التقارير

تفجير القرم: اعلان بالبدء باستخدام سلاح الارهاب ضّدَ روسيا ورسالة انذار للمملكة العربية السعوديّة 


الدكتور السفير جواد الهنداوي ||            رئيس المركز العربي الاوربي للسياسات  و تعزيز القدرات /بروكسل          بأستثناء اسرائيل ،ليس لامريكا صديق او حليف دائم ومطمئنْ . ولعل الصديق او الحليف لأمريكا يُمسي و يُصبِح وهو اكثر قلقلاً وضّناً مِنْ مَنْ هو في علاقة عداء او ندّية مع امريكا .       وسائل امريكا و أدواتها بأيذاء الآخر ( خصم ،عدو ،صديق ، حليف ) كثيرة و متنوعة ، و مُعّدة و مُبرمجة وفقاً لسلوكيات ذلك الآخر : مِنْ وسائل ناعمة معروفة الى وسائل غليظة قوامها السلاح و الاغتيالات و التفجيرات و الارهاب ، و وسائل بلباس اممي قانوني كالعقوبات الاحادية و الحصار .      تقفُ امريكا اليوم ، وبعد القرار الروسي السعودي والصادر باسم ( اوبك زائد ) ، والقاضي بتخفيض انتاج النفط ، امام حالة " طفحَ الكيّلُ " ،لم تعّدْ تُطيق تلّقي أللّكمات الواحده تلو الآخرى ؛ توريط الشعب الاوكراني  في حرب ادّتْ ، لتاريخ اليوم ،الى انضمام اربعة اقاليم  الى روسيا ؛ تملمّل الشعب الاوربي ازاء نتائج الحرب و انعكاساتها السلبية ، والمتمثّلة بأزمات ارتفاع الاسعار و الطاقة و الحالة الامنيّة و خوفهم من استخدام السلاح النووي ؛ صمود لبنان و تمسّكه بحقوقه ،رغم التهديدات الاسرائيلية و الامريكية ، واستعداد المقاومة في لبنان لخيار الحرب ، خيار ،تحاول امريكا تجّنبهِ في الوقت الحاضر لمستلزمات ألمرحلة و ظروفها ؛ فشل امريكا في اتمام الاتفاق النووي مع ايران قبل شهر نوفمبر القادم حيث موعد انتخابات الكونغرس الامريكي ، وتمسّك ايران بشروطها و اولياتها ؛ نُضيف على كُلَّ ما تقدم تبعات الحرب في اوكرانيا على الداخل الامريكي اقتصادياً وعلى مستوى الخزين الاستراتيجي النفطي .      لم تكتفْ امريكا بمواجهة روسيا ،بشكل غير مباشر ،عن طريق قيامها وحلف الناتو والمانيا وغيرهم ،بتزويد الجيش الاوكراني وجماعاته المسلّحة بالاسلحة المتطوّرة الحديثة ، وانما وسّعتْ نطاق مواجهتها و ردود افعالها  لتشمل حلفاء روسيا ،وفي مقدمتهم سوريا ،حيث شّددتْ من اجراءاتها المتخذة ،ضّدْ سوريا ،بموجب قانون قيصر ،ليشمل الحصار المفروض وبموجب القانون المذكور قطاع النفط و الكهرباء ، فهي ( امريكا ) لم تقف فقط عند سرقة النفط السوري من حقول النفط شرق الفرات و تمريره بالتعاون مع قوات قسد الى تركيا ،لغرض بيعهِ ، وانما منعت على سوريا استيراد الطاقة ( النفط و الغاز والكهرباء ) ، وادرجت هذه الخدمات ضمن الممنوعات بموجب قانون قيصر .     منذ اصدار قرار اوبك زائد بتقليص انتاج النفط و الصحف الامريكية لم تتوقف عن التحليل والتعليق على الحدث و تداعياته السياسيّة و الاقتصادية . يستفهم ويتساءل كثيرون عن موقف المملكة العربية السعودية في المساهمة في اتخاذ القرار ،في الوقت الذي تطالب امريكا و الدول الغربية بضرورة زيادة الانتاج من اجل سّد حاجة الاسواق . يرى البعض بأن القرار الروسي السعودي المُتخذ يساهم في تفاقم الازمة الكمّية و السعّرية للنفط ، وهو  بالتالي لا يتماشى مع حاجة ومصالح امريكا و الغرب ، ويصفُ هذا البعض موقف المملكة العربية بموقف خصم وليس موقف حليف او صديق . و أصبحَت الزيارة التي اجراها الرئيس بايدن الى المملكة في منتصف شهر تموز المنصرم لهذا العام موضوع تنّدر واستهزاء بالرئيس بايدن ،لانها ، وحسب آراء هولاء البعض ،والتي وردت في جريدة الغارديان البريطانية في عددها الصادر يوم ٢٠٢٢/١٠/٧ ، بأنَّ زيارة الرئيس بايدن الى السعودية لم تاتْ بالنتائج المطلوبة و لا بالمواقف المرّجوة من حليف . وتحدّثَ بعض اعضاء الكونغرس الامريكي بضرورة اتخاذ موقف من المملكة،وطالبوا بضرورة قيام الادارة الامريكية بسحب معدات عسكرية امريكية لحماية اجواء المملكة .    لنْ تتردّد امريكا بتفعيل سلاح الارهاب ضّدَ روسيا ، وبذات الطريقة التي سادت ولسنوات في العراق وفي سوريا ولا تزال ، و بأعتراف امريكي"  وغير امريكي " ، وانفجار القرم اليوم ٢٠٢٢/١٠/٨ ، هو البداية لتفعيل سلاح الارهاب  ، وكأنَّ هدف امريكا التصعيد و دفع روسيا نحو استخدام سلاح استراتيجي في الحرب .    ولنْ تتردّد امريكا ايضاً من استخدام ذات السلاح ضّدَ صديق او حليف لاستيائها من موقف او قرار ،تجده امريكا ضارٍ بمصالحها وينال من هيبتها و مكانتها ومصطفٍ مع خصم لها . أولمْ تستخدمْ امريكا سلاح الارهاب في العراق ولسنوات طويلة ، وبينها وبين العراق صداقة و اتفاقية استراتيجية للحماية وللتنميّة ؟      المطلوب ، ومن الآن وقبل فوات الآوان ، و للحيلولة دون عودة الارهاب والحروب و التهديد و الابتزاز للمنطقة تعاون وتضامن عربي و اقتدار عربي بفرز العدو والخصم من الحليف و الصديق و الشقيق ، والمطلوب ايضاً رسم و ممارسة السياسة و اتخاذ المواقف وفقاً لاولويات الاعتبار الجغرافي و المصالح الوطنية و العربية والاقليمية .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك