حازم أحمد فضالة ||
(ماذا تريد أميركا - التوصيات)
أكملنا الجزءَين من هذه الدراسة، والآن وصلنا إلى الحزء الثالث (الأخير) منها، نحاول في هذا الجزء عرض قراءتنا وتحليلنا للأسباب التي دفعت أميركا للتشجيع على حرب الغرب على روسيا في أوكرانيا قبل بدايتها، والتبشير بها، حتى أنَّ زيلينسكي (رئيس أوكرانيا) ذكر أنَّ بايدن متحمس للحرب أكثر من روسيا نفسها!. سنعرض كذلك التوصيات.
· ماذا تريد أميركا؟
1- ذكرنا في الجزء الأول من هذه الدراسة، أنَّ العناصر الإستراتيجية الثلاثة لقوة أميركا العظمى؛ هي: القطبية الأحادية، العملة العالمية (الدولار)، النظام المصرِفي العالمي (سويفت: جمعية الاتصالات المالية العالمية بين المصارف)
(The Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunications)
وقلنا إنَّ أميركا خسرت (القطبية الأحادية)، وهي في طريقها لخسارة العنصرَيْن بعدها.
2- أميركا أيقنت أنها فقدت مركزيتها في العالم القديم، وأنَّ العالم الجديد المتعدد بدأ يتشكل، ومجلس الأمن الدولي بدأ ينقسم، وهذا العالم سيُنشِئ عملة احتياط عالمية، ونظام مالي مصرِفي؛ إذن لا بد أن تحتل أميركا المِساحة المناسبة لاقتصادها، لتحاول الحفاظ على عامل القدرة التنافسية، أي: الموضوع اليوم (اقتصادي) أكثر مما هو (سياسي، عسكري).
3- أميركا تعلم أنها لا تستطيع البقاء طويلًا في قارة آسيا، لذلك اختارت (أوروبا)، مع حلفائها نحو: أستراليا، اليابان، وبدأت أميركا قطع سلاسل توريد الطاقة والاقتصاد بين روسيا وأوروبا، وهي متهمة مع بريطانيا بتفجير أنبوب الغاز الروسي نوردستريم (1، 2) في: 26-أيلول-2022، الذي كان الأمل الأخير لعقد صفقة سلام بين روسيا وأوروبا، وبدأت أميركا شحن (الغاز المسال) إلى أوروبا، لكن! كما ذُكِرَ في مقال عنوانه: (ماكرون انتقد أميركا بسبب ازدواج المعايير في سياسات الطاقة)، على (أويل برايس – Oil Price)، في: 22- تشرين الأول -2022:
(زادت صادرات أميركا من الغاز الطبيعي إلى فرنسا بنسبة (421%) في الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2022، لكن قيمة هذا الغاز الطبيعي؛ زادت بنسبة (1094%) في شهر آب وحده، بسبب ارتفاع أسعار الغاز.)
4- أميركا تطبق فكرة الصين: ستضاعف أميركا أسعار الغاز على أوروبا، ونحن نشهد (منطقة نفوذ أميركي)، لكنها بدأت تعرض الإغراءات للشركات الألمانية والأوروبية الأُخَر لنقل شركاتها ومصانعها إلى أرض أميركا، وبدأت ولايات أميركية نحو: فيرجينيا، جورجيا، أوكلاهوما، تعلن اهتمامًا متزايدًا؛ بتقديم حوافز خاصة للشركات الألمانية لنقل أعمالها إلى (أرض أميركا)، بذلك ينتعش الاقتصاد الأميركي (نسبيًا)، وتستحوذ على سوق الغاز الأوروبية في عاملَي: (التدفئة في الشتاء، ديمومة عمل الشركات والمصانع)، وهذه الهجرة الأوروبية بدأت الآن فعلًا.
5- أميركا لا تريد السماح لأوروبا أن تنتمي إلى العالم الجديد، بل تكون المركب الغارق، الذي تتشبث به أميركا الغارقة هي الأخرى؛ لتضع قدمها على رأس أوروبا في القاع قبل؛ آخر شهقة أُكسجين لها.
6- القراءات والتحليلات حتى الآن، لا تشير إلى نسبة عالية من إمكان اشتعال حرب عالمية، أميركا لا تريد الحرب، وروسيا والصين وإيران يعلمون ذلك، لكن تظل الاستعدادات قائمة تحسبًا للأسوأ ولطرد أميركا من آسيا، ويشير تحليلنا إلى أنَّ أميركا بدأت تتنازل عن تايوان في إطار هذه الصفقة؛ إذ ما تفعله أميركا الآن، من استفزاز للصين هو فخ للإيقاع بتايوان، مثل أوكرانيا (أوروبا).
· التوصيات للدولة العراقية
1- اعتماد خطة مرحلية لتخفيض التمثيل الدبلوماسي في قارة أوروبا، نحو: السفارات، القنصليات، الملحقيات الثقافية وغيرها... وكذلك تخفيض التمثيل الدبلوماسي في: أميركا، كندا، أستراليا، اليابان، كوريا الجنوبية.
2- رفع نسبة التمثيل الدبلوماسي في العالم، نحو: دول منظمة شنغهاي، دول بريكس، ماليزيا، القارة اللاتينية: فنزويلا، كولومبيا، البرازيل… إفريقيا: الجزائر، نيجيريا، مالي، تشاد.
3- التعامل في نسبة معينة بالعملة الوطنية في التجارة مع الدول: إيران، روسيا، الصين، تركيا، سورية، لبنان.
4- يكتب المتخصصون، دراسةً من أجل تثبيت قيمة للدينار العراقي بالذهب.
5- تقديم عروض، وتسهيلات، وبيئة آمنة، وقانون استثمار مُحكم؛ للشركات والمصانع الغربية من أجل (نقلها إلى أرض العراق) كما يحدث في أميركا، فالعراق يتمتع بمصادر طاقة جبَّارة (النفط والغاز)؛ لتحافظ على عامل القدرة التنافسية، وإلا! لا توجد فائدة اقتصادية في التعاقد مع الغرب.
انتهى
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha