متابعة وترجمة ـ فهد الجبوري ||
مازالت وسائل الاعلام الأمريكية تتحدث وتغطي الحادثة المأساوية التي وقعت قبل يومين في احدى المدارس الابتدائية في مدينة صغيرة بولاية تكساس والتي أدت الى مقتل ٢١ تلميذا و٣ معلمين .
وقد سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على الحادثة ولكن من زاوية تحليلية وفي مقالة رأي للكاتب تشارلس أم بلو الذي كتب تحت هذا العنوان البارز :
ميادين القتل الأمريكية
يقول الكاتب في مقدمة مقالته :
" لقد حول الحزب الجمهوري امريكا الى ميدان قتل . الجمهوريون قد سمحوا للأسلحة بالانتشار وفي نفس الوقت أضعفوا حواجز اقتنائها ، وقللوا من العمر الذي يسمح به لشراء السلاح ، وأزالوا القوانين التي تحكم وتقرر متى وكيف واين تحمل هذه الأسلحة "
" لقد قاموا بذلك وفي جزء منه بمساعدة المحافظين في المحكمة العليا الذين ايدوا التفسير الفاسد وغير الشرعي للتعديل الثاني الخاص بحيازة الأسلحة "
ويقول الكاتب " لكن الجمهوريين قد فعلوا ذلك ايضا بواسطة تعزيز الخوف وجنون العظمة . إنهم يخبرون الناس ان المجرمين قادمون لإرعابكم ، المهاجرون قادمون لتهديدكم ، وحرب عنصرية أو ( الاستبدال العنصري ) قادمة لتخويفكم ، وأن الحكومة نفسها قد تقوم في يوم ما بارعابكم "
ويضيف " الحماية الوحيدة لكم ضد الرعب والتخويف هو ان تتسلحوا "
ويصف الكاتب ذلك بالقول " اذا كنت تستعطف ( تشتري ) بهذا النمط من التفكير ، فإن حيازة بندقية ليس فقط غير منطقي وإنما غير حكيم . أنه مثل العيش في سهل فيضان وشراء تأمين ضد الفيضانات . بالطبع يجب أن تفعل ذلك "
ويشير الكاتب في مقالته " كانت الدعاية مقنعة بشكل لا يصدق وماكرة . وكما أوضحت فوكس Vox العام الماضي ، " الأمريكيون يشكلون نسبة أقل من ٥ ٪ من سكان العالم ، ومع ذلك فإنهم يملكون حوالي ٤٥٪ من بين جميع الأسلحة النارية المملوكة بشكل شخصي في العالم ، وهذا ورد في احصاء جرى عام ٢٠١٨. "
" ولكن بمجرد قبولك فكرة أن الترسانة الشخصية هي خط دفاعك الأخير ضد تهديد داهم وقادم ،فلا قدر من المأساة يمكن أن يقنعك بالتخلي عن هذه الفكرة ، ولا حتى ذبح الاطفال ومعلميهم في صفوف الدراسة "
" وحتى اذا كنت تعتقد أن حوادث إطلاق النار كالذي حدث في تكساس هي بشعة، ترى نفسك واهتماماتك منفصله عنها . أنت لا تقوم بالقتل . وبنادق محفوظة ومضمونه ، ربما تحت القفل والمفتاح . أنت صاحب سلاح مسؤول . والشخص الذي قام بالقتل ماهو الا مجنون وطائش "
ويؤكد الكاتب " الجمهوريون يحملون هذا المنطق في الكونغرس . أنهم يعرضون الأفكار والصلوات لكنهم يقاومون الإصلاحات . إنهم يقدمون نفس النصيحة الغبية البلهاء وهي : من أجل مواجهة الأفراد السيئين بالأسلحة ، نحن نحتاج الى المزيد من الأشخاص الجيدين مع الأسلحة . يبدو أنهم يتخيلون مدرسة غربية قديمة يتقارب فيها المسلحون ويقتل الحارس دائما اليأس "
" أنهم يريدون تسليح المعلمين ، حتى وإن كان معظمهم لا يريدون ذلك . شخصيا ، أنا لاأستطيع ان اتخيل أن أيا من معلمي في مدرسة ابتدائية معه بندقية في الصف محاولا صد رجل مسلح .إن هذا ليس ما وقعوا عليه "
ويقول الكاتب " وبهذا فإن الجمهوريين قد أبقوا البلاد في شرك حالة من العناد ، والارتداد من مأساة الى اخرى . هذا ليس طبيعيا ، ولا هو ضروري ولا يمكن التخلص منه " ويضيف " لايوجد بلد اخر في العالم لديه مثل مستوى المذابح الأمريكية ، ولكن لايوجد بلد اخر عنده الجمهوريين الأمريكيين "
ويؤكد " أن حوادث إطلاق النار الجماعية ليس سوى غيض من فيض "