ناجي امهز ||
عندما كتبنا في عام 2011 "امريكا الشيطان تحاصر اوروبا وتعزل روسيا وسوريا وتستنزف ايران" بقلم: ناجي امهز
ضحك غالبية المحللين السياسيين في العالم العربي من مقالي، انه كيف ستعزل أمريكا روسيا وسوريا، وكيف ستستنزف ايران، وقال بعض المحللين ان ازمة سوريا ستنتهي بأسابيع على ابعد تقدير، وروسيا لا يمكن عزلها، حتى احد المحللين الدائمين الحضور على كافة الفضائيات، ارسل لي عام 2015 مقالي وإعلان توقيع أوباما، وقال لي حرفيا، عد أربعة أسابيع وتنتهي الازمة السورية، لا علينا الله يكتر من هيك محللين لانهم بغبائهم يجعلون من مقالاتنا دائمة الحضور في العقل والبحث عنها.
وما اكتبه هنا هو لشرح ما يحصل بالعالم.
أولا: اكتملت الحشود العسكرية الهجومية الروسية عند الحدود الأوكرانية، وجميع القوى العالمية بما فيها الأوكرانية تستعد لسماع دوي اطلاق الصاروخ الأول، الذي سيطلقه الروس على أوكرانيا، وخاصة ان جميع المسببات أصبحت مكتملة وناضجة، فالأمريكيين اعلنوا فشلهم بسحب فتيل الحرب، بريطانيا بدأت بأرسال الأسلحة الى أوكرانيا، المانيا أعلنت دعمها الكامل لأوكرانيا، حلف الناتو يهدد، إضافة الى العوامل الطبيعية وخاصة موجة الصقيع التي تضرب العالم، والتي يعتبرها الروس احد اقوى أسلحتهم، لانه بحال اندلاع حرب في هذا التوقيت فان أوروبا ستسارع للبحث عن الحلول تفاديا لازمة الغاز التي حتما سيستخدمها الروس ضد أوروبا، وهو وقف ضخ الغاز الى أوروبا مما يعني بان الأوروبيين سيعانون كثيرا من البرد والصقيع.
ثانيا: أمريكا تريد لهذه الحرب ان تشتعل، كونها تزيد من عزلة روسيا مع الأوروبيين، وتستنزفها وتضعفها نوعا ما، لانها حتما لن تكون حربا قصيرة الوقت، حتى لو نجحت روسيا باحتلال أوكرانيا، فان الشعب الاوكراني الرافض بغالبيته العودة الى الحكم الروسي سيشكل حركة اعتراضية مسلحة، مما يعني حرب عصابات طويلة الأمد ولن يوقفها شيء، حتى انهيار روسيا الاتحادية، فاليوم مطلوب تقزيم الدول، واهم مقومات النظام العالمي الجديد واكبر أهدافه، هو تقسيم المقسم، وتجزئة المجزأ، لذلك لا تتوقع أي دولة ان تبقى موحدة مهما كانت قوتها ومهما كان حجمها، واعتقد بان
اكرر يجب على كافة الدول ان تفهم وتعرف انه لن تبقى دولة بحجمها الطبيعي، من أمريكا حتى اصغر دولة بالعالم فالتقسيم قادم، الا الكيان الإسرائيلي هو الذي يجب ان يكبر وينمو على حساب كل هذا التقسيم، وسيكون مركز العالم الجديد في مدينة اور بالعراق، وربما يتم نقل الأمم المتحدة اليه او يتم انشاء بديلا عن الأمم المتحدة ويكون مركزها اور.
قبل التوصل الى اتفاق بين ايران وامريكا، تندلع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فيتم تأجيل الاتفاق بحجة الصراع القائم في العالم، ويعلن الكيان الإسرائيلي عن عجزه مساعدة أوروبا بضخ الغاز اليها تحت ذريعة ان الكمية لا تكفي بين مصر وبعض الدول التي ستحصل على الغاز المغتصب، وهنا ستضغط أمريكا على قطر لمد أوروبا بالغاز، حيث تكون حماية قطر من قبل تركيا التي سترسل جيشا كاملا لحماية قطر.
وما بين السطور يمكن لأي شخص عاقل ان يتوقع ماذا سيحصل بدول مجلس التعاون الخليجي الذي سيكون طرفا بالحرب على روسيا.
تسحب أمريكا كافة العاملين لدى ادارتها، وينتقل القسم الأكبر منهم الى لبنان، وامام هذا الواقع الجديد ينشط الفرنسيين نحو لبنان، ويبدأ البزار السياسي عليه، والغاية هو الحصول على الغاز اللبناني.
وكي يضمن الأوروبيين الغاز اللبناني حتما سيدخل لبنان ازمة حادة، واحد مقدمات هذه الازمة الحادة هي الشروط التي حملها بالأمس وزير خارجية الكويت الى لبنان، وهل تتطور هذه المعركة السياسية بين بعض دول مجلس التعاون الخليجي وبين الحزب، انا اعتقد انه كل شيء وارد، فالعالم يتغير وقبرص اليونانية ستقبل باستخدام مطاراتها لقصف بعض المناطق اللبنانية لانه يصب في مصلحة اوروبا، والصواريخ الباليتسية متوفرة، لدى بعض الدول العربية التي هي على عداء مع الحزب، وامام ما يحصل في اليمن والصمت العالمي يعني انه لم يعد يوجد حرمة لا للأطفال ولا للمناطق السكنية الامنة، وفي النظام العالمي الجديد كل شيء مباح...
الحرب الروسية الأوكرانية حربا ستغير وجه المنطقة والعالم، وتذكروا اننا في العام 2022.
نسال الله ان لا تحدث هذه الحرب، لان كل شيء سيتحرك ويتكسر ويتدمر، ولن يكون احد قادر على إيجاد الحلول، اقله بالمدى المنظور، حتى أمريكا ستكون منشغلة بالرئيس بايدن ومرض الزهايمر.