عدنان علامه *||
*/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*أعلنت سفارة الكيان الغاصب في أبوظبي أنها ستنظم هذه اليلة إحتفالاً لإحياء ذكرى ~جنود الجيش الإسرائيلي~ الذين قتلوا في الحروب مع الدول العربية وبعمليات المقاومة الفلسطينية.*
*فهذه سابقة تاريخية لإنبطاح دولة تسمي نفسها عربية فتتخلى بذل وطواعية وخنوع عن عنفوانها، شهامتها، كرامتها والعادات القبلية الاصيلة لترمي نفسها بين أحضان العدو الغاصب لأولى القبلتين والذي شن العدوان تلو الآخر على الدول العربية. وأعتقدتُ بأن تدنيس المسجد الاقصى وكنيسة القيامة في أيام وليلي شنر رمضان المبارك سيدفع دول التطبيع إلى الفرملة او التوقف النهائي؛ ولكن وللأسف فأن الأمارات إنتقلت إلى التطبيع الكامل مع الكيان الغاصب بسرعة "فرط صوتية"؛ فباتت تنفذ كل ما يريده هذا العدو طواعية وبكل طيب خاطر.*
*فهذه السابقة التي لا مثيل لها في التاريخ؛ بحيث تقوم دولة عربية المشاركة في إحتفال للعدو بتأبين قتلاه الذين أحتلوا فلسطين وأجزاء عزيزة على قلوبنا من بعض البلاد العربية، وارتكبوا المجازر التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.*
*ولا بد قبل مناقشة هذه الخطيئة الفريدة أن أشير إلى الزوبعة التي اثارتها السعودية حول تصريح الوزير قرداحي"بأن الحرب في اليمن عبثية ويجب ان تتوقف" قبل توليه منصب الوزارة، وما تلاها من سحب لسفراء مجلس التعاون الخليجي من لبنان وطرد سفراء لبنان من الدول الخليجية. فأتوقف عند ما قاله وزير خارجية الكويت أحمد ناصر المحمد الصباح، الأحد 23 يناير/كانون الثاني 2022، عندما أحضر معه الأوامر الخليجية لإعادة المياه إلى مجاريها. ومنها، إنه طلب من المسؤولين في لبنان "ألا يكون بلدهم منصة لأي عدوان لفظي أو فعلي، وأن يعود أيقونة مميزة بالمشرق العربي".*
*وبالتالي، ومن مبدأ المعاملة بالمثل يجب ألا تقوم أي دولة خليجية بالعدوان اللفظي او الفعلي على لبنان او على أي دولة عربية اخرى.*
*إن مشاركة الإمارات في إحتفالات تابين قتلى جيش العدو وعلى اراضيها هو عدوان واسع ومشين ومرفوض على أهالي الشهداء وأصدقائهم في لبنان، فلسطين، سوريا ومصر.*
*فإلى الإمارات وكل الدول الخليجية التي تسير بسرعة فرط صوتية نحو التطبيع أقول : "إفعلوا ما شئتم مع العدو الصهيوني، فهذا شأن داخلي خاص بكم. ولكن يجب ان لا تتحدوا وتتخطوا الخطوط الحمراء الخاصة بكرامات الآخرين. فحريتكم تنتهي عندما عندما تبدأ حرية الآخرين.*
*فأنني أفتخر وأعتز بشهداء بلادي من كل الفئات الذين ارتقوا أثناء القيام بواجبهم الوطني للدفاع عن أرضهم في وجه العدوان والإحتلال الصهيوني؛ وأية دولة مهما علا شأنها تكرّم القاتل ومرتكب المجازر فيها تكون قد وضعت نفسها شريكًا له. ولا بد من الإشارة بأن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في القوانين الدولية لا تسقط بالتقادم.*
*وأني لم اجد أي تفسير منطقي لهذه الخطيئة التاريخية للإمارات حين تشارك في تكريم مجرمي الحرب والقتلة بدلًا من السعي لمحاكمتهم. وبما ان المقام لا يتسع لذكر تفاصيل الإرتماء المذل والمشين للإمارات في أحضان ذلك العدو الصهيوني وبيع لقضية الأمة بدراهم معدودات ؛ آمل الإطلاع على عنوان المقال في محركات البحث.*
*وإن غدًا لناظره قريب*
*03/05/2022*
https://telegram.me/buratha