تماشيًا مع التركيز العالمي حول الأجسام الطائرة خلال الأسبوعين الماضيين، اعتبرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن "مناطيد التجسس" باتت سلاحا ذا حدين للقوات الروسية في أوكرانيا، حيث يمكنها جمع معلومات استخباراتية، كما يمكنها أيضًا استنزاف الدفاعات الجوية لكييف.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكرملين كثف من استخدام مناطيد التجسس هذه خلال الأيام القليلة الماضية، حيث كانت مهمتها – وفقًا للمزاعم الأوكرانية أيضًا - جمع المعلومات الاستخباراتية، وإعاقة الدفاعات والطائرات الحربية الأوكرانية قبل هجوم جوي "مخيف" متوقع للقوات الروسية.
يأتي ذلك، مع ظهور تقارير تفيد بأن الكرملين يحشد الطائرات الحربية عبر الحدود مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب. وقالت الصحيفة، إن هذه المناطيد تعد الأحدث في موجة من المحاولات الروسية لجمع المعلومات الاستخبارية، واستنزاف الدفاعات الجوية الأوكرانية وإعاقة استخدام الطائرات الحربية.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤولين عسكريين غربيين قولهم، إن بعض هذه المناطيد تتمتع بقدرة على التصوير، بالإضافة إلى احتوائها على عاكسات لتشويش موجات الراديو التي تستخدم الرادار للعثور على الأهداف. وأوضح المسؤولون أن روسيا استخدمت هذه العاكسات لمحاولة حماية الأصول القيمة، مثل جسر كيرتش، الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
وأضاف المسؤولون، في حديثهم مع الصحيفة، أن الهدف الآخر من المناطيد هو تحديد مواقع أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية التي يمكن مهاجمتها لاحقًا، فضلاً عن جر أوكرانيا إلى استخدام مخزونها من الصواريخ والذخيرة المضادة للطائرات قبل الضربات الجوية.
وأكدت المصادر العسكرية، أنه من الصعب اكتشاف المناطيد التي تطير على ارتفاعات عالية عبر التيارات الهوائية لأنظمة الرادار المصممة بشكل عام لتتبع الأجسام الجوية سريعة الحركة مثل الطائرات الحربية والصواريخ. وصرح يوري إحنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، إن الروس "يستغلون ذلك عندما يكون الطقس في مصلحتهم".
وبدأ الاهتمام العالمي المتزايد تجاه الأجسام الطائرة المجهولة في أعقاب إسقاط بالون تجسس صيني مشبته به فوق الولايات المتحدة أوائل الشهر الجاري. كما أسقط الجيش الأمريكي ثلاثة أجسام أخرى على الأقل يعتقد أنها مناطيد فوق أمريكا الشمالية أوائل الأسبوع الجاري.
في سياق متصل، نقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن مسؤولين عسكريين أوكرانيين قولهم، إن روسيا "غيرت تكتيكاتها" العسكرية خلال الفترة الأخيرة مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب في 24 فبراير الجاري، حيث أبلغ سلاح الجو الأوكراني عن موجات جديدة من ضربات صاروخية متواصلة استهدفت مناطق مختلفة من البلاد طوال أمس.
وقالت المصادر العسكرية، إن موسكو استهدفت البنية التحتية الحيوية في عدة مناطق بشمال وغرب البلاد "بمزيج من الصواريخ المختلفة"، مشيرين إلى أن روسيا أطلقت لمدة ساعتين متواصلتين حوالي 32 صاروخا، بينها ثمانية صواريخ "كاليبر" من فرقاطة في البحر الأسود، وصواريخ موجهة جوًا، وصواريخ مضادة للسفن.
ونقلت المجلة عن أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قوله: "لقد غير الروس تكتيكاتهم إلى حد ما. إنهم يجرون استطلاعًا نشطًا ويستخدمون أهدافًا خاطئة لترهيب الأوكرانيين قبل الهجوم المتجدد المزعوم".
https://telegram.me/buratha