التقارير

ازدواجية المعايير عند الغرب..في أوكرانيا مقاومة مشروعة . وفي فلسطين ارهاب

1678 2022-06-03

فهد الجبوري || 

 

نفاق الغرب ، وازدواجية المعايير التي يتعامل بها في القضايا والشؤون الدولية ، وسياسة الكيل بمكيالين ، لم تعد أمرا يمكن التستر عليه ، حتى أن الاعلام الغربي المعروف بأساليبه واحترافيته في نقل وتصوير الأحداث ، وتوجيهها بالطريقة التي تخدم مصالح الدول الكبرى ، يواجه صعوبة كبيرة في اخفاء الحقائق عن الرأي العام . وهناك العديد من الأمثلة التي تؤكد أن الغرب الديمقراطي والحضاري والإنساني ، وهي الصفات التي يحلو لزعمائه أن يصفوا بها انفسهم ، ومنها على سبيل المثال تعامله مع قضية الشعب الفلسطيني المظلوم منذ أكثر من ٧٥ عاما ، وهي أكثر قضية إنسانية في التاريخ الحديث ظلمت من قبل الغرب ، وبالخصوص من الولايات المتحدة . فقد وقفت زعيمة العالم الرأسمالي بكل قوة الى جانب الصهاينة المحتلين ، واستكملت بكل أمانة دور " بريطانيا العظمى " التي مهدت لاحتلال فلسطين وقيام الكيان الصهيوني من خلال وعد بلفور المشؤوم .

ومند إنشاء دويلة الاحتلال في عام ١٩٤٨ ، والشعب الفلسطيني يتعرض لكل أشكال الاضطهاد والقمع والقتل والمحاصرة والتشريد ، ولكن هذا الغرب الديمقراطي لا يشعر بمعاناة هذا الشعب ، وبدلا من القيام بإدانة واستنكار إجراءات الصهاينة القمعية ضد الفلسطينين ، يقوم بتقديم كل أنواع الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي لهذا الكيان ، ويرى في ما تقوم به " إسرائيل " هو دفاع عن النفس . فيما ترى في مقاومة الشعب الفلسطيني ارهابا ، وهذه الحقيقة تتجلى كل يوم داخل الأراضي المحتلة .

وفيما تصعد قوات الاحتلال من عملياتها القمعية ، وإجراءاتها التعسفية ، المنافية لكل الشرائع الدينية ، وحقوق الإنسان ، وقرارات الأمم المتحدة ، يقف هذا الغرب مكتوف الأيدي ، ولم يحرك ساكنا ضد ما يقوم به المحتل . وقد تناقلت الأنباء هذا اليوم خبر مقتل فلسطينيين اثنين على يد قوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة ، ليصبح عدد الذين قتلوا خلال اليومين الأخيرين أربعة أشخاص لا ذنب لهم سوى مطالبتهم بالحرية ، والانعتاق من ظلم واضطهاد المحتل .

وكان من بين الذين قتلوا هذا اليوم فتى فلسطيني يبلغ من العمر ١٧ عاما تم قتله عند حاجر العزل الى الغرب من مدينة رام الله .

ويوم الأربعاء ( امس ) دخلت قوات الإحتلال الى قرية يابيد بالقرب من مدينة جنين بالضفة الغربية ، وقامت بتدمير منزل عائلة فلسطينية كان أحد أبنائها قد استشهد وهو يقاوم المحتلين.

وقد أطلقت قوات الاحتلال فيديو وهو يصور قيام الجنود الصهاينة بتحضير المنزل من اجل تهديمه ، وقد دمر الانفجار المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق .

وتستخدم قوات الاحتلال هذا الأسلوب الوحشي في تدمير منازل الفلسطينين لاسيما منازل  المجاهدين والمقاومين منهم، وتعلن بكل صلافة وأمام العالم كله أنها تستخدم ذلك سلاحا للردع. وقد وصفته العديد من منظمات حقوق الإنسان بانه عقوبة جماعية .

والضفة الغربية المحتلة هي موطن لحوالي ٣ ملايين فلسطيني ، وهم تحت الاحتلال الصهيوني منذ احتلالها من قبل القوات الإسرائيلية في عدوان عام ١٩٦٧ .

هذا وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن ٦٣ فلسطينيا قد قتلوا منذ بداية العام الحالي ، ومن بينهم الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة قبل بضعة اسابيع .

كل هذه المشاهد المؤلمة لا تحرك امريكا وحلفائها ، لكنهم يتألمون كثيرا لما يحصل في أوكرانيا . ويسارعون الى نجدتها بالسلاح والعتاد وكافة أشكال الدعم السياسي والاقتصادي .

بالتأكيد الطبيعة الإنسانية لا تقبل بتعريض المدنيين الى الخطر ، ولا الى الموت . ولكن لماذا هذا التمييز ؟ بين ما يجري في أوكرانيا وما يحصل في فلسطين ، أليست هي ازدواجية المعايير التي دأب الغرب على ممارستها . كفى نفاقا وكفى ازدواجية أيها الغرب الديمقراطي الإنساني !

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك