حازم أحمد فضالة ||
(الاقتصاد الافتراضي في مواجهة اقتصاد الأصول الثابتة)
فصَّلنا في الجزء الثاني (أ) من هذه الدراسة (الاقتصاد الافتراضي)، والآن نفصِّل اقتصاد الأصول الثابتة الذي يواجهه الاقتصاد الافتراضي، وهي المواجهة (الغربية) لروسيا في المسرح الأوكراني، وما يتصل بها.
من أجل ذلك نعرض قراءتنا وتحليلنا في أدناه، للفرع الآخر من العنوان (اقتصاد الأصول الثابتة):
1- ما هي الأصول الثابتة (Fixed Assets)؟
يُعرِّفها المختصون: هي مجموعة الأصول والممتلكات التي لا يمكن تحويلها إلى نقود، وهي من الأصول الملموسة، وهي عناصر غير متداولة لا يمكن بيعها قصدًا للشركات والمؤسسات الاستثمارية، وتتمتع بأهمية مادية ومالية وربحية، وهي عناصر ذات أجل طويل، تُستخدَم زمنًا طويلًا في توليد الدخل، مثل: الأرض، المصانع، مصادر الطاقة… إلخ
2- تتمتع روسيا بنسبة (أصول ثابتة) عالية، فهي تنافس السعودية على المركز الأول في منظمة (أوبك +) لإنتاج النفط، تنتج روسيا (10.478) مليون برميل يوميًا. أما تسلسل إنتاج الغاز عام (2020) بحسب ما أعلنه موقع المال عالميًا، هو:
المركز الأول: أميركا (88.2) مليار قدم مكعب.
المركز الثاني: روسيا (61.6) مليار قدم مكعب.
المركز الثالث: الجمهورية الإسلامية (24.2) مليار قدم مكعب.
3- الاحتياط العالمي من الغاز، بحسب ما أعلنه موقع الطاقة، هو:
المركز الأول: روسيا (37.7) تريليون متر مكعب.
المركز الثاني: الجمهورية الإسلامية (32.1) تريليون متر مكعب.
المركز الثالث: قطر (24.7) تريليون متر مكعب.
4- الدول الأولى في إنتاج الحبوب، القيمة: مليون طن متري، المصدر: (البنك الدولي) عام (2020):
أولًا: الصين (617,482,978)، أي: ستمئة وسبعة عشر مليون وأربعمئة واثنان وثمانين وتسعمئة وثمانية وسبعين طنًا متريًا.
ثانيًا: أميركا (434,875,197)
ثالثًا: الهند (335,035,000)
رابعًا: روسيا (130,037,708)، أما أوكرانيا التي تسيطر روسيا الآن على أفضل موانئها وأكبرها، فالكمية: (64,342,357)
ودول مثل: البرازيل: (125,568,280)، باكستان (42,540,915)، الجمهورية الإسلامية: (22,012,721) جنوب إفريقيا: (18,237,226)
هذه الدول -باستثناء أميركا- موزعة بين منظمتَي: شنغهاي التعاونية، ودول بريكس، بريكس التي تتمتع بحجم الناتج المحلى الإجمالى: (16.4) تريليون دولار، أي: نسبة (22.3%) من الحجم العالمي.
5- ذكر موقع (SPGLBAL)، أنَّ روسيا هي الدولة الأولى عالميًا في تصدير القمح، إذ بلغت صادراتها في: 2020-2022؛ (37.3) مليون طن سنويًا.
أما أوكرانيا التي تسيطر روسيا الآن على أفضل موانئها وأكبرها؛ فهي في (المركز الخامس) عالميًا، إذ بلغت صادراتها في: 2021-2022 (18) مليون طن سنويًا.
6- ذكر (مجلس الذهب العالمي - World Gold Council) في: آذار-2022، أنَّ روسيا في (المركز الخامس) عالميًا بين الدول التي تمتلك أعلى كمية احتياط من الذهب؛ إذ تملك روسيا (2298.5) طن.
العقوبات الأميركية - الأوروبية على روسيا زلزال أوروبي
1- الاقتصاد الغربي هو (اقتصاد افتراضي 80-90%)، حاول مواجهة (اقتصاد الأصول الثابتة - الاقتصاد الحقيقي 90%)، لكنه تشظَّى على أسواره! وبدأت الضربة الارتدادية للعقوبات الغربية ترتد إليهم؛ دون الإضرار بموسكو.
2- كانت قيمة اليورو قبل الحرب (1.15) من الدولار، لكنه انخفض متذبذبًا إلى (0.9)؛ أول مرة منذ عشرين عامًا، وانتعش سعر الروبل الروسي، إزاء الدولار أكثر من (50%) عن سعره قبل الحرب، وهو مغطى بالذهب الآن.
3- العصب الرئيس لأسواق أوروبا واقتصادها وتجارتها وعملتها… هو الغاز الروسي الرخيص، أرادت أوروبا تخفيض سعر الغاز الروسي أكثر، لتتمتع بالقدرة التنافسية الأعلى في مواجهة الصين! ولتقييد نسبة نمو الصين، وإنعاش أوروبا. لكن! هذا الحلم الأوروبي قد انتهى الآن.
4- إنَّ ارتفاع سعر الطاقة في أوروبا، يُفقِد شركاتها ومصانعها القدرة التنافسية كلها، وبعدها يبدأ الكساد، وغلق المصانع والشركات الكبرى، أي: زيادة البطالة… والتضخم وارتفاع الأسعار، وبدأت أوروبا برفع سعر الضريبة على شركات الطاقة، وتوجيه المواطن بتخفيض الاستهلاك!
5- إنَّ زيادة (سعر الفائدة في أوروبا يُعَطل عملية الاستثمار لأنَّ الاستثمار يعتمد على الاستدانة بنسبة تصل (90%)، وعندما ترتفع نسبة فائدة المديونية؛ يفقد الاستثمار جدوته، وفرص العمل تتراجع، ولن تكون (زيادة الأجور) حلًا، لأنَّ الزيادة تُضخِّم الكتلة النقدية؛ وهذا يُخَفِّض قيمة العملة، ويرفع الأسعار. أما عدم زيادة الأجور، فيعني تأسيس عملية (إفقار المجتمع)، وهذا يعني الاحتجاحات والثورات الشعبية، والقمع الحكومي، وهذه أزمة أوروبية ستكون معقدة متعاظمة دائم
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha
