حازم أحمد فضالة ||
بدأت السعودية تُظهر خطوات موجبة، في مسار التزامها بالاتفاق بينها وبين الصين وإيران؛ الذي أُعلن في بكين، في: 10-آذار-2023، وكنا قد ذكرنا أنَّ الاتفاق هذا له قيمة إستراتيجية، (https://t.me/Writing_Analysis/3327) وكذلك نقول إنَّ الإستراتيجيا اليوم في العالم هي تقويض المحور الأميركي، أما التكتيك لهذا المحور فهو ليس أكثر من (معارك انسحاب)؛ أي: كل خطوة عدوانية ترتكبها السعودية اليوم هي في إطار التكتيك والمناورة؛ لتعضيد المكتسبات من العالم الجديد، وليست في إطار كسر محور المقاومة أو خدمة أميركا وإسرائيل، فهذا المشهد يجب فهمه جيدًا على وفق هذا التفكيك الثابت.
ماذا قال هنري كيسنجر؟
رصدَ مركزُنا (مركز إنليل للدراسات)، مقالًا وترجمه، يتضمن نقلًا لرؤية هنري كيسنجر للاتفاق الصيني السعودي الإيراني في بكين، على وفق التفاصيل في أدناه:
v العنوان: كيف تُبشِّر الصين ببداية (غرب آسيا) متعدد الأقطاب
الصحيفة: الواشنطن بوست – The Washington Post
الكاتب: ديفيد إغناتيوس.
ملخص رؤية هنري كيسنجر التي ذكرها الكاتب:
1- لا بُدَّ أنَّ هنري كيسنجر، يشعرُ وكأنه يرى حدثًا وهو يُعادُ مرة أخرى؛ إذ يشاهد الصين وهي تتوسط بين السعودية وإيران. تشبه الدبلوماسية الثلاثية إلى حد بعيد انفتاح وزير الخارجية السابق [هنري كيسنجر] على الصين سنة 1971. قال لي كيسنجر في مقابلة أجريتها معه هذا الأسبوع: «إنني أرى أنه تغيير جوهري في الوضع الإستراتيجي في غرب آسيا؛ إذ يوازن السعوديون الآن أمنهم بالتلاعب بأميركا ضدًّا من الصين»، ويلاحظ كيسنجر أن هذا يُشبه ما فعله هو والرئيس ريتشارد نيكسون؛ إذ استطاعا استغلال التوترات بين بكين وموسكو، وحققا التقارب التاريخي مع الصين [سنة 1971].
2- يجادل كيسنجر، أنَّ تهدئة التوترات في الخليج العربي، أمر جيد للأطراف جميعًا؛ على المدى القصير، وإذا كان الرئيس الصيني شي جين بينغ، يريد أن يتولى دور كبح جماح إيران وطمأنة السعودية؛ فحظًا سعيدًا له وهو يفعل ذلك.
3- تحاول أميركا منذ سنة 1979، ثني قوس الثورة الإيرانية نحو الاعتدال، لكن ظهور بكين كصانعة سلام؛ من شأنه أن «يغير الإطار المرجعي للدبلوماسية الدولية في المنطقة»؛ فلم تعد أميركا القوة المهيمنة فيها على أنها الدولة الوحيدة القوية أو المرنة بما يكفي للتوسط في اتفاقيات السلام؛ إذ إنَّ الصين اكتسبت نصيبًا من النفوذ في المنطقة.
4- يُبيِّنُ كيسنجر: «أعلنت الصين في السنين الأخيرة أنها بحاجة إلى أن تكون شريكًا في إنشاء النظام العالمي، وها هي تخطو الآن خطوة مهمة في هذا الاتجاه».
يشير كيسنجر: «يجب أن تأخذ إسرائيل الآن المصالح الصينية بعين الاهتمام، عند الضغط على إيران».
5- إغناتيوس: لقد أصبح غرب آسيا، الذي طالما كان منطقة مواجهة؛ منطقة موازنة القوى، إذ أصبحت السعودية صديقة جديدة للصين وإيران، مع أنها تعمل كذلك مع أميركا؛ إذ تُقدِّم (400) مليون دولار لأوكرانيا، وتُنفقُ (37) مليار دولار على ثمانيَ وسبعين طائرة نوع بوينغ، وتدعم التكنولوجيا الخلوية الجديدة (G5، G6) المعروفة باسم: (O-RAN) التي يمكن أن تحل محل شركة هواوي الصينية.
6- يرى هنري كيسنجر: أنَّ غرب آسيا متعدد الأقطاب سيكون له مخاطره الخاصة؛ حتى وإن كان مُتحفِّظًا ومتوازنًا دائمًا، لكنَّها ستكون لعبة جديدة بقواعد جديدة.
انتهى
v الخطوات السعودية الجديدة:
1- وجَّه الملكُ سلمان يوم الأحد: 19-آذار-2023؛ دعوة إلى الرئيس الإيراني (إبراهيم رئيسي) لزيارة السعودية، بعد أن رحَّبَ الملك سلمان بالاتفاق بين الدولتين.
2- اتفقت سورية والسعودية يوم: 23-آذار-2023، على فتح سفارتيهما، بعد أن دام قطع العلاقات بينهما أكثر من (10) سنين.
3- اجتمع المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، في دورته (155)، يوم الأربعاء: 22-آذار-2023، وذكر في بيانه الذي أصدره؛ في النقطتين: (39-40) تأكيده الحفاظ على وحدة الأرض السورية العربية الشقيقة، واحترام استقلالها وسيادتها على أرضها، ودعم الحل السياسي للأزمة السورية، ودعم الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوري.
(حضر الاجتماع الأمير فيصل بن فرحان آل سعود - وزير الخارجية السعودي)
4- أنصار الله اليمانيون شاركوا في مفاوضات، في جنيف السويسرية، من أجل صفقة تبادل الأسرى،
واتفقت الأطراف على صفقة تبادل تشمل (706) من أسرى أنصار الله، مقابل (181) من طرف الحكومة غير الشرعية في اليمن، بينهم سعوديون وسودانيون. في: 20-آذار-2023.
انتهى
نوصي بمراجعة دراساتنا في هذا المسار؛ لمتابعة العملية التحليلية، في أدناه:
1- التراجع السعودي - العوامل والخطوات في: 11-آذار-2023.
2- اتفاق الجمهورية الإسلامية العظمى - السعودية في: 11-آذار-2023.
3- الاتفاق: الصيني - السعودي - الإيراني(القيمة الإستراتيجية)
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha