اسعد عبدالله عبدعلي ||
يوميا نشعر بخيبة كبيرة ونحن نطالع اخبار القتل, والتي تحصل بشكل يومي في العراق! والاغرب ان الكثير منها لأسباب ساذجة بعيدة عن التعقل, وعلة الامر يدركها كل اهل العراق هو ضعف تطبيق القانون, فهل يعقل ان يكون القتل حلا فقط لاختلاف وجهات النظر, فالجهل وثقافة العنف التي تربى عليها الاجيال تنتج هكذا سلوكيات, وقد وجدت الدراسات الحديثة في علم النفس الجنائي أن الدوافع وراء القتل المتعمد هي: اولا: الأخذ بالثأر. وثانيا: الانتقام أو نتيجة للاستفزاز. وثالثا: بدافع العار ورد الشرف. ورابعا: لأسباب عاطفية او لاختلال العقل «مرض الذهان أو انفصام الشخصية» لذلك أحب أن أشير إلى أهمية الالتفات الى هؤلاء الأكثر عرضة لارتكاب جرائم القتل لغرض احتوائهم وحماية الاخرين.
v سأعرض هنا اربع اخبار قصيرة حدثت في الايام الاخيرة, تدلل على حجم الخراب الحاصل في البيئة الاجتماعية:
• مقتل جندي في نزاع عشائري
نقلت وكالة شفق نيوز/ بتاريخ 3-3-2022 خبر مقتل جندي عندما كان يحاول فض نزاع عشائري, ونص الخبر: "أفاد مصدر أمني، يوم الخميس، بمقتل جندي عراقي خلال محاولة فض نزاع عشائري في منطقة الشعب شمال شرقي بغداد, وقال المصدر لوكالة شفق نيوز، إن النزاع وقع بين عشيرتين ضمن منطقة الجمعيات في الشعب، تطورت الى استخدام الاسلحة الخفيفة والمتوسطة, وأضاف أن قوة عسكرية وصلت لمكان الحادث في محاولة للسيطرة على النزاع، إلا إن جندياً عراقياً قتل وسط النزاع المسلح، مبيناً أن القوة مازالت تحاول السيطرة على الموقف وطلبت تعزيزات اضافية"
المشكلة الحقيقية ان القانون لا يطبق والعرف العشائري هو الحاكم والقاضي في النزاعات, لذلك يكون هنالك دوما ضحايا لتلك النزاعات الجاهلية, والحل القاصم لكل هذا الانفلات هو بتطبيق القانون بشكل كامل حتى تضمحل القبلية في العراق.
• في الانبار: شقيقان يقتلان شقيقهم وزوجته
هل تصدق ان شقيقان يقتلان شقيقهم وزوجته؟ هذا لا يحدث حتى في زمن الجاهلية! اليكم نص الخبر المفجع لكل الانسانية, قد نقل موقع شفق نيوز: "أفاد مصدر أمني مسؤول في مديرية شرطة محافظة الأنبار غربي العراق، اليوم الثلاثاء، بأن شقيقين قتلا شقيقهم وزوجته بعدة إطلاقات نارية في مدينة الفلوجة كبرى مدن المحافظة, وقال المصدر لوكالة شفق نيوز: "إن شقيقين اثنين قاما بالهجوم على منزل اخيهم في حي الجغيفي شرقي الفلوجة، بسبب مشاكل عائلية، ما اسفر عن مقتل شقيقهم وزوجته", وأكد المصدر، أن "الجناة لاذا بالفرار فور قيامهما بالجريمة، وهما يقتادان عجلة من طراز ( كورلا، لون فيلي) وجار البحث عنهما"، مبيناً أن "قوات الشرطة فتحت تحقيقا بالحادثة", من جانبهم، أفاد، شهود عيان بان الحادثة "جريمة شرف، ولا يزال التحقيق جار لحين القبض على الجناة"
لم يكن يتصور مع كل التطور الذي حصل للإنسانية ان يقوم اشقاء بقتل شقيقهم, ومازالت قصة النبي يوسف عليه السلام مثال للقسوة مع ان اخوة يوسف لم يقتلوه فقط اذوه فتخيل حجم البشاعة الحاصل في مجتمعنا.
• العثور على جثة شاب
ان قصص العثور على جثث لشباب مقتولين من القصص العادية جدا لكثرتها, ودوما تسجل ضد مجهول! في بلد واقع بدوامة العنف بكل اشكاله البشعة, واليكم اخر ما قرأته: نقل موقع السومرية يوم 3-3-2022 خبر اكتشاف جثة لشاب ونص الخبر: "افاد مصدر امني، اليوم الخميس، بالعثور على جثة شاب مقتول في منطقة الحميدية مقابل منطقة الحسينية شرقي بغداد, وقال المصدر في حديث لـ السومرية نيوز، انه " تم العثور على جثة شاب تولد ٢٠٠٢ مفارق الحياة نتيجة اصابته بطلق ناري بمنطقة الرأس ضمن منطقة الحميدية مقابل منطقة الحسينية شرقي بغداد, واضاف انه "تم رفع الجثة ونقلها لدائرة الطب العدلي لغرض تسليمها الى ذويها".
الحروب المتتالية والعنف الطائفي والسياسي وانتشار الجهل والتخلف والامية, كلها اسباب انتشار الجريمة بالمجتمع.
• مريض نفسي يقتل والده
المرضى النفسيين لا مكان لهم في العراق, حيث يتم استغلالهم او التنمر عليهم ودفعهم لارتكاب الجرائم او الانتحار, احدثكم عن حادث جلل لم يحصل مثيلا له حتى في جاهلية المشركين! حيث نقلت وكالة شفق نيوز/ بتاريخ 3-3-2022 خبر جريمة قتل, ومفاده: "أفاد مصدر أمني بمحافظة ذي قار، يوم الخميس، بمقتل رجل على يد نجله المصاب بمرض نفسي، مبينا انه استخدم سلاح شقيقه الضابط في القوات الأمنية, وقال المصدر لوكالة شفق نيوز، إن "شابا مصاب بمرض نفسي أقدم على قتل والده رميا بالرصاص داخل منزلهما بقضاء الشطرة، شمالي محافظة ذي قار"، لافتاً إلى أن " الجاني استخدم سلاح شقيقه النقيب في الشرطة العراقية بارتكاب جريمته".
وأضاف المصدر، أن " قوة أمنية طوقت مكان الحادث وقامت بنقل الجثة للطب العدلي لإكمال الإجراءات القانونية لها، فيما اوقفت الشاب الجاني للتحقق من سلامته العقلية".
احد اهم اسباب العنف وجرائم القتل هو انتشار السلاح, فاغلب البيوت تحوي على السلاح, بالاضافة للتعامل البعيد عن الرحمة مع المرضى النفسيين بسبب قلة وعي المجتمع وغياب حماية الدولة, كلها عوامل تدفع الوضع ليكون متفجرا دوما وحصول ما لا يمكن تصوره مثل هذه القضية.
• ختام الحديث:
اليوم على الاعلام الوطني والاقلام الشريفة ان تقف وقفة طويلة ضد ظاهرة انتشار جرائم القتل في المجتمع العراقي, والبحث عن علة ما يحصل, ودعم الحلول الممكنة, وتسليط الضوء على قضية انتشار الاسلحة والداعمين لبقاء العنف في العراق, والضغط على الحكومة والبرلمان لتفعيل قانون العقوبات, لمنع حصول المشاجرات في الشارع, والتي اغلبها ينتهي بجريمة القتل, ولنتعلم من تجارب الدول التي لا يحصل فيها ما يحصل في العراق, اننا نعيش الجاهلية بأبشع صورها, وحان وقت الثورة على الجاهلية.
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha