَ الآمال المعقودة عليهم كحلفاء ولم تُسجِل روسيا موقفاََ شريفاََ أو شجاعاََ معهم وإذا كان من أحد بمتلك دلالة غير الذي أقول أتمنى أن يشرحها على المَلَئ.
ولم يخرج تصريح واحد لا من الإتحاد السوفياتي السابق ولا من روسيا الحديثة بأنهم مستعدون للدفاع فعلاَياََ عن أي دولة حليفة أو صديقة كما تفعل أميركا مع إسرائيل!
بدليل حرب تشرين عام ١٩٧٣، حيث تُرِكَت سوريا تواجه مصيرها أمام هجوم الجيش الإسرائيلي المعاكس الكاسح على منطقة الجولان،
ولولا تدخُل الجيش العراقي لكانت دمشق مهددة بخطر السقوط.
**دائماَ ما يُظهِر الروس لنا أنهم أصدقاء وحلفاء،
لكن لو قمنا بمراجعة بسيطة لما قاموا بهِ خلال الحقبة الماضية التي تَلَت إنهيار الإتحاد السوفياتي، [ ينكشف لديك حجم تآمرهم على العرب ووقوفهم الى جانب اسرائيل وأمريكا،
**خلال الحرب الإيرانية العراقية باعت روسيا اسلحة متطورة وفتاكة لصدام حسين وباعته قطَع غيار الطائرات وارسلت فريق من الخبراء والمهندسين إهتموا بصيانتها،
ولم تُزَوِد روسيا ايران بطلقة واحدة رغم الطلب الإيراني المُلِح عليها فأضطَرَّت للتوجُه نحو السوق السوداء التي ضاعفت على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ارقام المبالغ التي يتم دفعها ثمناََ لهذا السلاح فتسببت بخواء الخزينة.
خلال غزو العراق لَم يُسَجَّل أي موقف روسي فعال معهُ!
ولَم تدافع موسكو عن بغداد حتى داخل مجلس الأمن سُوا بإستخدام الفيتو الذي لم يمنع الحرب عليها،
وخلال الحرب الكونية على سوريا حاول الروس ولا زالوا فرض أجندات إنهزامية على الدولة السورية من خلال المصالحات،
ودرعا خير دليل،
[ أيضاََ تعاملوا مع الحكومة السورية بمنطق الإبتزاز والتعالي،
وتُرجِمَ موقفهم خلال هجوم الجيش العربي السوري وحزب الله وحلفاؤهم في ريف حلب وتحديداََ منطقة تل العيس التي اندحرت فيها العصابات الإرهابية وكادت القوات تصل إلى أعزاز على الحدود التركية السورية،
طلبَت روسيا من القيادة السورية وقف الهجوم فرفضت، ففرضت وقف الهجوم بالضغط نتيجة صفقة ابرمتها مع تركيا كانت على حساب سوريا بآنت ملامحها لاحقاََ.
[ أيضاََ قيامها بتشكيل فِرَق عسكرية موالية لها من خارج إطار المؤسسة العسكرية السورية فعلياََ (فيلق خامس اقتحام) ، ضَمَّت اليه ارهابيين كأحمد العودة مجرم وجزار مدينة بصرى الشام.
**على الصعيد الإسرائيلي السوري وعلى لسان صُحُف دولية كثيرة ذكرت أن روسيا زَوَّدَت اسرائيل بمعلومات عن مواقع الحرس الثوري الإيراني واجتماعات القادة مع الضباط السوريين ليتم قصفهم،
[ لقد قامت روسيا بتزويد تركيا عدو سوريا بمنظومة أس ٤٠٠ المضادة للطائرات والصواريخ المتطورة، وامتنعت عن تسليمها لسوريا واكتفت ببيعها منظومة أس ٣٠٠ وسلمتها اياها لكنها بقيَت خارج الخدمة الفعلية ولم تسمح لها بإستخدامها نتيجة حجب الشيفرة الرئيسية عنها،
[ في نفس الوقت قامت روسيا بتنسيق الضربات الجوية الصهيونية من سماء لبنان الى الأهداف المقصودة داخل الأرض السورية بدل أن تهددها وتمنعها، والأمر مكشوف لدىَ القاصي والداني وهوَ حقيقة ولو أنكروه.
**هذه الدُوَل لا تحترم إلَّا القوي، وسوريا التي تعتبر روسيا حليف وصديق لَم ترغب بخلق خلافات معها على الارض السورية، ولكنها لم تعُد تحتمل وجود اي ثغرات أمنية تشكل خطراََ على أمنها وجنودها،
فقواتها المنتشرة في محافظة درعا تعرضت لعشرات الإعتداءآت من العناصر الارهابية المسلحة، وسقط الكثير من الشهداء،
لذلك قَرَّرت انهاء الحالات الشاذة في المحافظة رغم المصالحات الروسية والتعهد الروسي لإسرائيل بعدم اقتراب الحرس الثوري وحزب الله من حدود الجولان المحتل،
ابلغَت القيادة السورية قيادة القوات الروسية بالأمر وأكدَت لهم عدم تراجعها عنه وبعد أخذٍ وَرَدّ رضخَت روسيا للإرادة الروسية عُنوَةََ وكانَ لها ما أرادت وانتصرت دمشق.
** الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتعامل مع روسيا نداََ بِنَد، وأبلغت طهران موسكو استيائها من تصرفات ضباطها في سوريا وطالبتها بمعالجة الأمر وإلَّا سيضطر الحرس الثوري لمعالجتهِ بنفسه؟ لأن التسريبات المعلوماتية الأمنية لإسرائيل عن تحرُك ضباط الحرس الثوري من قِبَل ضباط روس أمر خياني غير مقبول سيقابل برَد ايراني قوي،
ولا يُخفَىَ على أحد تصدي ايران لروسيا في الكثير من المواقع والأمور التي رغبَت موسكو تأمينها بناءََ على طلب الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل،
أيضاََ لا تخفى على أحد رغبة روسيا في إخراج ايران من سوريا لكنها اصطدمت بالحائط الفارسي الصلب،
عادت موسكو الى رشدها في سوريا مرغَمَة بعدما فشلت منوابعاد طهران، وعاد التعاون بينها وبين جميع الأفرقاء كما يجب،
لكن الحذَر الإيراني سيد الموقف،
إن كل ما اسلفت ذكرهُ اعلاه يدُل على أن روسيا لا تهتم الا بمصالحها وتبيع وتشتري مع اميركا، ولولا خوفها من وجود عشرة الآف ارهابي ينحدرون من دول بلاد القوقاز في آسيا الوسطىَ موجودين في إدلب لكنَّا رأينا افعالاََ لا ترضينا ربما تُوصلنا الى الصدام معها.
[هناك أشياء وأحداث كثيرة موَثقة جَرَت في سوريا قامت بها القوات الروسية نتحفظ عليها الى أن يؤون الأوان.
بالنهاية ثبتَ لدينا أن روسيا وأميركا وجهان لعملة صهيونية واحدة، كذلك بريطانيا وفرنسا.
✍️ *د.إسماعيل النجار /لبنان ـ بيروت
22/9/2021
https://telegram.me/buratha