عدنان علامه ||
/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
قامر نتنياهو وغامر بتصدير أزمته الداخلية إلى الخارج لعل يكون في ذلك الخلاص من أزماته الداخلية. فنفذ العدوان الغادر على مقر المستشارين العسكريين الإيرانيين في ريف دمشق منذ يومين وارتقى شهيدان من المستشارين نتيجة ذلك العدوان؛ وصعّد من عدوانه فجر أمس على 4 مطارات عسكرية في سوريا وأخرجها عن الخدمة، وتوقع الرد الإيراني السريع. ولكن إيران بحكمتها وصبرها لم تقع في فخ نتنياهو، ولأول مرة احتفظت بحق الرد وهي ستحدد المكان والزمان المناسبين للرد.
فاصبح وضع نتنياهو كبالع الموسى؛ فقد راهن على الرد الإيراني السربع ليعيد الوحدة ولم شمل المستوطنين الذي قطع أوصالهم شر تقطيع؛ ولكي لا يذعن لتهديدات بن غفير التي ستؤدي إلى فرط عقد الحكومة ما لم يوافق نتنياهو على تشكيل ميليشيا خاصة ببن غفير وتأتمر بأوامره فقط؛ وصادق نتنياهو مرغمًا على تشكيل المليشيا في جلسة اليوم بالرغم من تحذير معظم قيادات الكيان المؤقت السياسية والعسكرية بعدم الإقدام على هذه الخطوة الخطيرة قبيل عيد الفصح اليهودي يوم الأربعاء القادم.
إن تشكيل ما يسمى "بالحرس الوطني" تحت امرة بن غفير تحديدًا يمثل خطأً إستراتيجيًا بحيث يتعارض مع أوامر قيادة الشرطة والجيش المولجة بالحفاظ على الأمن.
وأن إنشاء مثل هذا التشكيل هو إعادة إحياء لعصابات الهاغاناه، هاشومير، البالماخ، الأرغون وشتيرن. وقد دعا بن غفير مجموعة "لا فاميليا" العنصرية المتطرفة للإنضمام إلى ما يسمى ب"الحرس الوطني".
إلى جانب هذا الخطر الداهم على الفلسطينيين والصهاينة فى آن؛ يحاك تحت الطاولة وفوقها من جماعة اليمين المتطرف برئاسة بن غفير مؤامرة خطيرة على المسجد الأقصى غير آبهين لمشاعر الفلسطينيين ومسلمي العالم في هذا الشهر الفضيل؛ وتتلخص المؤامرة المبيتة بذبح القرابين داخل المسجد الأقصى في عيد الفصح اليهودي يوم الأربعاء المقبل.
وتبرز أهمية الاعتكاف المبكر في ظل دعوات مكثفة من قبل ما تسمى "جماعات الهيكل" الاستيطانية -وعلى رأسها جماعة "حوزريم لهار" أي "العودة إلى جبل الهيكل"- لذبح قربان عيد الفصح داخل الأقصى. ولذا عملت الشرطة على تدنيس المسجد القبلي مسأء أمس لتفريغ المسجد من المرابطين بداخله.
ونشرت الجماعة المتطرفة في 22 مارس/آذار الماضي إعلانًا باللغة العربية في البلدة القديمة للقدس وعلى مواقع التواصل تغري فيه القاطنين قرب الأقصى بتخزين القرابين مقابل أجر مادي، كما دعت أنصارها للتجمع على أبواب المسجد عشية العيد في الخامس من أبريل/نيسان الجاري لذبح القربان.
ويوم الأربعاء الماضي، أرسل 15 حاخامًا متطرفًا كتابًا إلى رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يطالبون فيه السماح بذبح القربان داخل الأقصى، إضافة إلى الإعلان لاحقا عن جوائز مالية أعلاها 5500 دولار لمن ينجح بذبح القربان في المسجد.
وبالتالي فإن تشكيل ميليشيا خاصة ببن غفير قبيل عيد الفصح اليهودي، ومؤامرة المتطرفين العنصريين بذبح القرابين الأربعاء المقبل هو بمثابة إعلان حرب على كل الفلسطينيين ومسلمي العالم.
وقد تمادى نتنياهو كثيرًا في المقامرة والمغامرة ويلعبها "صولد" للإحتفاظ بكرسي رئاسة الحكومة ومهما كانت الأثمان؛ فعلى نتنياهو وبن غفير وكافة رعاة قطعان المستوطنين أن يتذكروا بأن القدس مصنفة "مدينة محتلة" في الأمم المتحدة ولا مكان للصهاينة فيها . وميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية تضمن وتبيح محاربة الإحتلال وأي اعتداء على حرمة المسجد الأقصى سيشعل حربًا لا هوادة ولا تراجع فيها حتى زوال الإحتلال وهذا مذكور في توراتهم.
وإن غدًا لناظره قريب
03 نيسان/أبريل 2023
ـــــــ
https://telegram.me/buratha