التقارير

استكان چاي عراقي مهيل

1306 2023-01-30

د.أمل الأسدي ||

 

النار سحارة يايابة..وسوالفك هم تسحر!

 

لكل شعب من الشعوب طقوسه الخاصة وعاداته وتقاليده التي تميزه عن غيره،وأحيانا تجمعه مع غيره من الشعوب،وفي العراق  تجد الكرم المتفرد وتشهد حالات عجيبة من الكرم وحسن الاستقبال والإيثار ولاسيما في مواسم الضيافة كأيام الزيارة الأربعينية والزيارة الرجبية وزيارة استشهاد الإمام الكاظم (ع) والزيارة الشعبانية وهكذا حين تدخل كل منزل من  المنازل وفي أي وقت كان.

فنستقبل الضيف بابتسامة طازجة،وكلمات ساخنة لم تذق في حياتها ثلجا ولاسُباتا!!

ولا نسمح للضيف أن يغادر من دون أن نقدم أجود ماعندنا،وتتفنن ربة البيت في صنع أطيب الأطباق العراقية الممزوجة بحنان الأم ومحبتها لأسرتها وللناس جميعا!

ثم يأتيك (الچاي المهيل المخدر) ولابد أن يكون ساخنا لاذعا،فلا نقدمه  فاترا أو بحرارة صامتة!

لابد أن يكون من (راس القوري) وبأجمل(الاستكانات) ولابد أن تركض رائحته نحوك قبل أن يأتيك!

ولاسيما وأنه يُترك(ليتخدر) علی نار(اللمپة أو المكينة) أو جمر الفحم أو الخشب أو (الصوبة) شتاءً،وكثيرا ما نفضل أن نصبه أمام الضيف كي يكون بأوج حرارته،وكي يشعر الضيف بدفء المنزل ودفء(اللمة) وكأنه بين أهله وأسرته!

وليس من طبعنا ـ غالبا- أن نقدم القهوة،فنحن جميعا نميل الی الشاي،ونتغزل به ونقول:(هذا چاي يعدل الراس)(وهذا چاي يصعد للدماغ) وكذلك ليس من طبعنا أن نفرغ الشاي في(الترمز) فيكون باردا بعض الشيء، ولونه(خابط) فنعد ذلك عيبا وليس من الكرم و لا من الاهتمام بالضيف!

وأستغرب كثيرا  الغزو الذي يلاحق عاداتنا وطقوسنا،فالأسواق مليئة(بالترامز) المكتوب عليها (شاي أو قهوة) وهذه ليست من بيئتنا وليست من عادات أهلنا،فنحن نبحث عن الأشياء الطازجة الساخنة المعبرة دوما،ومثل ذلك نسمع من الشباب كلمة(فديت)وكلمة (حبيت) نسمعها باردة غريبة عن محبتنا المشتعلة التي  تقول:(فدوة اروحلك) وتقول:(يابعد روحي)فشتان بين عاداتنا و(حچاياتنا الحلوة) تلك(الحچايات) التي تجعل الساعات كأنها دقائق سريعة ،والحچايات الميتة المتصحرة حية ضاحكة،ورحم الله جدي الشيخ جاسم محمد الأسدي إذ كان يصلي  الفجر ويبقی مستيقظا،فيشعل(منقلة الخشب)  في باب منزله في الكرادة الجميلة،وتناوله جدتي( قوري الچاي المهيل فيخدر علی الجمر) ويجتمع الجيران حوله صباحا،لتمر الساعات خاطفة مسرعة،وتسمع كلمات المحبة من الوجوه الجالسة المحلِّقة  حول (المنقلة) وحول(سوالف جدي):

خل نگوم لاشغالنا،النار سحارة يا يابة وسوالفك هم تسحر!

 

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك