فهد الجبوري ||
هل تصريحات وزير الخارجية التركي مقنعة بأن العلاقات مع " إسرائيل " ستكون في صالح الشعب الفلسطيني ؟
صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الذي يقوم حاليا بزيارة الى فلسطين المحتلة ان تطبيع العلاقات مع " إسرائيل " سيساهم في حل الصراع الفلسطيني .
وقال أوغلو في مؤتمر صحافي مع وزير خارجية حكومة الإحتلال " إن تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل سيكون له " أثر إيجابي " من اجل حل " سلمي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي .
وأضاف ان تركيا اتفقت مع إسرائيل على اضفاء طاقة جديدة على العلاقات الثنائية في العديد من المجالات ، ومنها اتفاقهما على اعادة إطلاق اللجنة الاقتصادية بين البلدين .
من جانبه أشاد الوزير الصهيوني بالزيارة واعتبرها خطوة مهمة لتطوير علاقات التعاون مع انقرة .
وتندرج هذه الزيارة ضمن مساعي مشتركة بين انقرة وتل ابيب لاستعادة علاقتهما ، وفي هذا الإطار قام رئيس الكيان الاسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بزيارة الى العاصمة التركية في مارس/ آذار الماضي وحل ضيفا على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان .
يشار الى أن العلاقات بين تركيا والكيان الصهيوني شهدت قطيعة بعد أزمة كبيرة عام ٢٠١٠ عقب اعتداء الجنود الصهاينة على سفينة الحرية المتجهة من السواحل التركية الى غزة المحاصرة ، ومهاجمة السفينة وقتل وإصابة عدد كبير من الأتراك كانوا على متنها .
ولكن هذه الزيارة تأتي في وقت صعب جدا يمر به الفلسطينيون
داخل الأراضي المحتلة ، وتزايد أعمال العنف والقتل ، واستمرار سياسة تهويد القدس ، والاعتداء على المقدسات الإسلامية فيها ، ومنع المصلين من اداء صلاتهم ، والسماح لليهود المتطرفين بتدنيس المسجد الأقصى .
كما انها جاءت بعد بضعة اسابيع من قتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاص الجنود الصهاينة ، وهي القضية التي أثارت ردود فعل غاضبة في العالم بأسره ، والتي ما تزال السلطات الصهيونية ترفض اجراء تحقيق في ظروف وملابسات قتلها ، متحدية بذلك كل الدول والمنظمات الدولية ، ومنها منظمة الأمم المتحدة .
ويختلف المراقبون في الدوافع الأساسية لزيارة الوزير التركي لإسرائيل في هذا الوقت ، ولكن هناك من يرى أن تركيا معنية بالتقارب مع إسرائيل في الشهور الأخيرة نتيجة جملة اعتبارات وحسابات منها رغبة الحكومة التركية بتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا ، ومنها ايضا التعويل على تعاون محتمل لتزويد أوروبا بالغاز الاسرائيلي عبر الأراضي التركية خاصة بعد الحرب الاوكرانية والرغبة الأوروبية بالتحرر من الاحتكار الروسي للغاز .
ــــــــ
https://telegram.me/buratha