محمد فخري المولى ||
الأسرة عماد المجتمع وهي الأساس لكل بناء حقيقي للمستقبل ، فعندما نتكلم عن الفرد الناجح نحن نتحدث عن مجموعة عوامل اجتمعت بالركن الاساس والمهم لتنتج الفرد الصالح المتزن ، لأنه بدون هذا الفرد الفاعل لن تتحقق وتنفذ كل الخطط والبرامج المستقبلية للعائلة والمجتمع والحكومة والبلد .
بناء على ما تقدم نتوجه بالسؤال الاهم كيف نبني ونحافظ على هذا الفرد...؟
اوجزنا البناء والمحافظة بخمسة الاطواق او الدوائر :
١.الاسرة الطوق الاول
٢.المعارف ( الدائرة المعرفية) الطوق الثاني
٣.المجتمع الطوق الثالث
٤.العشائر الطوق الرابع
٥.الدين الطوق الخامس
لندقق بالاطواق او الدوائر الخمسة الفاعلة والمؤثرة بالاسرة عموما او أي فرد من افرادها الاب ، الام ، الأبناء والبنات .
لنبتدأ الدوائر من الأعلى الخامسة الاوسع الدين الى الدائرة الأصغر الأسرة .
٥. الطوق الخامس الدين
الطوق الخامس الاعلى والاهم ( الدائرة الدينية )
الدين ركن اساس ومهم للعائلة والمجتمع والعشائر وهو من يضع المحددات العليا لقيم وثوابت المجتمع عموما لتؤطر قوانين الدوله به بما يضمن الحرية الفكرية والمعتقد لان البلدان اغلبها متعددة الاديان والطوائف .
لذا يحاول الكثير من أصحاب الاجندات والسيناريوهات الداخلية والخارجية كسر او تججيم هذا الطوق بل يسعون الى تحطيمه .
لان بقاء تأثير الدين بقاء لكثير من الثوابت الأخلاقية المشتركة والعامة للتفاهم بين افرد المجتمع ، والتي تؤسس لقواعد مجتمعية اجتماعية ثابته
بهذه الجزئية يحاول الكثير تشويه منظر الاديان بوضع نقاط الاختلاف والخلاف قبل المشتركات ، طبعا الدول تحاول أن تستثمر المناهج الدراسية الدينية لهذا الامر ومن خلال استحداث درس الأخلاقية والسلوك ، لذلك نوصي دوما أن يتم التركيز على درس ومنهج الأخلاق ، لسببين رئيسيين
الأول : الأخلاق الحسنة والتعامل الطيب موجودة وفاعلة بكل الاديان بل تحث عليه وتدعمه وتعززه .
ثانيا : ببلد مثل بلدنا يضم تنوع ديني عقائدي مجتمعي واسع ، فهو يضم 6 أديان رئيسية و 13 طائفة اما أن تكلمنا عن الأجزاء والتفرعات فحدث ولا حرج ، بظل هذه المعطيات كيف يمكن أن نضع مناهج للتربية الدينية دون ان يثير قلاقل ونعرات بين نسيج المجتمع .
لذا التوجه نحو التثقيف بالاخلاق والسلوكيات العامة التي تحترم المقابل كما يحترمك وفق القانون السماوي والوضعي امر وتفصيل بغاية الاهمية .
الدائرة الرابعة ( العشائرية )
العشائرية سمة قَيمية لترابط عائلي كبير جد اعلى عمام وابنائهم وعندما يتسع صدى افعالهم الطيبه ومواقفهم المشرفة فتسعى العشائر والعوائل والافراد الانظمام لهم لتصل مستوى الاماره وهو ما حدث قبل نشوء الدولة الغراقية الحديثه ومن نتجاها ( الاعراف والسنن ) العشائرية وهي النتاج الحالي للعشائرية ودورها بفض عدد ليس بالقليل من المشكلات والنزاعات وهنا لانتحدث عن تقاطع مع القوانين الوضعية بل تتكامل معها لانه مثلا هناك حق شخصي اضافة للجزء القانوني .
الاعراف والسنائن والقيم المجتمعية نتاج جزء مهم وحيوي وخلاصة للتناغم وتاثير العشائر .
هنا لابد من الاشاره الدولة ان لم تتكامل مع العشائر ضمن رؤية بلد ستكون بتضاد قد يصل ببعض الأحيان الى التقاطع ، فتجد هناك معادلة حاضرة ومتجددة عندما تكون الدولة قوية يقل تأثير العشائر والعكس صحيح
٣.المجتمع الطوق الثالث
الدائرة الثالثة ( المجتمع )
المجتمع هو نتاج ما ترشح وما ترسخ او ما تأثر به من معطيات تحولت الى واقع وضاغط جماهيري على الأفراد ضمن البيئة الواحدة .
فتجد سمات مجتمعية تمثلت بعدة مفردات منها حلال ، حرام ، عيب ( سلوك خاطى ) ، اضافة الى ضوابط اضافية مثل ثقافات مجتمعية اجتماعية بالتعامل منها احترام حُسن الجوار وبعض هذه الثقافات تتحول إلى قيم مجتمعية اجتماعية ثابته الصدق الكرم النظافة العلاقات العامة ( احترام الاخرين) بغض النظر عن الدين والعشيره .
٢.المعارف ( الدائرة المعرفية) الطوق الثاني الدائرة الثانية المحيط المعرفي المقرب
الدوائر الثلاث السابقة بكل ما ترشح عنها من قيم واعراف وثوابت او ما تسمى خطوط حمراء ستتحول الى فواعل داخلية للأفراد طبعا هنا نتحدث عن السلب والايجاب الرضا والامتعاض القبول والرفض .
كل ما تقدم ليضاف للفرد ونحن نركز الضوء على الافراد المقربين من الأهل وثلة من الأصدقاء او بعض المعارف ليكونو مركز القرارات او مركز المؤثرات .
هولاء هم اما دائرة النجاة للاسرة او مصدر شقائها ، لانها ستنقل الى الاسره السلب والايجاب من العادات والقيم والسلوكيات .
١.الاسرة الطوق الاول
الاسرة عليها عبء كبير لانها المرتكز من جهتان
١. نتاج صحيح لاختيار الشريك
٢. تاثير الدوائر الاربعة كقوه ناعمة للاسرة
اختيار الشريك الصحيح سواء الرجل او المراه يجب ان يخضع لمعايير عديدة قد نخصص لها مقاله منفصلة
لكن بالخلاصة تيار يجب ان تكون معايير تبتعد مبدئيا عن المال والجمال .
ان توافق الشريكان سيكون النتاج عائلة تستطيع ان تستوعب بل تحول الاطواق الاربعة الاخرى الى قوة ناعمة ايجابية نحو بناء الاسره وما نشهده من حالات طلاق وحوادث لم نسمع مثلها من قبل الا نتاج للبناء الخاطى الذي سيكون من اخطر نتاجه الابن او البنت بسلوكيات سلبية قد لا تتلائم مع منهج الاسره او العائلة وهو ما افرز عدد من حالات الانتحار لأسباب واهية لاتمت لبعد النظر بشيء
لندقق بهذه الاطواق فهي النجاة للفرد والاسره والعائلة من الاسقاطات السلبية للمجتمع .