فهد الجبوري ||
تناولت عدد من الصحف الصهيونية قانون تجريم التطبيع وإقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني والذي صدر بالإجماع عن مجلس النواب العراقي الأسبوع الماضي .
صحيفة جيروليزم بوست كتبت افتتاحية يوم امس قالت فيها أن من الملاحظ أن البرلمان العراقي الذي صوت على القانون يوم الخميس الماضي بدعم من ٢٧٥ نائبا من مجموع أعضاء البرلمان ٣٢٩ ، لم يتمكن من مناقشة اية قضية أخرى غير هذه القضية ، حتى أنه فشل في انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة في فترة من الشلل السياسي.
وتقول الصحيفة " وبعبارة اخرى ، فإن الموضوع الوحيد الذي تمكن البرلمان العراقي من الاتفاق عليه هو تشريع قانون ضد إسرائيل وضد اية فرصة للسلام "
وتزعم الصحيفة " أن توقيت هذا التشريع المعادي لإسرائيل كان على وجه الخصوص غير مناسب لانه جاء مع قرب الذكرى السنوية " للفرهود " ، وهي المذبحة المستوحاة من فكر النازية والتي وقعت في الأول من شهر حزيران عام ١٩٤١ . "
وتدعي الصحيفة " أن اكثر من ١٨٠ يهوديا فقدوا حياتهم في هجمات اليومين ضد اليهود والتي تزامنت مع عطلة الشافوت "
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها " أنه بالرغم من أن إسرائيل تتمتع بعلاقات ودية مع اقليم كوردستان المستقل ذاتيا ، الا إن العراق لم يعترف أبداً بدولة إسرائيل ، وان المواطنين العراقيين والشركات العراقية لا يسمح لهم بزيارتها . "
وتضيف " أن التشريع الجديد ذهب خطوة أبعد ، وهي على وجه الخصوص تجريم أية محاولات لتطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية ، وان ذلك على الأرجح سيكون نافذا ايضا في اقليم كوردستان"
وكانت وزارة خارجية العدو قد ادانت قرار مجلس النواب العراقي وزعمت في بيان لها الجمعة " بأن القانون يضع العراق والشعب العراقي في الجانب الخطأ من التاريخ ومنفصل عن الواقع " وأشارت " الى أن القادة الذين يختارون طريق الكراهية والتحريض يؤذون شعبهم قبل كل شئ "
كما أن الولايات المتحدة حليفة " إسرائيل " والمدافعة عنها في كل المحافل قد عبرت عن قلقها من قانون تجريم تطبيع العلاقات مع إسرائيل وقالت الخارجية الأمريكية في بيان لها " إن هذا القانون يعرض حرية التعبير للخطر ويساعد في خلق جو معاداة السامية " مؤكدة " استمرار الولايات المتحدة في شراكتها القوية مع إسرائيل والدعم الثابت لها "
وهذا الموقف الأمريكي ليس غريبا ، فهي التي تقدم كل أشكال الدعم السياسي والعسكري للكيان الصهيوني ، وهي التي تشجع العدو المحتل على التمادي في ممارسة انتهاكاته الخطيرة لحقوق الشعب الفلسطيني ، كما حصل يوم امس عندما قام الصهاينة المتطرفون بدخول المسجد الأقصى وتدنيسه ، ورفع الاعلام الصهيونية فيه في تحدي واضح لمشاعر المسلمين في العالم ، وكما حصل مع عملية اغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة قبل بضعة اسابيع ، حيث لم تقم الإدارة الأمريكية بإدانة هذا الاعتداء الهمجي على مراسلة كانت تقوم بتغطية عدوان جنود الاحتلال في احدى قرى مدينة جنين المحتلة .