محمد صادق الحسيني ||
· مدينة باخموت (ارتيموفسك) السوفيتية الروسية (او حلب الاوكرانية كما نسميها من حيث الموقع الاستراتيحي) تحت المجهر
هي المدينة الوحيدة في العالم التي أعدها الاتحادز السوفيتي لتصمد أمام الحرب النووية إذا نشبت مهما كان عدد الصواريخ التي ستقصف به.
فلا تستغربوا كيف استطاعت باخموت أن تصمد لشهور أمام قوات فاجنر الروسية؟
الاسم الحقيقي للمدينة أرتيموفيسك، وأطلق الأوكران عليها باخموت عام 2016م في محاولة لطمس هويتها الروسية.
وآرتيموفيسك.. مدينة تقع تحتها شبكة أنفاق هائلة، تحتوي على مخارج عديدة مثل بيوت النمل.. وتلك الأنفاق نتاج الحفر في المناجم التي كان يستخرج منها *"الفحم الحجري، والملح الصخري، والمرمر، وغيرها" *
التي يعود بعضها إلى القرن الثامن عشر، وتخيلوا كيف يمكن أن تصبح خلال قرون من الحفر.
الكثير من مباني مدينة باخموت بنيت على مداخل المناجم القديمة التي ترتبط بالأنفاق بشكل مباشر، ويمكن الانتقال عبرها من مكان لآخر عبر عربات قطار وسكك حديدية التي تستخدم لاستخراج الفحم الحجري والملح الصخري والمرمر.
خلال حقبة الاتحاد السوفيتي، والحرب الباردة مع أمريكا والغرب تم تجهيز بعض تلك الأنفاق بغرف مكتمّة وأعمدة أسمنتية في المناطق الضعيفة، وبناء مساكن وأندية وشوارع وأسواق وثلاجات تخزين وشبكة اتصالات، لتكون ملاجئ آمنة في حال نشبت حرب نووية.
حلف الناتو منذ العام 2014م، بدأ بتجهيز المدينة وأنفاقها وإرسال كميات كبيرة من الأسلحة، واستقدموا الكثير من القوات المدربة من جميع الدول الأوروبية ليسكنوا تلك الأنفاق ويحفظوا دروبها، وأعدوا خطة عسكرية محكمة للقتال فيها وهزيمة الجيش الروسي ليفقد الشعب الروسي والعالم الثقة فيهم كلياً.. متسائلين، كيف يهزم ثاني أقوى جيش في العالم أمام مدينة صغيرة؟
لهذا:
ما يحدث في باخموت "ارتيموفيسك" هو معجزة حقيقية يحققها الجيش الروسي، ويقف الغرب والناتو غير مصدقين أن هناك قوة في العالم تستطيع هزيمة ما أعدوا له هناك، أو أن يتمكن من اقتحام تلك التحصينات المعدة لاحتمال أعتى الضربات النووية.
ولا يوجد في العالم مثل تلك الأنفاق وتجهيزاتها تحت الأرض من مساكن ونوادي وشوارع واتصالات وغرف للقيادة والسيطرة وغيرها سوى في العاصمة الروسية موسكو، وكذلك في فنلندا التي توجد في أنفاقها مسابح وملاهي ومدارس استعدادا لحرب عالمية نووية طويلة.
عالم ينهار
عالم ينهض
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha