متابعة وترجمة ـ فهد الجبوري ||
نشرت مجلة فورين أفيرز الأمريكية مقالة نقدية تحليلية لما يسمى " اتفاقات ابراهام " وهي الاتفاقات التي سمحت لعدد من الحكومات العربية بتطبيع العلاقات مع الصهاينة المحتلين ، وقيام تعاون مفتوح مع تل ابيب في قضايا الأمن والاقتصاد والتجارة والسياحة والاستثمار .
المقالة التي كتبها مروان معشر وزها حسن، ونشرت الثلاثاء ٧ حزيران تسلط الضوء على تلك الاتفاقات التي تمت بتشجيع ورعاية أمريكية .
· وقد جاء في مقدمة المقالة ما يلي :
" في الخامس عشر من شهر أيلول من عام ٢٠٢٠ ، وقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شرفة البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ، ووزراء خارجية الإمارات والبحرين للإعلان عن واحدة من إنجازات ادارته في السياسية الخارجية ؛ وهي اتفاقات ابراهام ".
" وصرح ترامب في وقتها أن الاتفاقية التي اعترفت بموجبها الإمارات والبحرين باسرائيل هي مؤشر على " بزوغ فجر جديد في الشرق الأوسط " ومنذ ذلك الوقت ، قامت كل من السودان والمغرب ايضا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ، فيما وقعت الإمارات اتفاقية تجارية معها .
ثم تسهب المقالة بالقول " لقد ساهمت تلك الاتفاقات بشق الصف العربي ، نظرا الى الالتزام الطويل للعالم العربي بالامتناع عن الاعتراف السياسي بإسرائيل حتى توافق على إنهاء احتلالها العسكري للأرض العربية والالتزام بالقانون الدولي "
وتشير المقالة الى أن الإمارات عندما وقعت اتفاقات ابراهام ، صرح سفيرها لدى واشنطن يوسف العتيبة " أن النتيجة الأكثر فورية وأهمية للاتفاق " هي تعهد إسرائيل بتعليق خطتها في ضم الأراضي الفلسطينية ، والتفاوض لابرام اتفاقية سلام . ولكن الضم الواقع والفعلي للأراضي قد استمر دون انقطاع ، وأن الزعماء الاسرائيلين قد قطعوا المفاوضات مع الفلسطينين .
وتؤكد المقالة " الحقيقة هي أن اتفاقات ابراهام لم تعزز السلام في الشرق الأوسط لأن هدف إسرائيل من التوقيع عليها كان إعادة توجيه انتباه العالم بعيدا عن إحتلالها العسكري ، وليس لوضع نهاية له . "
وتقول " بدون التدخل العالمي ، فإن طرد وتهجير الفلسطينين ، وضم الأراضي من قبل إسرائيل سوف يستمر . وقد شاهدنا كيف ان المحكمة الاسرائيلية العليا قد حكمت في مطلع شهر مايس الماضي في قضية تدمير وتسوية ٨ قرى فلسطينية في الضفة الغربية وطرد المئات من ساكنيها حتى يتمكن الجيش الاسرائيلي من استخدام الأراضي كمنطقة عازلة "
وتضيف " أن العنف اليومي الذي يمارسه الجيش الاسرائيلي المحتل يستمر على نطاق واسع بدون احتجاجات دولية "
" اتفاقات ابراهام قد سمحت لعدد متزايد من الدول العربية بالتعاون المفتوح والصريح مع إسرائيل في قضايا الأمن والاقتصاد - من دون إلزام إسرائيل على التوقف عن بناء المستوطنات في مقابل ذلك " . " وخلال عهد الرئيس ترامب قامت إسرائيل بالمصادقة على بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية بمعدل مرتين ونصف أكثر مما كان على عهد الدورة الثانية من رئاسة باراك اوباما . وطبقا لما تقوله مجموعة المراقبة الاسرائيلية " السلام الآن " ، فإن العمل على البنى التحتية وانظمة الطرق يهدف الى إيواء وإسكان مليون مستوطن جديد في الأراضي الفلسطينية "
وقد أسهبت المقالة في ذكر تفاصيل عن الأهداف الحقيقية لاتفاقات ابراهام ، وهي بسط السيطرة الاسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية المحتلة وتقول في هذا الصدد :
" إن الطفرة الاستيطانية هي النتيجة الطبيعية لخطة ترامب " السلام من أجل الازدهار " ، وهو اقتراح تسوية بين الفلسطينيين والاسرائيلين سابق لاتفاقات ابراهام . وقد وضعت الخطة بالتعاون الوثيق مع حكومة الجناح اليميني الاسرائيلية ، لتوفر خريطة طريق حتى تتمكن إسرائيل من الاحتفاظ بسيطرتها الدائمية على الضفة الغربية "
" إن ما وصفه ترامب " بصفقة القرن " قد حسم كل القضايا بين الفلسطيينين والاسرائيليين لصالح إسرائيل : إسرائيل سيكون لها السيادة على الضفة الغربية ، ولن يسمح لأي من اللاجئين الفلسطينين بالعودة الى اوطانهم ، حتى المستوطنات التي سوف تقع ضمن الحدود الجديدة للدولة الفلسطينية سوف تبقى تحت السيطرة الاسرائيلية ، وأن إسرائيل سوف تكون لها السيطرة الكاملة على القدس لتكون عاصمتها الحصرية ، باستثناء بعض المناطق القليلة ذات الكثافة السكانية الفلسطينية "
وفي موضع آخر تشير المقالة " إن القيادة في إسرائيل لا تعطي لعملية السلام أي اهتمام . وقد رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي نافتالي بينيت فكرة المباحثات مع الفلسطينين ، فيما صرح وزير الدفاع بيني غانتس في شباط الماضي ، على الفلسطينيين أن لا يتوقعوا قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة حتى وإن تم استئناف مباحثات السلام "
وترى المقالة " أن الأحداث المتعاقبة قد تفضي الى وقوع انتفاضة شبيهة لتلك التي بدأت في عام ٢٠٠٠ ، عندما قام رئيس الوزراء الاسرائيلي أريل شارون بالدخول الى المسجد الأقصى خلال حملته للفوز بولاية ثانية ، وقد قتل حوالي ٥٠ فلسطينيا خلال الفترة بين شهري كانون الثاني وآذار من العام الحالي ، وهي حصيلة بزيادة خمسة اضعاف عن نفس الفترة في العام الماضي ، وكل الدلائل تشير الى أن الوضع سوف يزداد تدهورا "
وتنتقد المقالة موقف وسياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قالت انه صرح بأنه سيدعم حل الدولتين واتفاقات ابراهام ، الا انه قد ترك سياسات سلفه في محلها والتي تتعامل مع المستوطنات في الضفة الغربية كجزء تابع الى إسرائيل .
وترى المقالة " أنه بينما يستعد الرئيس الأمريكي للقيام بزيارة الى إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال الاشهر القادمة ، على واشنطن أن يكون لها التزام متكافئ في قضية تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط ، وقبل الزيارة ، على بايدن التنصل مما يسمى بخطة ترامب للسلام وأن يرفض السياسات التي تعتبر الضفة الغربية المحتلة جزءا من إسرائيل . "
· زها حسن زميلة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ، وكانت المنسقة والمستشارة القانونية للفريق الفلسطيني المفاوض خلال محاولة فلسطين نيل العضوية في الأمم المتحدة .
· مروان معشر هو نائب رئيس الدراسات في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ، وكان وزيرا سابقا للخارجية في الأردن .
ــــــــ
https://telegram.me/buratha