محمود الهاشمي ||
يتعرض الشعب الفلسطيني لهجمة صهيونية ارهابية اغتالوا خلالها مجموعة من قادة المقاومة الفلسطينة ،وهم يرتلون الايات القرانية ويستذكرون واقعة الطف الاليمة مرددين (كل يوم عاشوراء وكل ارضٍ كربلاء )!
على مدى الخمسة ايام الماضية وحيث اختار الصهاينة ايام عاشوراء ليهاجموا اهالي غزة والضفة الغربية ويبيحوا القتل والذبح والهدم
بهم في مشاهد لاتوصف ولايمكن تصورها ان العالم يجعل اصابعه في اذانه ويستكبر استكبارا.
واذا كان العالم قد اغمض عينيه عن القضية الفلسطينية ومايجري على الشعب الفلسطيني من ارهاب فان ايران اوقفت مالها وسلاحها وخبرتها واعلامها من اجل دعم المقاومة الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني في محنته .لكن السوال الذي يوجع القلب (اين العرب من القضية الفلسطينية ؟)
يبدو ان العرب قد تنازلوا عن القضية الفلسطينية واوكلوا امر تحريرها الى (ايران) واسترخوا دون ادنى تفاعل مع مايحدث من معارك وحروب وجرائم بحق الشعب الفلسطيني !
الغريب ان الاعلام العربي هو الاقل في التحريض بالضد من الصهاينة فحين يهاجم الصهاينة غزة او الضفة الغربية ينقل الاعلام العربي واقع مايحدث للشعب الفلسطيني اثر الهجمات الصهيونية دون ذكر بطولات المقاومة وتأثير ذلك على واقع اسرائيل من الداخل وكان الاعلام العربي يريد ان يشيع رأيا عاما ان المقاومة اضعف من ان تهاجم (دولة )بحجم اسرائيل وان المقاومة دائما ماتورط الشعب الفلسطيني بحروب ومعارك اكبر من طاقتها ! ومما لاحظته ان التلفزيون الصهيوني نقل مشهدا كيف ان صواريخ المقاومة تتعرض الى اسقاط من قبل (الدفاعات الصهيونية )فراح الاعلام العربي ينقل هذا المشهد لساعات طويلة ليخلق حالة من الاحباط لدى العامة ان صواريخ المقاومة لاتستطيع ان تواجه دفاعات الصهاينة ثم ليروج للبضاعة الصهيونية كي تسوق على انها متميزة في تقنياتها .!
الشيء الغريب الاخر ان بلدانا مثل قطر ومصر سرعان ماتتدخل عندما توميء لها اسرائيل (سرا) لغرض (الوساطة )!
لماذا يدخل العرب وسطاء بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل ؟
الدولتان اللتان تدخلان على خط الوساطة هما مصر وقطر ،والسبب واضح ان مصر لها حدود مع غزة وهي المسوولة عن دخول اي بضاعة او مساعدة الى غزة وكذلك فهي مفوضة بالاشراف على اي مساعدة او مال يدخل لشعب غزة ،وحين ترفض المقاومة الوساطة تخنقها مصر حتى تستسلم !! مثلما سدة على غزة غارا صغيرا تحت الارض وليس نفقا كانت تصل من خلاله بعض المواد الغذائية الى الناس المحاصرة هناك ،ويبدو ان مجيء السيسي كان لهذه المهمة فهو الاكثر مقبولية حتى من الاردن التي كانت هي تتولى هذه المهمة .
اما قطر فغالبا ماتقدم مساعدات مالية الى الشعب في غزة ورواتب الى 100 الف اسرة متعففة ناهيك عن معاونات في مجالات البناء والاعمار للاماكن والابنية التي يطالها القصف الصهيوني ولايمكن ان يردوا لها طلبا فقد (….) لان الشعب الفلسطيني وقادة المقاومة يعلمون حجم دولة (قطر ) وانها لايمكن ان تعمل شيأ خارج الارادات الدولية وان ماتقوم به (تحت النظر)!
الوساطة المصرية تأتي حين تقع اسرائيل في حرج امام ضربات المقاومة كما حدث في معركة "سيف القدس"في رمضان الماضي ومعركة
(وحدة الساحات ) الاخيرة ،وليس عجيبا ان الهجوم الصهيوني الاخير على غزة واغتيال قادة المقاومة جاء اثناء" وساطة مصرية" وحالة من "التهدئة "في الساحة الصهيونية والمقاومة
(والله اعلم )!
استطاع الاعلام الاميركي الصهيوني ومعه الاعلام العربي (العميل )ان يسوق خصما (وهميا )اسمه ايران ،قبل ان يسوق من قبل (الشيوعية والقومية )ثم (الارهاب )على انه عدو للعرب والاسلام وصدق من صدق حفاظا على ابقاء الحكام (العملاء) لاطول مدة في السلطة ،وبذا فان (العرب) باتوا لايتفاعلون مع القضية الفلسطينية والمقاومة بدعوى انها
تتلقى الدعم من ايران ! والسؤال ؛-هل لنا ان نتحجج بايران ونترك قضية الامة "المركزية"؟
ايران ترى من واجبها الديني والانساني ان تقف مع قضية الشعب الفلسطيني منذ ان انطلقت الثورة الاسلامية في ايران علم 1979 وحتى اليوم دون كلل او ملل ،رغم ان هذا الدعم يشكل ثقلا ماليا على ميزانيتها وعلى حساب شعبها المحاصر . وحتى نكون منصفين بقولنا فان البعض من الشعب الايراني -ممن نظرته قصيرة -يرى ان الشعب الايراني اولى بها ،دون ان ينظر الى البعد الاستراتيجي للامة والذي طالما ارادت اميركا ان تدخله في مفاوضات فينا بان تتنازل ايران عن دعم المقاومة فاوجز ذلك المرشد الاعلى السيد الخامنئي إن التنازل أمام أمريكا أو أي قوة أخرى لتفادي العقوبات هو خطأ كبير )وهذا واحد من اسباب صمود ايران على مدى ال(41) عاما
وعدم انهيارها بعد تفرد امريكا وحتى الان .
ان التنازل عن القضية الفلسطينية من قبل العرب لمجرد دعم ايران للمقاومة بمثابة تنصل عن المهمة القومية والدينية والقيمية ولو كان العرب مخلصين لادوا الواجب الذي عليهم وكانوا هم المتصدين بالدعم وبذا حتى لو دعمت ايران فسيكون تحت غطاء عربي اسلامي ولكن دعونا نسال ؛-من ذلك الذي يتجرأ من العرب ان يقدم السلاح المتطور والخبرة الصاروخية ويوازن قوة الردع مع كيان تقف معه دول الغرب باجمعها وبامكانياتها ؟
وفوق ذلك تعلن ايران انها تدعم المقاومة دون ادنى تردد وترى في ذلك واجبا يقول اسماعيل قآني قائد فيلق القدس (إيران "تدعم حزب الله لبنان على الدوام بقدر ما تستطيع) وهذا يتمدد على حماس والجهاد الاسلامي وهم يعترفون بدعم ايران لهم يقول اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة(نتوجه بالشكر لإيران التي دعمت حماس بـ"المال والسلاح والتقنيات)!
لاشك ان المقاومة الفلسطينية لو وجدت بالعرب عونا لها لما تأخرت في الاعلان والسعادة ايضا ولكن رأت انهم بدلا من ان يدافعوا عن فلسطين وقضيتها خانوها والقوا انفسهم بالحضن الصهيوني بما يسمى (التطبيع ) والانكى من ذلك يريدون ان يشكلوا حلفا لحماية اسرائيل من اي اعتداء !!
هناك فرق بين من يؤمن بزوال اسرائيل كما يقول السيد الخامنئي (سوف لن يكون لاسرائيل من وجود بعد 25 عاما المقبلة ) وبين "المحبطين "من القادة العرب الذين يرددون (اسرائيل واقع حال ).
قد يقول البعض ومنهم انا (الحكومات الرسمية العربية هي المهرولة الى اسرائيل اما الشعوب العربية فهي مع القضية الفلسطينية ) هذا صحيح ولكن ؛-هل يستطيع الشعب المصري ان يفتح الحصار الذي يفرضه السيسي على الشعب الفلسطيني ؟ الجواب (حتى الان كلا )!
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha