التقارير

متى تودع أميركا الغطرسة ؟!

1824 2021-11-06

 

علي عبد سلمان ||

 

واشنطن المأزومة والمتخبطة في مواقفها خاصة تجاه الملف النووي الايراني والتي لا سبيل لها سوى العودة الى الاتفاق لانها جربت كل الخيارات واصطدمت بالحائط المسدود لذلك ارادت هذه المرة ان تتسلح باوراق ضاغطة عسى ان تسعفها في مفاوضات فيينا التي ستجري نهاية الشهر الحالي وهي السابعة من نوعها في عهد الرئيس بايدن والاولى في عهد الرئيس ابراهيم رئيسي.

ولحسن حظ طهران ان هذه الاوراق احترقت قبل ان تشهد النور. وبالطبع واشنطن لم تنزل هذه المرة لوحدها الى ساحة المواجهة لخلط الاوراق بل استعانت بالكيان الصهيوني لممارسة الضغط على سوريا عبر قصف بعض المواقع التي لن تكون بدون رد.

 وهكذا استئناف الحرب السيبرانية ضد طهران والتي تلقت الصاع صاعات مضاعفة كما استخدمت السعودية للضغط على لبنان والتي اتت بنتائج  عكسية فضحت آل سعود ومن يقف ورائهم وهم اليوم يجرون اذيال الخيبة والفشل.

اما لعبتها القذرة في العراق والتي ارادت من تزوير الانتخابات فيها دفعه باتجاه الاقتتال الشيعي ـ الشيعي فشل فشلا تاما وها هي الاحزاب والتيارات العراقية تتفاوض للاتفاق على تشكيل الحكومة.

وكان آخر اوراقها الخاسرة التي حزمت امرها لاستخدامها في مفاوضات فيينا كانت عميلة القنص الارهابية حيث قامت البحرية الاميركية في بحر عمان في خطف ناقلة النفط الايرانية الا ان ردود عملية سرقة النفط الايراني ارتد عليها بصاعين ادت الى فضيحة مدوية امام العالم حيث شهدت شعوبها كيف اندحرت البحرية الاميركية بكل ما تمتلك من قطع بحرية متطورة امام قوات الرد السريع لحرس الثورة الاسلامية وتركت ساحة المواجهة وهي تجر وراءها ذيول الخيبة والهزيمة.

كل هذا التخبط الاميركي الارعن سواء في الساحات السياسية التابعة لمحور المقاومة او الميدانية في قرصنة ناقلة النفط الايرانية انعكس عليها سلبا ووضعت نفسها في الموقف الاضعف في المفاوضات القادمة فيما خرجت طهران بموقف اقوى وهي تمتلك المزيد من اوراق القوة قبيل المحادثات وهذا يؤكد ان الكلمة لايران في المنطقة وباقتدارها المواجهة الميدانية مع اميركا في المياه الاقليمية وما يجاورها.

وحتى موعد المحادثات القادمة سيسود نوعا من الحذر والترقب والتجاذبات بين الطرفين لكسب المفاوضات خاصة وان ايران هي في الموقع الاقوى والمحق الذي نفذ كل ما جاء في الاتفاق النووي في حين ان الولايات المتحدة الاميركية وشركاءها الاوروبيين هم من اخلوا بالاتفاق ولم يلتزموا به ناهيك عن انسحاب واشنطن منه.

فالوقت بات يضيق الخناق على الولايات المتحدة الاميركية التي لا توجد امامها خيارات لتتناور عليها، فالخيار العسكري انتهى نهائيا وخيار العقوبات القصوى اصبح هو الاخر عقيما لذلك لم يبق امام اميركا سوى التراجع عن موقفها والعودة الى الاتفاق لتنفيذه والالتزام به عمليا من خلال رفع كامل العقوبات والتثبت منها عبر تحرير الارصدة الايرانية المجمدة وهكذا تصدير النفط والبضاعة وتحويل الاموال الى طهران. ولابد لواشنطن ان تقدم ضمانات مؤكدة على انها لن تنسحب من الاتفاق ثانية لان تاريخها وتعاملها مع دول العالم اثبت انها غير جديرة بالثقة ولايمكن الوثوق بها والاعتماد عليها بسبب غطرستها ودورها الاستعلائي الاستكباري. لكن سيشهد العالم قريبا باذن الله كيف ستستسلم اميركا امام الحق الايراني لامتلاكها برنامجا نوويا سلميا تحترم مصالحها الوطنية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك