التقارير

تآكُل قوة الردع الإسرائيلية، وإرتفاع منسوب التهديد لبقائها.


  د. اسماعيل النجار ||   مُتغَيِّرات الجيوبوليتيك  المُستَجِدَة خلال السنوات الخمس الأخيرة في المنطقة العربية،بدءاً من اليَمَن مروراً بالعراق وسورياوصولاِإلى لبنان،فَرَضَت واقعاً سياسياً وعسكرياََ جديداً، على  الأرض، أحاطَ بفلسطين المُحتَلَّة، وأوجَد معادلات جديدة بموازين القِوَىَ، لصالح مِحوَر المقاومة،  فرضتها المتغيرات الحاصلة بعد هزيمة داعش في العراق وسوريا، وإنكفاء الِاندفاعة الخليجية التركية، نتيجة صمود البلدين. إنَّ ما زاد قِوَىَ المِحوَر قُوَّة وأكّدَ لهم النصر المُحتَّم، هو قلب أنصار الله الطاولة في اليمن، على رأس التحالف الأميركي السعودي الذي تخَلخَلَ وتفكَك، بعدما خذلتهم تقديراتهم وحساباتهم الخاطئة، فيما يمتلكه اليمنيون من إرادة وتصميم،وعزم على الصمود والمواجهة. معركة سيف القدس الأخيرة، كانت واحدة من أعمدة هيكل النصر لهذا المِحوَر، فقد أدَارتَها غرفة عمليات المقاومة في غزة بعقلٍ إستراتيجيٍّ، إذ استطاع المقاومون خلالها إشغال العدو على الجبهة الداخلية، والتَحَكُم بالسيطرة النارية، وإطلاق الصواريخ الثقيلة، بكافة أنواعها، على تل أبيب ومستوطنات الغلاف. وإنتقاء الأهداف التي آلَمَت العدو ومستوطنيه، وتركت في ذاكرتهم ما يجعلهم يفكرون ألف مَرَّة بالبقاء قبل الرحيل. أيضاً،فإنّ إمساك الجيش العربي السوري وحلفاؤه بالأرض، بنسبة ٧٥٪ كانَ عاملاً مهماً في ترسيخ قوة الردع بوجه الكيان الصهيوني،حيث شَكَّلَ مع المقاومة الإسلامية في لبنان، وباقي قِوَىَ المحوَر، طوقاً صاروخياً مدمراً حوله على صدر فلسطين. إنَّ انتصارات حلفاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وصمودهم في مواجهةالهجمة الأمريصهيوسعودية، وعجز الولايات المتحدة الأميركية عن إشعال حرب مع إيران،قَيَّدآ اندفاعة تَل أبيب ورغبتها في توجيه ضربة لها،  خصوصاً وأنّ أوامرَ صريحةً صادرة عن المُرشدالأعلى،تؤكِّدالردّالإيراني السريع عليه، ومسحهُ من  على جغرافيا فلسطين بالكامل، في حال ارتكبَ أي حماقة من هذا النوع. أمريكا المنشغلَة في ترتيب انسحابها من الشرق الأوسط، أو إعادة انتشارها فيه،مُهتَمَّةٌ ببحر الصين، وخروج التنين الأصفرمن القُمقُم،أكثر مِمَا هي مُهتَمَة اليوم بنفط الخليج وأمن إسرائيل، لأن ما يُشغل بالها هناك يؤثر فعلياً على هيبتها كدولَة عُظمَىَ، وعلى قوتها الِاقتصادية. وبين الِانكفاءة الأمريكية وتَرَبُص إيران تقفُ أوروباعاجزةً،وكشاهدالزور،فلاهيَ قادرَة على فرض ذاتها كقوة مقررة في المنطقة، بوجود واشنطن، ولا هي تستطيع الِاستمرار في السير خلفها، وفق هذاالنمط من الممارسات السياسية القاسية، وغير المدروسةالتي أودَت بمصالح القارة العجوز،في الكثير من الدُوَل، ومنهاسورياوالعراق واليمن وإيران، وربما لبنان. إذاً،فإلىَ أين تَتَجِه الأمورفي ظِل التخبُط السياسي الأمريكي، والعجز الأوروبي، والقلق الإسرائيلي، والهزيمة السعودية الإماراتية؟ بكُل تأكيد،إنّ انعكاسات هذا التراجع، نتيجةارتباك السياسةالأميركيةوتعنتها،  أعطَىَ إيران وحلفاءها الوقت الكافي، لتثبيت قوتهم حول فلسطين، وتثبيت مواقعهم الأمامية وتحصينها، والِاستعداد لجولة قادمة، ربما ستكون حرباً كُبرَى تقضي على آخر أحلام إسرائيل بالبقاء. أنَّ فُرَص قطع الطريق على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفائها، من قِبل الولايات المتحدة كانت كثيرة، ومنها عدم الِانسحاب من الِاتفاقية النووية، أو التوقيع مع طهران مجدداً بِلا مماطلَة،وإيقاف حرب اليمَن منذ سنوات، عندما كانَ المجتمع الدولي ينادي بذلك. ختاماً.... إنّ الأرض التي أمسكَ بها، وثبَّتَ نفسه عليها، مِحوَر المقاومَة، فَرَضَت واقعاً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً جديداً، يصعب على واشنطن وحلفائها تغييرُه، وما عليها الآن إلَّا القبول بالواقع، كأقل خسارة ممكنة، تلافياً لأي حربٍ كُبرَىَ ستكون وبالاً وكارثية على إسرائيل.     27/11/2021
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك