عدنان علامه ||
/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
عجزت أمريكا والناتو وأوروبا عن هزيمة روسيا؛ فلجأوا إلى أسلحة وقذائف اليوارنيوم المُنَضَّب
لقد وصلت أمريكا والناتو وأوروبا إلى طريق مسدود في الإنتصار على روسيا باستعمال كافة الأسلحة التقليدية. ووصل مخزون ترسانات الأسلحة الإستراتيجية للدول الأوروبية إلى حده الأدنى في دعم أوكرانيا التي وضعتها امريكا والناتو كرأس حربة لمواجهة الرئيس بوتين.
فإعلان بريطانيا عن تزويد إوكرانيا بقذائف تحتوي على اليورانيوم المنضب هو دليل عجز وإفلاس أمام الزحف الروسي الثابت والمتدرج وعدم القدرة على مواجهته. ويبدو أن أمريكا وحلفاءها قد قرروا تحويل المواجهة إلى حرب ضروس غير تقليدية.
وأما إصرار بريطانيا على"سلامة" هذا النوع من القذائف فهو لتضليل الرأي العام والكذب عليه ويخالف أبسط البديهيات العلمية.
فاليورانيوم المنضب هو البقايا من تخصيب اليوارنيوم في المفاعلات النووية وبالتالي لا يزال يحمل إشعاعات نووية خطرة على السلامة العامة. ويستعمل في القذائف وبعض الذخاذآ لقدرته العالية في إختراق صهر وتدمير الدروع التي يصيبها .
غاليورانيوم المنضب كثيف جداً، وتصل كثافته إلى 19050 كغم/ م 3، وبالتالي هو 1.67 مرة أكثر كثافة من الرصاص وأقل بقليل من التنجستن والذهب، و84% مثل الأوزميوم أو الإيريديوم، وهما أكثف المواد المعروفة على سطح الأرض.
فقذيفة اليورانيوم المنضب ذات الكتلة المعينة لها قطر أصغر من قذيفة الرصاص المكافئة. ويُفضَّل اليورانيوم المنضب على المعادن الأخرى، بسبب كثافته العالية، وطبيعته التلقائية للاشتعال (يشتعل اليورانيوم المنضب عند تعرضه لدرجات حرارة من 600 درجة إلى 700 درجة وضغوط عالية)، وخاصية أنه يصبح أكثر حدة حيث يخترق تصفيح الدروع بسهولة فائقة.
وبدأ السجال الحاد والساخن بين بريطانيا والرئيس بوتين بعد إعلان بريطانيا بأنها ستزود كييف بقذائف تحتوي على اليورانيوم المنضب خارقة للدروع إلى جانب دبابات من طراز "تشالنجر 2" - لكنها أصرت على أن لديها مخاطر منخفضة للإشعاع.
وزعمت وزارة الدفاع البريطانية إن اليورانيوم المنضب "مكون عادي ولا علاقة له بالأسلحة النووية"؟؟؟!!!
وأضافت في بيان أن "الجيش البريطاني يستخدم اليورانيوم المنضب في قذائفه الخارقة للدروع منذ عقود".
وأما الرئيس بوتين فقال إن "روسيا ستضطر إلى الرد إذا أرسلت المملكة المتحدة قذائف مصنوعة من اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا، ولدينا أسلحة كثيرة لم نستخدمها بعد".
واتهم الرئيس بوتين الغرب بنشر أسلحة تحمل "مكوّناً نووياً".
وأمام كذب وزارة الدفاع البريطانية حول "سلامة" قذائف اليوراويوم اورد لكم الحقائق العلمية عن خطورة هذه القذائف وشهادة عالمة بيئية عراقية الني فندت المآسي في العراق نتيجةً لإستعمال اليورانيوم المنضب بكثافة في العراق.
تدخل أجزاء (أو شظايا) اليورانيوم المنضب إلى جسم الإنسان في صورة معدن اليورانيوم أو أكسيد اليورانيوم عن طريق استنشاق الهواء أو تناول الطعام. وحسب الأبحاث الطبية والعملية، فإن أكثر أعضاء الإنسان حساسية وتأثرا لزيادة نسبة اليورانيوم في الجسم وتأثيراته الكيميائية هما الكليتان، حيث تموت وتدمر خلاياهما الأمر الذي يؤدي إلى نقصان فعاليتهما في تنقية السموم من الدم. وتدخل أكسيدات اليورانيوم المنضب إلى جسم الإنسان عن طريق الاستنشاق من الهواء، أو عن طريق بقايا تلوث من اليورانيوم المنضب على اليدين ومنها إلى الفم عند تناول الطعام. وتترسب كميات اليورانيوم المنضب في الكليتين وتدمر معظم أجزاء وخلايا الجسم.
وقد كرّست عالمة البيئة العراقية الباحثة د.سعاد ناجي العزاوي، الكثير من حياتها المهنية لدراسة واحدة من أكثر المشاكل الشائكة الناجمة عن سنوات الحرب في بلدها الأم – ألا وهي تأثير أسلحة اليورانيوم المنضب على البيئة العراقية وعلى صحة الإنسان هناك.
يعتبر اليورانيوم المنضب – وهو ناتج عرضي عن توليد الطاقة النووية – مادة فعالة في القذائف المضادة للدبابات. تصل المادة المشعة إلى درجات حرارة عالية عند الاصطدام بدرع الدبابة: وتصبح ساخنة بدرجة كافية لإذابة الدروع إلى جزيئات دقيقة تحملها الريح كغبار. يجادل دعاة حماية البيئة والعديد من العلماء في كون هذا الغبار المشع يلوث الهواء والمياة والتربة، وله عواقب وخيمة على صحة الإنسان – خاصة إرتفاع حالات الإصابة بشكل واضح بالسرطان وسرطان الدم والعيوب الخلقية الشديدة في المناطق التي استخدمت فيها أسلحة اليورانيوم المنضب.
وبالتالي فإن أمريكا والناتو وأوروبا قد قرروا تغيير قواعد المواجهة من تقليدية إلى مواجهة نووية وخاصة في ظل تهديد الرئيس بوتين الصريح بأن "قذائف اليورانيوم تحمل مكونًا نوويًا". وهذه المواجهة ستشمل حتما كافة الدول التي تدعم أوكرانيا بمثل هذه الأسلحة وتحديدًا بريطانيا التي كذّبت بشأن سلامة هذا النوع من الأسلحة، ولن تبقى داخل أوكرانيا.
فهل ستتحمل أمريكا نتائج تنفيذ تهديد الرئيس بوتين بالرد؟ عليها دراسة ذلك جيدًا، فالنتائج ستكون حتمًا كارثية عليها وعلى حلفائها.
وإن غدًا لناظره قريب
25 آذار/ مارس 2023
https://telegram.me/buratha