نعيم الهاشمي الخفاجي ||
سؤال واقعي يطرحه جميع الناس محتوى السؤال يقول من أجَّج النزعات الطائفية، هذا السؤال شغل حديث عامة الناس والساسة والكتاب والصحفيين ومراكز الأبحاث، هناك حقيقة قوى الاستعمار هي من صنعت الوهابية لاسقاط الدولة العثمانية، وسقط مشروع الوهابية للدولة السعودية الوهابية الأولى من خلال القائد المصري ابراهيم باشا، لكن عندما أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب العالمية الأولى ضد الدولة العثمانية إعادة دعم الوهابية بعد أن خدعوا مفتي مكة عندما اعطوه وعود في إعطاء العرب مملكة يكون هو ملكها.
بريطانيا وفرنسا خدغت مفتي مكة والعرب السنة في إسقاط الدولة العثمانية، دائما العرب مخدوعين وليومنا هذا، عندما تم هزيمة الدولة العثمانية، قسمت بريطانيا وفرنسا العرب إلى ٢٢ دولة ونصبت حكام خونة، وقامت بتسليم نجد والحجاز إلى عبدالعزيز سعود ووهابيته.
لذلك تعتبر الوهابية أحد أهم أدوات الصراع في المنطقة لما يتسم بها من عدوانية عقائدية وسطحية فقهية بفهم بدوي متخلف، النظام السعودي أنشأ لغرض واحد وهو نشر الطائفية والكراهية والتكفير بالعالم العربي والإسلامي، لذلك لم يكن اشتغال السعودية على الماكينة الطائفية حالة طارئة بل من منطلق عقائدي، كل صراعات دول منطقة الشرق الأوسط برمتها وماحدث بها من أعمال قتل وذبح وسبي والعمل على تخريب دول عربية وتمويل حروب الناتو الساخنة والباردة، وتمويل تدمير العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والجزائر ونشر القتل في نيجيريا والدول الأفريقية في دول الساحل والصحراء، كلها بتمويل من السعودية خدمة للمصالح الاستعمارية.
ماقامت به السعودية ووهابيتها من تدمير للدول العربية والاسلامية هو العبث بالهوية والنسيج الإسلامي الواحد، الغاية تنفيذ مخططات قوى الاستعمار، هناك حقيقة ليس جديدا علی السعودية الوهابية تغذيتها للصراعات الطائفية في كل بلاد العرب ووالغاية خلق المزيد من التمزيق في نسيج الشعوب العربية والإسلامية وتغذية وإشعال المزيد من الفتن والهدف الأساسي أضعاف الدول العربية والإسلامية لصالح مشاريع الاستعمار، لو سألنا اي انسان عن سبب نشر السعودية للكراهية ودعم العصابات الإرهابية ياتيك الجواب، بأن تلك السياسة تخدم أعداء العرب والمسلمين، كان الاعتقاد لدى دول الغرب أن الوهابية تحارب الشيوعية نيابة عنهم، انتشار العصابات الوهابية وتدمير دول عربية عديدة تسير وفق مخططات مدروسة في زرع الفتن الطائفية في كل دولة عربية مؤثرة لاستنزافها واشغال الدول العربية التي كانت تتبنى القضايا العربية، بصراعات داخلية في محاربة الفكر المتطرف وعدم دعم قضية العرب والمسلمين الاولى، اذا دققنا بالبحث حول تاريخ نشوء الحركة الوهابية والدولة السعودية، نجد أن بريطانيا هي من دعمت الحركة السعودية الأولى والثانية، لذلك الوهابية وال سعود، جائوا للحكم في إطار مشروع الدول الكبرى الاستعمارية لمنطقة الشرق الأوسط، السعودية ومشيخات الخليج من أسس دولهم ودعم انظمتهم دول الاستعمار، وجودهم كان ولازال ضمن أساس مشاريع استعمارية لتحقيق مصالح دول الاستعمارفي المنطقة، بريطانيا وفرنسا من صنعت هذه الأنظمة لكن بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت هذه الدول تحت العباءة الامريكية، وقد وصفهم ترامب في الأبقار الحلوبة، وكان صادق بقوله.
لعبت السعودية ودول الخليج البترولية دور مهم في تخفيض أسعار البترول طيلة القرن الماضي وتم حرمان الدول العربية والإسلامية وروسيا من بيع البترول في اسعار جيدة، بل وظب بترول الخليج بنشر الوهابية وتمويل حروب الناتو الباردة والساخنة، تم مقاتلة السوفيت بأموال السعودية والخليج وايضا المدرسة السعودية الوهابية جندت مئات آلاف الإرهابيين لقتال السوفيت واستنزافهم في افغانستان، بل مجاميع الوهابية دمرت الشيشان وخلقت مشاكل إلى روسيا، وعاثت في الجزائر وأفغانستان وسوريا واليمن وليبيا قتلا وذبحا، بل الوهابية استنزفت خيرات نيجيريا واضعافها ومنعها من تزعم القارة الأفريقية واشغالها بحرب داخلية ذهب ضحيتها مئات آلاف الضحايا.
بظل وجود الفكر الوهابي الصراع الطائفي يبقى مستمر وفي ديمومة سوف يستمر لعقود من الزمان لاستنزاف موارد الدول المبتلية بالفكر الوهابي في استنزاف الموارد المادية والبشرية.
من صنع الوهابية فهو المستفيد الأول والأخير من إثارة النعرات الطائفية وزعزعة استقرار الأوطان المستهدفة، من مصلحة الإمبرليالية والدول الاستعمارية وجود الوهابية وأنظمتها الرجعية المتخلفة، لذلك أبقار الخليج ماهم سوى عبيد ينفذون سياسات تملى عليهم، وهناك حقيقة قالها الحلاب ترامب، في حال جفاف حليب البقرة الكبيرة سوف نقوم بذبحها، وزير المستعمرات البريطاني مستر همفر لم يكن غبي، فهو جمع شيخ دين يفسر الإسلام بعقلية بدوية وهو ابن عبدالوهاب مع زعيم قبلي طامح لحكم الجزيرة العربية وهو ابن سعود، همفر ذكي بارع بذر بذرة للطائفية نبتت بعد أن عمل بذرة جمع
بين شيخ متطرف لعمل فقه وهابي متطرف مع ابن سعود القبلي الطامح للحكم من خلال التعاون و الانصهار والاندماج أنتج لنا فكر ظلامي وحاكم يوزع الأموال لنشر الفكر الوهابي في كل دول العالم.
السعودية ساهمت بعائدات البترول الضخمة في تجنيد التكفيريين والمفخخين والقتلة وإرسالهم إلى بؤر الصراع التي تحددها الدول الاستعمارية التي توجههم، نجحت دول الاستعمار في زرع الكراهية والتكفير وشق وحدة الصف الإسلامي وتحطيم دول عربية لها مكانتها بالشرق الأوسط، المال الخليجي والفكر الوهابي خلق فوضى داخلية وأشعل صراعات مذهبية لتحطيم وإضعاف الكثير من الدول العربية والإسلامية المؤثرة.
بعد ثبوت الفكر الوهابي والمال السعودي والخليجي في تمويل الحروب الساخنة والباردة لدول الاستعمار، وتمويل وتسليح العصابات التكفيرية وتدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا والجزائر وأفغانستان والجزائروووو العديد من الدول المستهدفة، تجد مستكتب وهابي سعودي يحاول خداع الناس حيث كتب يقول،، من المستفيد من التطرف، والأخ يتقدم اسمه حرف الدال، بالاشارة انه دكتور، والمصيبة عضو الجمعيّة الوطنيّة لحقوق الإنسان وعضو مجلس إدارة مركز الملك عبدالله العالمي لحوار الأديان والحضارات في فيينا.
هذا الكذاب الذي ولد وعاش في السعودية منبع الفكر الوهابي الذي يقسم المواطنين بالسعودية وفق الانتماء المذهبي، يقول،كنا دوماً نسمع، قبل السبعينات، أن سكان الحي في العراق أو في عدد من الدول الخليجية، سنّة وشيعة، يتجاورون ويتزاورون ويتهادون ويتعاونون ويعود بعضهم بعضاً لعشرات السنين دون أن يعرف جار الهوية المذهبية لجاره، ودون أن يتحسس أو يتجسس لكشف هذه الهوية، شعارهم ولو لم ينطقوه «لكم مذهبكم ولي مذهبي» و«الخلاف في المذهب لا يُفسد في التعامل قضية».
ويستمر في سرده وكأن من يقرأ مقاله شخص يعيش في جنوب شرق آسيا وليس في العراق أو بالجزيرة العربية ويعرف ما فعله الوهابيون في الاحساء ومكة والمدينة المنورة ونجران وعسير والطائف من قتل وذبح، بل في المدارس السعودية يدرس قول إلى محمد بن عبدالوهاب، في مطلع كتابه الاعتقادات العشر، وللاسف هذا الكتاب يدرس في المدارس الابتدائية والمعاهد والجامعات المدنية والدينية ابسعودية، يقول، من اتبعَ ملتنا له مالنا وعليه ما علينا ومن لم يتبع فهو كافر (حِلٌ دمهُ ومالهُ وعِرضه )، هذا الكلام التكفيري يدرس في مدارس السعودية فكيف يكون لون وشكل التعصب والتطرف الوهابي.
بل حاول هذا السفيه، تحميل القوى القومية بنشر التطرف، أقول إلى هذا الأحمق لولا وهابيتكم لما قتل مئات آلاف المواطنين بالجزائر والعراق وسوريا وأفغانستان وغيرها، يحاول هذا المستكتب تحميل ضحايا الإرهاب في أنهم هم مسؤولين بنشر التطرف، وكالعادة حاول القاء ذلك على الثورة الاسلامية، رغم أن الواقع يثبت أن العصابات الوهابية قتلت عشرات آلاف المواطنين في الدولة الوهابية الأولى وفي الدولة الوهابية الثانية عام ١٩٢٠ واستمر الذبح والقتل في الحجاز إلى عام ١٩٣٤ فهل كانت ثورة إسلامية في إيران وكانت إيران تحت حكم الشاه، فلماذا هذا الكذب، كلام ساذج لا قيمة له أمام الواقع على الأرض.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
10/3/2023
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
