د.محمد العبادي ||
استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الألماني هانز أودو موتسيل لأربع مرات على خلفية تدخل المسؤولين الألمان في الشؤون الداخلية لإيران ،ومحور التدخلات الألمانية السافرة هو الدفاع عن حقوق الإنسان !!!
وقد تم إبلاغ السفير الألماني باحتجاج إيران واستنكارها الشديد .
لا أدري كيف يبني الألمان مواقفهم ضد النظام الإيراني؟! هل يبنون مواقفهم في ضوء مايصلهم من تقارير ومعلومات من منظمة مجاهدي خلق ( منافقي خلق )،ومن الأحزاب الكردية الإنفصالية؟ أم يأخذون معلوماتهم من مواقع التواصل الإجتماعي ( السوشيال ميديا)؟
قرأنا وسمعنا بأنّ المواقف الصحيحة تستقي أصول معلوماتها من القنوات الرسمية مثل مايصل من صفوة المعلومات التي يعكسها السفير عن ذلك البلد ، أو الإستماع إلى تقييم الأجهزة الأمنية ورؤيتها للموضوع في حده الأدنى والأقصى ،أو ماتقوله التقارير الإعلامية الموثوقة ،والتداول مع الخارج ،والتشاور مع الداخل ،وبعد ذلك يتبلور الموقف الرسمي وفقاً لمبادئ القانون الدولي والعلاقات الدولية في إحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
الموقف الألماني من الأحداث التي هدأت فورتها لم يكن بناءً وانحاز إلى أعمال الشغب والتخريب تحت ذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة .
ربما نصدق ( حكاية حقوق الإنسان ) لو إنطلقت من بلد لم تكن له سوابق في قتل الإنسان ،نصدق حكاية حقوق الإنسان لو نطق بها الشعب الفلسطيني ،أو الشعب اليمني، أو اللبناني أو السوري أو العراقي أو الأفغاني ،لكن ان يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان أولئك الذين نهبوا ثروات الشعوب ومزقوا أراضيها وقتلوا أبنائها فتلك بلية بينة.
ألمانيا أول بلد ابتدع الأسلحة الكيماوية واستخدمها في الحرب العالمية الأولى وقد كان من ضحايا هذا السلاح( ٢٦٠) ألف من المدنيين ناهيك عن الضحايا العسكريين .
إنّ برامج الأسلحة الكيماوية في العراق قد شارك في إنشائها الشركات الغربية الهولندية والفرنسية والبريطانية والألمانية ،لكن نسبة ألمانيا في تلك البرامج حوالي ٨٠% ،وأهم الشركات الألمانية هي (كارل كلوب) ،و( بيلوت بلانت) .
من آثار الأسلحة الكيماوية هي ( وجود ٦٠ ألف في إيران حالياً؛ معاق بالأسلحة الكيميائية ،بينهم١٢٠٠ إمرأة).
هذا فضلاً عن الذين قتلوا على الفور من استخدام الأسلحة الكيماوية في أثناء الحرب .
أليس هذه الإصابات هي انتهاك لحقوق الإنسان وخرق لبروتوكول جنيف ١٩٢٥م الذي يمنع من استخدام هذه الأسلحة الفتاكة؟!
ألمانيا غير مؤهلة أخلاقياً ان تتحدث عن حقوق الإنسان ،وقد زودت نظام صدام السابق بالأسلحة الكيماوية المختلفة والتي استخدمها على المدنيين في العراق ( حلبچه) وفي ايران( سردشت) وغيرهما من المدن وقد ذهب نتيجة اسلحتها الكيميائية عشرات الألوف ولازال بعضهم راقداً في المستشفيات يتلقى العلاج بشكل يومي .
قبل أيام استنفرت ألمانيا ( ثلاثة آلاف ) من قواتها الأمنية لإلقاء القبض على (٢٥)شخصاً بحجة تدبير إنقلاب ضد الدولة ،ولو وزعنا وقسمنا هذا العدد الأمني الكبير على ( ٢٥) فرداً لوجدنا أنها جعلت (١٢٠) عنصراً لكل فرد في استعراض للقوة وقبضتها الحديدية، مع العلم أنهم لم يمارسوا أعمال التخريب ،فلماذا تستنكر ذلك من إيران عندما يهاجم ويقتل قواتها المشاغبون ؟!
إنها الإنتقائية والإزدواجية في تطبيق المعايير عند الغربيين،حيث إنهم يدورون مدار مصالحهم وحقوق الإنسان يستخدمونها كعصا لضرب الدول المستقلة .
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha