التقارير

كيف ترّدْ الجزائر على خطط توغّل اسرائيل في المغرب العربي .


 د.جواد الهنداوي||

                         سفير سابق /رئيس المركز العربي

                        الاوربي للسياسات و تعزيز القدرات .

                        

       ليس بالامر الجديد ، ولا بتاريخ الوقت الحاضر ، نشهد ،   جهود وخطط اسرائيل من اجل التوغل ، سياسياً و اقتصادياً وحتى عسكرياً ، في افريقيا ، و دأبت اسرائيل ،كعادتها ،على الاتكاء على امريكا وعلى حلف الناتو، و على الاصدقاء و الحلفاء ، ومن هولاء الحلفاء و الاصدقاء ،بعض الدول الخليجية ، من اجل تمويل وتسهيل خططها لارساء كيانها في القارة السمراء .  وتمخّض عن بعض التعاون الاسرائيلي الامريكي الناتوي الاماراتي ، انشاء معسكرات للتدريب الجوي ، و استئجار اراضي شاسعة للزراعة ،  و استئجار طويل الامد لموانئ افريقية مهمة في جيبوتي وفي السنغال ،بادارة موانئ دبي العالمية .

      ما هو جديد على الصعيد السياسي و العسكري هو توغّل اسرائيل في المملكة المغربية ، وخاصة بعد التطبيع " المُعمّق " مع المملكة ، والذي شهدَ تطوراً سريعاً في جانب الاقتصاد والثقافة و الناحية العسكرية .

     هيئت المملكة فرصة كبيرة لاسرائيل كي يكون لها حضور سياسي وامني و عسكري في المملكة وفي منطقة المغرب العربي ، و لانفتاح المغرب على اسرائيل وبهذه السرعة و الوتيرة اسباب عديدة ،سنعود اليها في مقال آخر و خاص .

     بطبيعة الحال ،لم ولن تهملْ الجزائر ما يدور في المملكة المغربية ،لا على الصعيد الداخلي ، ولا على مستوى السياسة الخارجية للمغرب و علاقاته الدولية وتعاونه العسكري و المخابراتي مع اسرائيل . الجزائر هي الدولة المعنية الاولى بما يجري في المملكة المغربية .

    كان ، في الامس ، الحساب و العتاب بين الجزائر و المملكة المغربية هو موضوع الصحراء الغربية ( حسب قول الجزائر ) او الصحراء المغربية حسب قول المغرب ، اليوم ،اصبح الحساب موضوعين :موضوع الصحراء و موضوع علاقات واتفاقيات المغرب مع اسرائيل ! اي اصبح حاضر العلاقات و مستقبلها بين البلديّن اكثر تعقيداً و مدعاة للقلق و التوتر ، لاسيما العلاقات الاسرائيلية المغربية يسودها تعاون عسكري متطور ، وتدرك الجزائر الخطر الذي يواجهها بسبب تواجد عسكري اسرائيلي على حدودها .

  ماذا فعلت الجزائر و ماذا ستفعل ؟

ميدانياً ،وعلى الصعيد العسكري ، تشير المعلومات الى قيام الجزائر بتأمين  حدودها مع المغرب بنصب بطاريات صواريخ متطورة ،و بتعزيز علاقاتها العسكرية مع روسيا باتفاقيات توريد سلاح متطور و طائرات متطورة .

   سياسياً واقتصادياً ، ستمضي الجزائر قُدماً و بوتيرة اسرع في توجهها نحو المحور الروسي الاسيوي ، وستعزّز حضورها في المشرق العربي المناهض للجهود الامريكية الاسرائلية العربية الرامية الى تعزيز الوجود الاسرائيلي في المنطقة ، والذي يمضي على حساب الاستحقاقات الفلسطينية المشروعة وعلى حساب استحقاقات الشعوب العربية والاسلامية في استرجاع اراضيها المحتلة و مقدساتها .

       جولة وزرير خارجية الجزائر في المشرق العربي ، وزيارته لسوريا و للعراق ، و بعنوان التحضير للقمة العربية المزمع عقدها في الجزائر نهاية العام الجاري ، ماهي ( واقصد الجولة) الاّ بداية وخطوة اولى لتوجّه الجزائر نحو المحيط المقاوم و الذي يحيط بأسرائيل

      سمحت المغرب لاسرائيل ان تتواجد عسكرياً و أمنياً في محيط الجزائر ،وستكون الجزائر سياسياً في محيط اسرائيل . تمّنينا ان لا تُستثنى لبنان من الزيارة التي قام بها وزير خارجية الجزائر للمنطقة .

     تراقب الجزائر عن قرب ودون انقطاع تطور العلاقات الاسرائيلية المغربية ،وخاصة في جانبها العسكري و الميداني ، ولا نستبعد و وفقاً لتطور العلاقات الاسرائلية المغربية ، ان ترّدْ الجزائر بتعزيز حضور سياسي وفاعل لها في محيطها العربي المشرقي ،وبتعاون عسكري فاعل مع ايران ، وخاصة في جانب الطائرات المُسيّرة والتعاون الامني .

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك