عدنان علامه ||
/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
إستمر العدوان الصهيوني الوحشي واللا إنساني على المصلين والمعتكفين في المسجد الأفصى. لليوم الثاني على التوالي؛ وبلغ عدد المعتقلين داخل المسجد الأقصى وباحاته أكثر من 500 معتكف ومصلٍ.
وَقد تميزت الإعتداءات هذا العام بتدنيس المسجد الأقصى وإطلاق القنابل الصوتية والدخانية بكثافة داخل المسجد وخارجه والإعتداء بوحشية لا مثيل لها على المصلين والمعتكفين داخل المسجد وباحاته. ولم تسلم النساء وكبار السن من الإعتداء الوحشي وإعتقال كافة المتواجدين في حرم المسجد.
وقد تزامن هذا العام حلول عيد الفصح اليهودي مع شهر رمضان المبارك؛ ويعتبر عيد الفصح من أكبر الأعياد اليهودية ويرمز إليه بعيد الفصح (بيسح)، وهو عيد رئيسي يهودي مذكور في التوراة، ويُحتفل به في ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر هربا من فرعون بقيادة النبي موسى عليه السلام، وتعني كلمة (بيسح) العبور بالعربية.
ويمتد 7 أيام َيبدأ مساء السادس من أبريل/نيسان 2023، ويختلف كل عام حسب التقويم العبري، ويحظر دينيا العمل في اليوم الأول والأخير من العيد.
وهناك خلاف كبير بين اليهود اليمينيين المتطرفين الذين يؤيدون ذبح القرابين في المسجد الٱقصى، وبين اليهود الشرقيين؛ فقد نشر الحاخام الإسرائيلي لليهود الشرقيين يتسحاق يوسف الثلاثاء الماضي مذكرة تمنع المصلين من زيارة الأقصى لأنه "انتهاك صارخ للقانون اليهودي".
وأما الوحشية والعنصرية ومنع المصلين من إداء صلاتهم، والإعتداء الوحشي على النساء وكبار السن بهدف طرد المصلين والمعتكفين من المسجد الأقصى وقد وصل عدد المعتقلين إلى حوالي 500 شخص.
قد يظن البعض أن العدو يريد فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى والقدس برمتها؛ ولكني أعتقد بأن الشرطة وحرس الحدود يريدون بسط سلطتهم على كامل القدس كون "القدس الكاملة والموحدة هي عاصمتهم بموجب قانون الدولة القومية لليهود في ~إسرائيل~ (بالعبرية: חוק יסוד: ישראל - מדינת הלאום של העם היהודי) هو قانون أساسي إسرائيلي، يُعرِّف إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي. في 19 يوليو 2018، أقر الكنيست الإسرائيلي القانون بأغلبية 62 ومعارضة 55 وبامتناع نائبين عن التصويت.
وللأسف لم تنتفض فصائل المقاومة الفلسطينية لإلغاء هذا القانون؛ وإليكم نص القانون الخطير جدًا الذي لا يعترف للفلسطينين بأي حق في فلسطين:-
المبادئ الأساسيَّة:
أرض ~إسرائيل~ هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وفيها قامت دولة ~إسرائيل~ .
دولة ~إسرائيل~ هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير.
ممارسة حق تقرير المصير في دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودي.
رُموز الدولة:
اسم الدولة «دولة ~إسرائيل~ ».
علم الدولة أبيض، وعليه خطان أزرقان، وفي وسطه نجمة داود زرقاء.
شعار الدولة هو الشمعدان السباعي، وعلى جانبَيه غصنا زيتون، وكلمة ~إسرائيل~ تحته.
النشيد الوطني للدولة هو نشيد «هتكفا».
تفاصيل رموز الدولة تُحدد في القانون.
عاصمة الدولة:
القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة إسرائيل.
اللغة:
اللغة العبرية هي لغة الدولة.
اللغة العربية لها مكانة خاصة في الدولة، تنظيم استعمال اللغة العربية في المؤسسات الرسمية أو في التوجه إليها يكون بموجب القانون. لا يمس المذكور في هذا البند بالمكانة الممنوحة فعليًا للغة العربية.
لذا كانت الوحشية. والهمجية والبربرية والعنصرية في التعامل مع كل فلسطيني مسلم ليؤكدوا على يهودية القدس وحتى المسجد الأقصى..
ولم يصدر مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أي بيان شجب او إدانة للعدوان على المصلين في القدس التي أعتبرها القانون الدولي بأنها مدينة تحت الإحتلال لا يجوز المس بها أو تعديل ديموغرافيتها مَنذ قرار التقسيم عام 47.
وقد إقتبست فقرة من قرار محكمة العدل الدولية حول القدس في الفقه الدولي؛ -
فقد إعتبرت محكمة العدل الدولية جدار الفصل العنصري الذي أقامه كيان العدو على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية عملًا غير شرعي. وقد رفضته المحكمة بغالبية أربعة عشر صوتًا مقابل صوت واحد (القاضي الأميركي). وقد جاء في إحدى فقرات القرار «أنّ الإجراءات المتخذة من إسرائيل وهي القوة المحتلة، لتغيير الوضعية والتركيب الديموغرافي في شرقي القدس، هي باطلة ولاغية، وإسرائيل لا تملك الصلاحية القانونية لاتّخاذها، وذلك ضمن القدس وداخلها وحولها، بعيدًا من الخط الأخضر».
إن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان بإتجاه فلسطين اليوم هو رسالة نارية بأن الكيان الغاصب قد تجاوز كل الخطوط الحمراء في المسجد الأقصى ولا يمكن إستفراد المصلين والمعتكفين داخله، فهم ليسوا وحدهم.
وسيكون لفصائل المقاومة نفس الموقف إذا تصرفت قوات الإحتلال بوحشية مع أخواننا المسيحيين لدى توجههم إلى كنيسة القيامة يومي الأحد والإثنين المقبلين للإحتفال بعيد الفصح المسيحي.
فعلى مجلس الأمن والأمم المتحدة التدخل الفوري للحد من عنصرية ووحشية قوات الإحتلال في القدس المحتلة وإتخاذ قرارات صارمة بحقهم حتى لا تفلت الأمور عن عقالها؛ وساعتئذ لا ينفع الندم.
وإن غدًا لناظره قريب
06 نيسان / أبريل 2023
ــــــــ
https://telegram.me/buratha