التقارير

فتنة اسرائيل تعّمق الخلافات بين دول المغرب العربي/ح1


د.جواد الهنداوي ||                  سفير سابق / رئيس المركز العربي الاوربي                 للسياسات و تعزيز القدرات /بروكسل                 في ٢٠٢٢/٨/٢٨.                 لم تسلمْ دول المغرب العربي ( الجزائر و تونس ) من تداعيات اصابة المملكة المغربية بداء التطبيع مع العدو الصهيوني والكيان المغتصب .               ولم نُفاجئ بما آل اليه حال العلاقات بين المغرب و الجزائر وبين المغرب و تونس ، فطالع الشؤم والسوء و التفرقة يحلُّ اينما حلّتْ و امتدت اليد الصهيونية ، فالشرق العربي عاش و يعيش ، ومنذ عام ١٩٤٨ ، في حروب ونزاعات وخلاف ، وانعدام للامن وللاستقرار ، وبسبب الدّاء الاسرائيلي في المنطقة .            هدف اسرائيل هو جعل الدول المحيطة ( دول الطوق الاول ) ، وكذلك دول الطوق الثاني دول ضعيفة و فاشلة ،ضمن استراتيجية توسّعها و هيمنتها . ومن بين وسائلها زرع الفتن و الخلافات في داخل كل بلد وبين البلدان .           رغم تأكيد المملكة المغربية بانَّ التطبيع الرسمي مع الكيان المحُتل لا يؤثر على سياسة المملكة الخارجية ،و يصّبُ في صالح القضية الفلسطينيّة .و ما تتبناه المملكة من خطاب لتبرير التطبيع هو ذات الخطاب الذي تبناه الرئيس المصري الراحل انور السادات  عند زيارته تل ابيب عام في عام ١٩٧٧، و هو ذات الخطاب الذي تبناه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عند توقيعه اتفاقيات  السلام مع اسرائيل ، و التي سُمّيت باتفاقيات اوسلوا . وقد برهّن الزمن على أنَّ التطبيع واتفاقيات السلام ساهما في توسّع اسرائيل وقمع الفلسطينيين و عدم الاعتراف بحقوقهم ، و ساهما في التصفية السياسية للقضية الفلسطينيّة .      علاقات المملكة مع اسرائيل قديمة ،في السّرْ ، وكانت ذات طابع اجتماعي وصبغة يهوديّة وليست صهيونيّة او اسرائيليّة ، اصبحت اليوم ، وبعد التطبيع الرسمي ، علاقة ذات طابع دبلوماسي وسياسي بأمتياز . وتبدوا المملكة وكأنها تتسابق مع الزمن ، من اجل تعميق و توسيع العلاقة لتشمل جوانب اقتصادية و ثقافية و استثمارية وعسكرية و مخابراتيّة ، وليس فقط على الصعيد الجغرافي للملكة ، و انما على صعيد القارة الافريقيّة.       مهّددتْ المملكة استدارتها الرسميّة نحو اسرائيل بمرحلتيّن ،بدايتهما تزامنتا مع وصول الملك محمد السادس الى الحكم ،عام ١٩٩٩، و بعد وفاة والده الحسن الثاني : المرحلة الاولى من حكم الملك محمد السادس تميّزت بتوجهات المملكة سياسياً و اقتصادياً نحو الغرب ، وعدم الاكتراث بقضايا الشرق العربي ، على خلاف والده المرحوم الحسن الثاني ،الذي كان مهتماً بملفات وقضايا الشرق العربي ، وخاصة ملف اسرائيل و فلسطين ، وكذلك بالتطورات الغربية سياسياً و اقتصاديا .     توجّهات الملك محمد السادس نحو الغرب ،جعلتهُ ( واقصد التوجهّات ) يتعايش مع افكار الغرب ، وخاصة فرنسا ، ويتبنى افكار الغرب تجاه السياسة الدولية وملفات الشرق الاوسط ، ومنها ملف فلسطين ، وملف ايران .       المرحلة الثانية من حكم الملك محمد السادس ، والتي تؤشر ، وبقوة استدارة المملكة نحو علاقات سياسيّة و دبلوماسية مع اسرائيل ،بدأت بمجئ السيد ناصر بوريطة ، وزيراً للخارجية في نيسان عام ٢٠١٧ .        أول اجراء سياسي و دبلوماسي ،اتخذهُ السيد الوزير وبعد عام على استيزاره ،هو قطع العلاقات الدبلوماسيّة مع ايران ، بتاريخ ٢٠١٨/٥/١ ، بتهمة قيام ايران بتزويد السلاح والدعم العسكري الى جبهة البوليساريو ، والتي تطالب باستقلال الصحراء المغربيّة . نفتْ ايران الاتهامات  و اعربت عن أسفها لقطع العلاقات الدبلوماسيّة .     كما نفى حزب الله الرواية المغربية بقيام عناصر من الحزب بتدريب مقاتلي جبهة البوليساريو في الجزائر ، وبطلب و بدعم من ايران . وللاشارة وللتوضيح ،دون التفصيل ، من الصعب الاعتقاد بأنَّ الجزائر ،وبما تملكه من سلاح متطور وجيش منظّم ، تضطر ان تطلب من ايران ،الضغط على حزب الله لارسال مدرّبين لتدريب مقاتلي جبهة البوليساريو !      ثاني اجراء سياسي اتخذهُ السيد وزير خارجية المملكة ، لتمهيد الاستدارة السياسيّة و الدبلوماسيّة صوب اسرائيل هو توظيفه لاستراتيجية ألأمن الروحي للمملكة وللشعوب الافريقية  ،التي تبنتها المملكة و شرعتها بقانون منذ عام ٢٠١٥ ، في مهاجمة ايران و التشيّع والربط بينهما ، وذلك في خطاب السيد الوزير ، امام مجلس النواب المغربي بتاريخ ٢٠٢٢/٥/٦ ، حيث قال انَّ " ايران تحاول الدخول الى غرب افريقيا لنشر المذهب الشيعي " ، كما ندّدَ في خطابه بسياسة ايران و دعمها للحوثيين .    أقوال صريحة ، وذات بعد سياسي و استراتيجي،  واضح لمغازلة اسرائيل وطمأنتها على ترسيخ التطبيع المغاربي الاسرائيلي ، وكذلك تهيئة الرأي العام المغربي و الافريقي لموعد قادم وفاعل لعلاقات مغربية اسرائيلية .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك